التحالف الأميركي الإيراني
ولا تختلف العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران عن العلاقة بين الزوج والصديقة إلا في التفاصيل.
العداء المعلن بين الطرفين مبرر بأكثر من سبب، لكن التعاون بينهما يضع المراقب في حيرة واستغراب، ولا يجد للأمر تفسيراً مقنعاً.
السكوت الإيراني على الغزو الأميركي لكل من أفغانستان والعراق، بل تسهيل المهمة الأميركية إن لم يكن مشاركتها الفعلية فيها، أمر لا يمكن تفسيره بأن مصالح الطرفين هنا تتفق، وهناك تختلف، هنا اتفاق وانسجام، وهناك عداء وخصام.
في عالم السياسة، هنا عدو وهناك صديق، فإما تعاون وإما عداء، أما أن يجتمع العداء والتعاون في آن فهذا أمر غير مقبول، ولا ينطلي إلا على البسطاء أو السذج.
السكوت الأميركي على البرنامج النووي الإيراني المعلن والمتحدي، والتهديدات الناعمة أمر مستغرب مقابل الغزو الأميركي للعراق لمجرد الاشتباه رغم نفي خبراء الأسلحة أو على الأقل عدم وجود أي دليل على أسلحة الدمار الشامل في العراق.
حتى الثور الهائج بوش، لم يقابل الصلف الإيراني إلا بعقوبات لا تؤثر حقيقية على دولة كبيرة كإيران تمتلك نفوذاً كبيراً، وسواحل وحدوداً يجعلها مفتوحة على كل دول الجوار، وبالتالي لا معنى لأي حصار، إن تم حقيقة هذا الحصار!!
ما أميل إليه أن هناك تحالفاً وثيقاً بين الولايات المتحدة وإيران مدعوم برضى غربي كامل، وكل ما يظهر على السطح هو فقاقيع هوائية لذر الرماد في العيون، وأظن أن كل قادة المنطقة يدركون هذه الحقيقة المرة!!
هل تعجز الولايات المتحدة الأميركية أن تدمر كل المنشآت النووية الإيرانية لو أرادت، وهي مدعومة بكل السفن والبوارج وحاملات الطائرات والقواعد العسكرية في كل دول الجوار الإيراني، لو أنها شعرت بأي خطر حقيقي من البرنامج النووي الإيراني؟؟ وهل من مصلحة الولايات المتحدة أن تدب الصوت فقط دون إجراء فعلي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني وهو في بداياته، ولم تنتظر حتى يكبر ويكبر ويقع ما تحذر منه، وتنتج إيران قنبلتها النووية المزعومة؟؟ هذا التباطؤ الأميركي مقصود ومبرمج لتحقيق أهداف تخدم المصلحة الأميركية والغربية على حد سواء.
هذا التضخيم الأميركي للبرنامج النووي الإيراني، يرافقه عجز عملي يهدف لبث الرعب في دول الخليج خاصة وتخويفها من الخطر الإيراني القادم، لتسارع هذه الدول بشراء الأسلحة وتكديسها خوفاً من الخطر الإيراني المزعوم، وما حدث خير دليل على ذلك، إذ تم شراء الأسلحة بعشرات مليارات الدولارات، وما زالت العجلة تدور.
وإذا عدنا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وعلمنا أن من يتحكم في سياستها هم أرباب الصناعة أولاً وأخيراً، لأدركنا أن هدفهم من نشر الرعب من البرنامج النووي الإيراني هو تسويق السلاح الأميركي كي تبقى مصانع الأسلحة تعمل وتصنع وتبيع، لأن توقفها دون عمل أمر يهدد الاقتصاد الأميركي، ويعجل بانهياره، ولذا فإن من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية فتح جبهة هنا وهناك لإنعاش سوق السلاح، وتسويق ما تكدس منه في المستودعات الأميركية التي تشكل عبئاً على أرباب الصناعة.
ثم إن من مصلحة الولايات المتحدة ومن يحكمها من وراء ستار استنزاف عوائد النفط الخليجية في الأسلحة الأميركية لتعود الأموال إلى أصحابها الشرعيين من وجهة نظرهم، ولمنع دول الخليج من استثمار أموالهم في صناعات حقيقية فاعلة، أو مشاريع جدية تبني للمستقبل لتكون سنداً ورصيداً للأجيال القادمة.
أما ما يحدث من تفلتات هنا وهناك مثل التهديد الصهيوني بضرب المنشآت النووية الإيرانية، أو اعتقالات أو تصريحات حادة، أو تهديدات، فكلها تصب في خانة الضغط على الشركاء لمزيد من الحصص من الغنيمة، وليس اختلافاً على الفريسة، بالضبط كحكاية اتفاق اللصوص على السرقة واختلافهم على توزيع الغنيمة!!
ما حدث في أعقاب الانتخابات الإيرانية بعد 12 حزيران هو اختلاف بين الأشقاء استجابة لأوامر الحلفاء لمزيد من الضغوط، لخدمة الغرض نفسه من أجل نصيب أكبر، وربما لبعث رسالة إلى شعوب دول الخليج أن تقتدي بالشعب الإيراني لزعزعة الاستقرار في الخليج ليسهل السيطرة عليه وابتلاعه.
حرب حزيران 2006 لا تخرج عن هذا السياق للمتبصر والباحث عن الحقيقة، فما حدث في مجمله لا يمكن تفسيره عسكرياً، إلا بوجود لعبة يجب أن تتم، وأكبر خسائر الحرب إبعاد المقاومة الحقيقية مسافة أربعين كيلومتراً عن الحدود التاريخية لفلسطين.
ما حدث وما يحدث في غزة من حصار وتدمير ليس بعيداً عن التنسيق بين الولايات المتحدة وإيران مع تواطئ عربي مؤكد لضرب آخر معاقل المقاومة الرافضة للحلول المشوهة للقضية الفلسطينية، فالنفخ الإيراني الذي رافقه دعم كلامي كبير من حسن نصرالله للمقاومة لم يؤيد بأي شيء مادي ملموس يدعم المقاومة.
التهديدات الصهيونية بضرب إيران مجرد تهديدات لا رصيد لها على أرض الواقع، وهي تهدف حقيقة إلى إبعاد الأنظار عن ما يجري في فلسطين من تهويد القدس وبناء المستوطنات وتوسيعها ومطاردة الشرفاء لإجهاض القضية الفلسطينية وفرض الأمر الواقع.
المؤكد أن هناك تحالفاً بين الولايات المتحدة والغرب من جهة وبين إيران من جهة أخرى للسيطرة على المنطقة برمتها وفي مقدمتها دول الخليج.
ولا تخرج القضية الفلسطينية عن مخطط التحالف، بتفريغها من مضمونها، وفرض حلول إجبارية على أصحاب القضية للتنازل والقبول بما هو معروض وإلا فلا شيء على الإطلاق.
ختاماً أدرك أن ما كتبته لا يعجب الكثيرين، ولكن كل ما أطلبه أن نتبصر بما يحدث، وأن نخرج من ربقة الإعلام الموجه الذي يجرنا إلى الهاوية، وأن نترك عواطفنا جانباً، فما أغنت عنا شيئاً، وأن نحاكم الأحداث بتجرد وحياد.
mosa2x@yahoo.com
2.4 مليون أسرة تعيش في الأردن والمرأة تقود خُمسها
وزارة العدل تناقش تعديلات قانون العقوبات
التمييز تؤيد سجن طبيب 20 عامًا .. تفاصيل
ترامب في الدوحة وسط ترحيب غير مسبوق .. فيديو
رئيس الوزراء يلتقي كتلة عزم النيابية
الحكومة تتجه لتغيير آلية تسعير المشتقات النفطية
جورج وسوف بصحة جيدة ويطمئن جمهوره
جرادات نقيبًا لنقابة شركات الخدمات المالية
ميمي جمال تدافع عن دينا الشربيني: فيديو
المنتخب الوطني لكرة اليد يواجه باكستان لتحديد المركز الثالث
تفاصيل القمة الخليجية الأمريكية
الأحوال المدنية تؤكد أهمية الأمن السيبراني
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل
حب ميرا وأحمد يُشعل سوريا .. خطف أم هروب
مهم للأردنيين بشأن أسعار الأضاحي هذا العام