دولة الرئيس .. خطواتكم مباركة "في دمج الهيئات" ولكن .. !

mainThumb

27-10-2009 12:00 AM

في موازنتها لعام 2010 ، طالبت الحكومة بضبط النفقات عبر سلسة إجراءات لوقف نزيف "الهدر" في موازنة الدولة ، تلاها تصريح قبل أيام ، طرح دولته الرئيس - من خلاله - مشروعا لوقف هذا الهدر، وذلك بوقف استحداث أية مؤسسات أو هيئات حكومية جديدة والعمل الجاد على إلغاء ودمج المؤسسات والهيئات ذات المهام المتشابهة مثل الهيئات العاملة في مجال النقل والطاقة والاستثمار وغيرها ، وجاء في تصريح دولة الرئيس أن عدد الوحدات الحكومية يبلغ 57 وحدة وصلت موازناتها مجتمعة عام 2009 حوالي 2 مليار دينار أردني وهذا يعادل حوالي 33 بالمائة من موازنة الدولة ،كما أن هذه الموازنة تشكل حوالي 6ر 12 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2009 .
أن ما تحدث عنه دولة الرئيس من"أرقام" مذهلة، جعلتنا ا حائرين متسائلين... ألهذه الدرجة نحن بحاجة لمثل هذه الهيئات؟..... ألهذا الحد تستحق هذه المؤسسات بان تستنزف 33% من موازنة الدولة ؟ ألهذا الحد نحن مستعدون للتضحية ب 12.6 % من دخلنا القومي لأجل هيئات بعضها مصطنع تم استحداثه وتفصيله وبرمجته لمصالح آنية ضيقة؟!!!
لقد "تألمت الحكومة وكافة المختصين بمجال المياه والزراعة"عند مواجهة حقيقة أن زراعتنا تستهلك أكثر من 70% من موازنتنا المائية لا سيّما وان قطاع الزراعة لا يساهم بأكثر من 4% من دخلنا القومي حسب التقارير الحكومية و البنك الدولي، وها نحن نضحّي بـ 12.6 % من دخلنا القومي لأجل هيئات اثبت الواقع فشل اغلبها وعدم جدواها.
عجبا أيها القوم !!!!! ..... ماذا كنا نصنع قبل أن ترى مثل هذه الهيئات النور قبل عامين ويزيد؟ كيف كانت تدار شؤون الدولة في هذه القطاعات ؟ وهل انعكس دور هذه الهيئات ايجابا على المواطن ؟!!!
إنني على يقين بأنه إذا ما تحقق توجه دولة الرئيس "في دمج المؤسسات المتشابهة" فان ذلك سيكون كمن وضع " العربة خلف الحصان" و في مكانها الصحيح في رحلة ألف وألف ميل على طريق تحرير هذا الوطن من هوامير" تفننوا" في نهب وسلب الوطن ومقدراته ، تاركين المواطن يلهث وراء لقمة العيش محروم من خيرات وطنه، وهو الأولى بان ينعم بخير هذا الوطن.
لقد عشنا سنين طوال ، نراقب ونرقب ما يجري وما يمكن أن يحدث " لعل وعسى" أن "يشبع هولاء الهوامير"... أو أن تستيقظ ضمائرهم.... لقد انتفخت جيوبهم زورا وباطلا.... لقد تضاعفت رواتب الكثيرين من " أزلامهم" تحت مسميات دخيلة على قاموسنا الوظيفي ، فقد تراوحت هذه الوظائف بين مستشار ومستشار المستشار، وخبير وخبير الخبير، كما تعددت البدلات والسفرات والمياومات واللجان ومؤتمرات لا تساوي "بوفيه الغداء" الذي اعد لتزيين واقع زائف ترجم بصفحات وتقارير لا تساوي الحبر الذي كتبت به في الوقت الذي حرمت منه مشاريع طموحة فيها من الواقعية ما يكفي لفائدة الوطن والمواطن.
سيدي دولة الرئيس
إن واقع حالنا يبعث على الأسى ، لا سيما ونحن نعلم جميعا أن التغيير يحتاج لرجل صلب بحجم دولتكم مدعوما بثقة ملكية راسخة مؤيدا بزخم "شعب" يطمح إلى تغيير واقع حال مرير.
إنني كمواطن عادي اجزم بأنه لو أوقف سيل الهدر والتحايل على المال العام لما كان علينا مديونية تجاوزت العشرة مليارات من الدولارات إن لم تخني ذاكرتي.
لقد طال الزمن "علينا انتظارا" لحدث يجعلهم يشبعون أو تمتلئ جيوبهم ، ولكن يبدوا أن هذا لن يحدث ، فالطمع لن يشبعهم وجيوبهم لن يملئها إلا تراب حفائر المقابر.
لقد " تنففن " هولاء في عمليات اختلاس ونهب لمقدرات الوطن بطريقة مباشرة وغير مباشرة ، حتى عجزت حكومات "خلت"عن مواجهتهم لأنهم " شكّلوا " جيوشا مدربة على التحايل بمكر ودهاء في عملية غسيل "لانتهاك القانون" كي يزيّن للمواطن والمشرّع قانونية ما يصنعون.
إننا إذ " ننبّه" لخطورة هولاء على مستقبلنا كشعب وحكومة فان أملنا بالله كبير وبكل أخيار هذا الوطن ومنهم دولة الرئيس وأقول ....... أعانك الله سيدي...... فطريقك "شوك" موحش شكله "سمّ" فعله ، وما عليك سيدي إلا التسلّح بثقة القائد ودعم الشعب لكشف وتحجيم هولاء ، نصرة لله والقائد والوطن ، ورحمة بمواطن ارتضى لعزّة الأردن أن تبقى فوق كل اعتبار.
سيدي دولة الرئيس
إذا ما "فكّرتم جديا" بدمج المؤسسات وتخفيض النفقات بشكل "عقلاني ومسئول" فاعلموا بأننا كشعب سنبارك خطواتكم ،وعليكم الأخذ والعلم بأن طريقكم جد صعب ، و أن أيامكم القادمة ستكون على المحك حيث أن هوامير الشر والاختلاس " لن يجعلوك تتنفس الصعداء، لأنهم "كسمك سيخرج من البحر، فإذا جفّت منابعهم ماتوا ، وبالتالي فاني أرى أنهم سيعملون على تشويه مساعيكم و إحباطها ، لا بل ، سيعملون على وأدها في مهدها وسيغلّفون مبرراتهم "بحجج" ظاهرها "حلو" باطنها "علقم ومر" ولكنى على ثقة بأنكم اكبر من هولاء بفضل ثقة جلالة القائد بكم ودعم الخيرين في هذا الوطن لكم ولكل مسئول يده بيضاء تعمل لخير هذا الوطن.
سيدي دولة الرئيس
إذا عزمتم في مشروعكم هذا كطريق إصلاح شامل... فاعلموا أنكم ستخسرون "ثلة من عديمي الضمائر" في مقابل كسب شعب ملئه العزة والكبرياء حبا ووفاء للقائد والوطن ودمتم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد