عندما يشعر المسؤول بأمانة المسؤولية

mainThumb

04-11-2009 12:00 AM

خالد العلاونه

ذهبت في صبيحة هذا اليوم الاربعاء الرابع من تشرين الاول 2009 الى المركز الصحي في بلدة الطيبه وذلك لعلاج ابنتي من وعكة صحية ألمت بها نتيجة عدم الاستقرار في حالة الجو وعندما وصلت الى المركز وجدت امامي بعض المراجعين الذين ينتظرون ان تقدم لهم الخدمة الصحية التي كفلها لهم الدستور في حديثه عن الحقوق والحريات العامة ، الا ان المؤسف بالامر انه لم يكن موجودا من كوادر المركز سوى الحارس وعاملة النظافة وموظفة اخرى فليم يكن هناك اطباء سوى طبيب الجلدية الذي يغطي يوما واحدا في الاسبوع ، وترى المركز وكأنه في اجازة فلا صيدلي ولا محاسب ولا ممرضه حتى ان الحارس تولى تسجيل اسماء المرضى ، ساءني هذا الوضع خاصة وان الساعة كانت قد تجاوزت الثامنة والنصف وبدأ توافد المراجعين مما يؤدي الى تراكم الحالات المرضية والتي سيكون هناك فوضى في حالة البدء بتقديم الخدمة خاصة وان كل مريض يحمل ملفه وقد يدعي انه هو الاولى وهو الاسبق وذلك في ظل غياب موظفين يعملون على تنظيم عملية الدخول فتبرع احد المراجعين بجمع اوراق المرضى وترتيبها حسب اسبقية الحضور قدر الامكان لحين البدء بالدوام في المركز .

الا يعلم هؤلاء ان للناس اعمالهم ومشاغلهم وليس لديهم الامكانية لقضاء النهار كاملا بانتظار الدخول الى الطبيب ام انهم اصبحوا مسلطين على رقاب الناس باعذارهم وحججهم التي يبدونها ويقدمونها ردا على انتقادهم على تصرفاتهم ام ان عملهم في مؤسسات الدولة مرهون بمزاجيتهم واهواءهم وان على المواطن ان ينتظرهم ما دام بحاجتهم .

امام كل ذلك لم أستطع التحمل ربما لانني لا استطيع ان ارى الخطأ واسكت ، هممت على الفور بالاتصال بعطوفة محافظ اربد بعد ان حصلت على رقم هاتفه من احد المواطنين ، بعد ان رن هاتفه كان ينتابني شعور بانه لن يرد علي خاصة وان هاتفي ليس معروفا لديه كما ان احدهم اسر في اذني ( اذا المركز الصحي مش مداوم بدك المسؤول يكون داوم ) ولكن كانت المفاجأه ان عطوفة المحافظ رد على هاتفي وخيب ظني وظنون الاخرين وعندما اخبرته انني مواطن لم يستنفر ويطلب مني الافصاح عن اسمي بل رد علي مرحبا بقوله: اهلا يا مواطن تفضل ، فشرحت له ما يحدث في المركز الصحي واخبرته ان هذه معاناة يوميه نواجهها وان المركز الصحي بحاجة الى مراقبة اكثر حتى يستطيع ان يقدم الخدمة التي وجد من اجلها بالشكل الصحيح ، طمأنني المحافظ بانه سيتخذ الاجراء اللازم حالا" .

بت متأكدا بانه عطوفة المحافظ سيأخذ الشكوى على محمل الجد وبالفعل ما هي الا دقائق حتى حضر متصرف لواء الطيبة الى المركز الصحي واستقبلته على باب مكتب مدير المركز واخبرته انني انا الذى اشتكى الى المحافظ وشرحت له امام المواطنين عن تصرفات كادر المركز اليومية وعن تأخيرهم المستمر وتعطيلهم للمواطنين وكان جميع الحاضرين مؤيدا لما اقول فوعدني المتصرف خيرا ودخل الى الطبيب الذي كان قد حضر متأخرا وانتظرت انا في الخارج وبعد ان حان دوري نودي علي فدخلت الى الطبيب وفي تلك الاثناء رن هاتفي ولاني لم اشأ ان ارد عليه وانا اتحدث الى الطبيب ودون وعي مني اغلقت الخط ولكن عاود الهاتف الرنين فلما نظرت فاذا هو رقم عطوفة محافظ اربد الذي لم يجزع او يغضب لانني اغلقت الهاتف دون ان ارد عليه فاذا به يخبرني ان المتصرف توجه الى المركز الصحي فاخبرته انني عند الطبيب والمتصرف موجود فتحدث لي المحافظ بكل تواضع وحس بالمسؤوليه عن المبررات التي قدمها الطبيب للمتصرف والذي بدوره نقلها للمحافظ فلم أشأ ان اجادله شكرت عطوفته وانتهت المكالمة .

بعدها بدأ المتصرف بتقديم التبريرات عما حدث طبعا كما رواها له الطبيب فاخبرته بانها مبررات غير موضوعيه وأن هذا الطبيب الذي يقدم تبريرات عدم حضور زملاءه لغاية هذه اللحظة هو اصلا جاء متأخرا وأن هذا الوضع يحدث يوميا وهذه التصرفات تتكرر باستمرار وفي اثناء حديثي مع المتصرف دخل احد المواطنين يسأل عن طبيب الاسنان فاخبروه انه سيحضر بعد قليل وكانت الساعة قد تجاوزت التاسعة ، نظرت الى المتصرف فاذا به يبتسم وكأنه فهم الاشارة .

اوردت هذه القصه لاتحدث في امرين :

الاول : ان من يخطىء في بلدنا وخاصة من موظفي الدولة لا يعترف بخطأه وانما تجد عذره ومبرره جاهزا وعبارة ( ابدا مش صحيح) دائما في فمه فلا تجد احدا يقر بخطاه ويعتذر لنفسه ولضميره قبل ان يعتذر لمن اخطأ بحقه

الثاني : انني اقدم جزيل شكري وعظيم امتناني لعطوفة محافظ اربد الاستاذ خالد ابو زيد الذي كان مثلا ــ من المفترض ان يحتذى ــ في الحس بالمسؤوليه وتلمس حاجات الناس وحل مشاكلهم والرد على مظالمهم دون تبرير او تعذير وعلى مبادرته بمعاودة الاتصال بي مرة اخرى ليخبرني بانه قد اتخذ الاجراء اللازم بخصوص شكواي وعدم تذمره من معاودة اتصالي به مرة اخرى لاعتذر له بل على العكس اخبرني انه بامكاني وبامكان كل مواطن ان يتواصل معه في حالة تعرضه لاي مشكلة مهما كانت .

وكذلك الشكر لعطوفة متصرف لواء الطيبة على سرعة حضوره للوقوف على الشكوى بنفسه

عندما يحس المسؤول بامانة المسؤولية يجد المواطن نفسه بأيد امينة على مصلحة الوطن والمواطن وبالتالي نستطيع ان نرفع وطننا الأردن الى اعالي قمم المجد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد