طوشة سبع نجوم

mainThumb

31-10-2009 12:00 AM

طلال محمد الخطاطبه
طالعتنا الصحف مطلع الأسبوع الماضي بنبأ الإعتداء على المهندس ليث شبيلات. وقد حزنت لهذا حزنا شديدا ولكن لسبب غير الذي أزعج بعض الجماعات. وبما أنه لكل امرء فيما يعشق مذهب فأرجو أن لا يعيب علي أحد هذا الشعور. لقد حزنت غلى سعادة النائب السابق المهندس ليث شبيلات بنفس الدرجة التي حزنا بها جميعا عندما ضرب طالب بالأغوار وفوقئت عينه وكما حزنت على معلم أهدرت كرامته عندما اعتدى عليه طالب أمام زملائه الطلاب .

بنفس القدر الذي يحزنني عندما يهجم ذوو مريض على مستشفى فيستبيحوا حرماته بضرب الأطباء والممرضين وتدمير ممتلكات المستشفى لمجرد أنهم يعتقدون أن هناك تقصير ما في علاج ابنهم المريض.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر وعلى ( سيرة) الممتلكات فأنني أحزن كثير لتدمير الممتلكات سواء العامة أو الخاصة بمظاهرة حماسية لنصرة الأشقاء في البلد الفلاني أو الأصدقاء بالبلد العلاني, أو بفورة دم نتيجة جريمة حصلت بسبب الجهل ربما أو جهد البلا كما كان يقال. باختصار أحزن لجرح أي أردني مهما كان عمره أو وزنه الإجتماعي أو الوظيفي. فلا فرق عندي بين حراث أو عامل وطن وبين من يتبوأ أعلى المناصب حاليا أو سابقا, كلهم عندي سواء من حيث كونهم كلهم أبناء هذا الوطن الذي ندعو الله جميعا أن يحميه من شر كل طامع. فالحمد لله على سلامة أخينا الكريم وسلامات له ولكل من يرقد على سرير الشفاء.

طبعا ليس من المستغرب أن تثور هذه الزوبعة للحادث من الجهات نفسها- التي لها في كل عرس قرص كما يقول المثل - استنكارا للحادثة: فهذا يستهجن وذاك يستغرب وثالث يحمل الحكومة المسؤولية.

لا بل أن بعضهم تجرأ واشار بأصبع ألأتهام للحكومة واتتهمها كما يتهمها بكل حادثة مشابهة. لقد تعودنا على هذا الأسلوب الإتهامي الموجه. قبل مدة من الزمن تعرض الدكتور على العتوم لحادثة أشد بشاعة وقامت الدنيا واتهمت الحكومة حتى قبل استكمال التحقيقات, وللعلم فمهما كانت نتائج التحقيقات فأنها لن ترضي هذه الجهة. وهذا الأيام يتكرر نفس السناريو لقصة الإعتداء الآثم على المهندس ليث. لا أدري لماذا نرفض نتائج التحقيقات من شرطتنا ونشكك بكل ما يقوله الناطق الإعلامي للدولة و للأمن العام ونتهمهما بالتسرع والتصريح قبل انتهاء التحقيقات ونعطي انفسنا الحق باتهام من نشاء دون انتظار نتائج التحقيقات؟ لماذا نفترض اننا الوحيدون الذين لدينا الرؤيا الصادقة والواضحة لكل القضايا. لا يوجد ابدا ما يدعو الشرطة الى تغير الحقائق لأنها وبكل بساطة ليست الحلقة الأضعف :فهي تقوم بواجبها خير قيام.

إن ما حدث للمهندس ليث هو- وللأسف - كما يحدث لكل مواطن هذه الأيام بأردننا العزيز كما أكدت ذلك الكثير من الحوادث. وقد أشار لذلك أكثر من كاتب صحفي, اذا يكفي أن يطالع أحدهم شخصا بنظرة لا تعجبه لينتهي الأمر بالأثنين أحدهم الى المقبرة والأخر الى السجن!!!!! لا بل ان ما حدث لسعادة النائب السابق – مع استنكارنا له طبعا – لا يعد شيئا يذكر اذا ما قورن مع ما يجتاح وطننا الغالي من شماله لجنوبه.

نعم , نستهجن ونستنكر ونشجب ونعتصم ونطالب الحكومة بالقيام بمهامها ومسؤوليتها ليس فقط من أجل المهندس ليث ولكن من أجل كل مواطن. لا نريد لأي مواطن حامل خبزاته وواقف في طابور السرفيس أن يرجع الى بيته مكسرا ليستقبل المهنئين بالسلامة ويحمد الله أن السولافه كلها فشخة مش اشي ثاني. إن الريشة التي على رأس سعادة النقيب السابق هي نفس الريشة عندي على رأس كل مواطن أردني , فلا يمتاز أي أردني عن آخر الا بالتقوى وحبه لوطنه وناسه.

وفي الختام لنسأل الأخوة المستهجنين والمستنكرين والمعتصمين ماذا قدموا للوطن والمواطن في سبيل مساعدة الحكومة لوقف هذا السيل من العنف الإجتماعي الذي اصبح يطغى على كل ما خلافه, فأصبح حديث العامة والخاصة. الكل يجتمع ويطالب الحكومة, فماذا قدمنا نحن المعتصمون. ندخل المسجد فنسمع القليل القيل من خطب الجمعة حول الجانب الإجتماعي حيث ينصب جل الخطبة على جانب العبادات المعروفة أو انتقاد الحكومة وغالبا ما يكون الحديث منقولا عن جهة معينة عندما يتعلق الأمر بالحكومة.

ويجتمع الحزبيون لأمور حزبية ويعلوا صوتهم بمهاجمة الحكومة لأن ليس لديهم ما يقولونه غير هذا. أما ممثلونا أصحاب السعادة النواب فما سمعنا انه خرج من جعبتهم اي شيء: بمعنى أن يخرجوا بخطة أو مشروع لمعالجة هذا العنف انما يقتصر دورهم على مناقشة ما تطرحه الحكومة من قوانين.

ربما تطرح بعض القضايا طبعا من خلال بند "ما يستجد من أعمال" ولكن يا سبحان الله ما أن تخرج الفكرة من أحدهم حتى يعارضها أخرومن ثم تتبخر. لا أدعي انني على علم بما يجري داخل المجلس ولكن معلوماتي مما ينقل من أخبار على التلفزيون أو وسائل الإعلام المحليه طبعا فأنا لست من هواة أي اعلام آخر يترزق من شتم بلدي. ولقد طالب جلالة الملك من النواب وفي أكثر من مناسبة أن يمارس النواب دورهم الحقيقي والتقدم ببرامج للتطوير وليس فقط الأنتقاد.

لهذا أرى من واجب الجميع أن نقف سدا منيعا مع الحكومة لا ضدها بوجه هذا العنف فلا نشجعه ولا نحميه ولا نتوسط لكل عابث بأمن البلد لتخرجه من القضية بعد أن يصلح مع خصومه. ولنكن جميعا سندا لأمننا الغالي ليقوم بواجبه فلا نشكك بجهوده أو نطعن بكفائة رجاله. لنعتصم ضد هذا الخراب الذي يتهددنا ليصل سعادة المهندس والمعلم علي والسائق ابو احمد والطالب زياد والطالبة خديجة وصاحبة الدكانة التي على راس الشارع كرمة العلي الي بيوتهم سالمين. ليس فقط أولاد سعادة المهندس الذين ينتظرون أباهم للرجوع سالما الى البيت, ولكن كل أولادنا كذلك.

حمى الله أردننا الغالي من كل مكروه .

Alkhatatbeh@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد