في مُبكيات الأخبار ِ ومُضحِكاتها !!

mainThumb

01-11-2009 12:00 AM

ماجد شاهين

يتعب ُ من أراد استعراض ما تورده وتبثه مواقع إلكترونيّة أو صحف يوميّة ورقيّة ، فالأخبار متلاحقة والمفاجآت في " غرابتها و تنوّعها و مكان حدوثها " تربك المتابع وتستفز ّ اهتمامه و انحيازه .

ولا ينفع مع " أخبار ونوادر وعجائب " ، تبثها محركات إلكترونية أو أوراق مطبوعة ، أن تسمع أو تقرأ من دون ردّة فعل ٍ ، ضحكاً كانت أم بكاء ً ، صمتاً أم ضجيجاً ، قهراً أو " تبكيتاً " ، فلا يكاد يوم يمرّ أو ساعة تنقضي من غير " جديد و مفاجئ و صادم ٍ " للعقل والنفس أو من دون مادة تصلح للتندّر والفكاهة أو للروي في سهرات قيلولة أو عند حلاّق في انتظار التخفف من شعر زائد أو ما نسمّيه حمولة زائدة في أعلى الرأس وعلى مساحة استدارته ، وهنا في مسألة الحلاقة لا نغامر في الحديث عن " صلعات الأصدقاء " الذين لا يحتفظون بعلاقات حميمة مع الحلاّقين .

وإذا ما أراد المرء أن يقلّب الأوراق والعناوين ، فمن اللازم أن يتخفف من وقاره حيناً وأن يترك لذائقته مساحة ?Z تلوّن واسعة ولجسده مساحة متاحة وكافية للتدحرج والانقلاب والانزلاق ، فالاحتمالات عديدة والمشاهد الفاقعة فاضت عن حجم المتوقع .. وموجزات الأخبار والأنباء تقول ، في سيرة اليوميّات والأرصفة والمنازل والبحار والمال والسياسة والكياسة والتياسة والفن والنساء والأمراض والإنفلونزات ، كلاماً كثيرا ً.

• تخففت ُ من دماغي وعقلي حينما قرأت خبراً عن فنانة أردنيّة ، حسب الخبر ، هجرت البلاد وغادرت إلى مناطق أخرى ، احتجاجاً وغضباً على انحسار منسوب الحريات الشخصية في الأردن ّ وتراجعها .. هكذا قال الخبر .

وأبدت الفنانة " غرام " استياء ً واضحاً حيال " التضييق على الحريات الشخصية " ، وبالمناسبة : أنا وبسبب من تدن ّ ٍ في مستوى ذائقتي و فقر في معلوماتي الفنية لا أعرف فنانة بهذا الاسم ، لكنّ صورتها تشير إلى محاولتها للتخلص من حمولة زائدة في ملابسها ، مثلما أحاول التخلص من مساحة صالحة للاستخدام في عقلي .

• وإنفلونزا الخنازير ، المرض اللعين ، يوقع وفيات وإصابات جديدة والجدل دائر حول جدوى المطعوم و تأثيراته الجانبية المستقبلية ولا شيء يبدو واضحاً للآن ، فيما يرتفع المعدل السنوي للإصابة بالسرطانات عندنا ، وفي كل يوم يدهمنا حزن على ولد أو بنت أو صديق فقد حياته بسبب من السرطان أو هاجمه سرطان في مكان في جسمه .

ومن مبكيات الأخبار أن ّ طفلاً قضى غرقاً في " بانيو استحمام " بمنزل والديه ، في حين يستجم ّ كثيرون ويسبحون ولا يغرقون أو حتى يصيبهم البلل .. فيما جاء في الأخبار أن ( 300 ) أسرة أو عائلة في جرش أو مخيمها يعيشون بلا مياه منذ شهرين ، فكيف يقضون حوائجهم ؟

( أثناء هذه الكتابة وعند هذه الفقرة ، خرجت لتفقد المياه في المنزل ، كنت أكتب و الأصوات في البيت تعلو للتعبير عن غياب الماء ، فالمياه لم تأت في موعدها ما أربك المشهد المنزلي و أرجأ الاحتفال بالغسيل والشطف والاستحمام ) .

• في معرض أصحاب الملايين بموسكو ، وفق الأخبار ، مُنعت ْ زيارة الفقراء ، والمكان احتوى ممتلكات لأثرياء من بينها يخوت وسيارات فارهة وفراء ومجوهرات ومراحيض فاخرة لا مثيل لها ... بذخ و ترف واستعلاء ، و نحن في كثير من مناطقنا ما نزال ( نفعلها ) في العراء أو نتنازع في ما بيننا على دخول المرحاض !

• وفي المفارقات ، ظهرت صورة " غزي ّ " يضع الورود على نصفه الميت ويقرأ الفاتحة ، فيما كنا نسأل : ما ذنب فيدل كاسترو إذا كانت شقيقته متعاونة أو عميلة للمخابرات الأمريكية منذ زمن طويل ، وباعترافها ؟

• لا نريد الخوض في ما يُُشاع ُ عن آليّة توزيع شقق السكن الكريم والعيش الكريم ... ففيها كلام كثير ، لكنّ الجدل الدائر حول " إشهار نادي الكتاب الصحافيين " دفع بغير واحد من الأصدقاء الكاتبين إلى الإعلان عن عزمه تأسيس جمعية " الكتابة في الهواء الطلق والنشر في العراء أو على حبال الغسيل " ، أو يجري تعليق المقالات على طريقة بائعي اليانصيب بالملاقط ... فعشرة مقالات منشورة لا تشفع عند بائع خضار لشراء كيلو بندورة ... و نادل المقهى يرفض أن يحصل على مائة مقال منشور أو مخطوط مقابل فنجان قهوة أو جلسة على رصيفه .

? نحاول التخفف من عبء المقالة وفوضاها ، مثلما تخففنا من أذهاننا دعماً لمساحة الحرية التي أفقدت غرام ، عفواً الفنانة غرام ، صبرها ودفعتها للهجرة ... لن نهاجر ولن نجاهر بالانسلاخ من أرديتنا ... و رغم شح ّ المياه و مقتضيات الشتاء والمطر الجميل ، نعود إلى ما يكتبه احمد الزعبي عن الضمائر والدكاكين والذباب وباص الرمثا و فيروز ، ونقرأ في اللويبدة وعمون والسوسنة وخبرني و شقيقاتها وننتظر الخندق والمحادين الرائع .. و لا نغمض العين عن قلق ٍ ولا نطفيء الضوء عن محبة .

madaba56@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد