الاردنيون .. لا يعرفون الكماليات ولا يؤمنون بالرفاهية .. !
محمد حسن العمري
-1-
يحدثني صديق يعمل مديرا اقليما لشركة الكترونية عملاقة بالخليج العربي ، انه يشعر بدفعة عملاقة خلال صلاة الجمعة في مدينة جدة السعودية ، يدخل المصلون مبكرا الى المسجد تفوح منهم روائح العود والعطور كما المسجد نفسه ، وكان يضيق ذرعا من صلاة الجمعة باحد مساجد عمّان ، يحضر غالبية الناس قبل الصلاة بدقائق واحيانا بعدها ، يرتدون البيجامات وتفوح منهم روائح النوم والفطور ، يدخلون كسالى كما يخرجون ، كأن، صلاة الجمعة كسرت على الناس يوما ادخر للنوم منذ بداية الاسبوع ، كان من الرجل ان حضر مبكرا ذات جمعة كما اعتاد ان يفعل في جدة الى احد مساجد عمان ، واحضر مباخر فاخرة واعواد بخور نعرف ويعرف من يعرف البخور ان الغرام الواحد منها يفوق غرام الذهب الذي لا يعرفون الاردنيون معدنا ثمينا غيره ، ولما حضر المصلون متاخرين كعادتهم المسجد وبالحالة التي نعرف ، بدأوا يضجرون من روائح البخور ويتأففون ، وقام رجل مسن وسكب ماء من انبوبة الماء الموضوعة للشرب فوق المباخر جميعا ، فيما قام خادم المسجد بالقائها جميعا مع النفايات..!
كنت استحضر مثلا شائعا ، والرجل يروي لي القصة ، لكنه دون لغة القلم عن الذي لا يعتاد البخور ، وكان هذا الذي حصل..!
-2-
نعلم جميعا ان المجتمع الاردني بالاجمال يمر بازمة اقتصادية كبيرة ، لكنها ليست اسوأ حالا من الازمة الاقتصادية في مصر ودول المغرب والسودان واليمن وسوريا ولبنان ، فالوضع الاقتصادي الاردني ان لم يكن افضل حالا من هذه الدول فهو بنفس السياق ، باستثناء الدول النفطية التي تعتبر حالة خاصة على مستوى العالم كله ، والحالة الاستهلاكية في الغالب هي نمط عام ليس مرتبطا وثيقا بالحالة المعيشية للافراد ، فالامارات العربية المتحدة والمصنفة ضمن اعلى معدلات دخل الفرد في العالم ، يعاني الكثير من افراد الدولة اي مواطنيها من مديونيات بنكية عالية بسبب البذخ في الصرف على الكماليات والرفاهية وليس على الامور المعيشية اليومية التي يتلقى الامارتيون دخولا كافية لتغطيتها وزيادة ، ولولا تدخل شيوخ الامارت سنويا لفض المديونية عن المواطنين تكون كارثة بالتاكيد، ومعروف في دول الخليج ان ما يسمى بالحضارمة وهم المتجنسون العائدون لاصول من حضرموت او المكلا اليمنية ، انه يعاب عليهم الشح رغم هيمنتهم على تجارة السلع في اسواق الخليج اجمالا ، فهم لا ينفقون الا على المأكل والسكن والملبس والتعليم ، وفي حالة انفاقهم على الكماليات فانهم يشترون الذهب وشراء الذهب هو في ظاهره وجه للرفاهية ، وفي باطنه وسيلة ادخار مقّنعة..!
وباعتقادي فان ما ينحى له الحضارمة الاغنياء في الخليج هو ما ينحى له الاردنيون بفقرائهم واغنيائهم هنا في الاردن ، وهو عكس ما ينحى له مثلا اللبنانيون الفقراء حيث تبلغ المشكلة الاقتصادية ذروتها في لبنان ، لكن النمط الاستهلاكي يتجه اكثر نحو الكماليات والرفاهية على السواء ..!
-3-
الذي يلاحظ البذخ الذي يمارسه عدد كبير من الاردنيين يعرف ان هذا البذخ يأخذ طابع الضروريات و التوغل فيها اكثر ، والاسواق الاردنية تشهد على ذلك ، فسوق مزدحم يغذي نسبة كبيرة من مناطق عمان الغربية ولا يتعدي طوله كيلو متر واحدة وهو سوق تلاع العلي يوجد فيه قريبا من عشرين متجرا ضخما – سوبرماركت- كلها للمواد الغذائية ، وتلحق بها المطاعم و الادوات المنزلية والملابس والمخابز والمفروشات ، بينما لو اقتطعت اي سوق نشيط كهذا السوق في المنطقة العربية حتى في الدول المتأزمة اقتصاديا ، تجد محلات متوازية للاكسسوارات والساعات والعطور و محلات الملابس التي تخرج من قائمة الاساسيات الى قائمة ملابس الرفاهية والموضة والعاب الاطفال، وحتى في المولات الجديدة التي فتحت في عمان منذ سنوات قليلة ، فانت تجد الازدحام دائما على الطوابق الاخيرة المتخصصة في المطاعم ، ينفق الاردنيون فيها ما اعتقد انهم يستخسرون انفاقها على اي مظهر اخر من مظاهر الرفاهية ، او التي يعتقدونها كذلك ، وحتى سنوات قليلة لم تكن ثمة متنفس للعوائل الاردنية غير مدينة الجبيهة للالعاب وبعض منتزهات مجانية متواضعة ، في الوقت الذي يخيل لي ان منتزهات بيروت والتلفريك فيه وجد قبل ان توجد المدينة نفسها، ومعروف ان اللبنانين ينفوق على كمالياتهم وعلى الرفاهية ، اكثر من شعوب الخليج العربي ، فيما ينفق اليمنيون الفقراء اكثر من مليار وربع المليار دولار سنويا على القات الذي يعتبر عادة اجتماعية و رفاهية – رغم التحفظ على ذلك- ، و ينفق الكثير من المغاربة الفقراء على الحفلات والرفاهية ما يجعلهم يؤمنون بانه ليس بالاساسيات وحدها تعيش الشعوب..!
-4-
يعتقد الاردني ان كان فقيرا او غنيا ، ان فاتورة التعليم والمأكل والمشرب والمنزل هي الاجدر بالصرف ، ولذلك مهما ارتفع دخل العائلة فانها ترفع من مستوى الاستهلاك بهذه الاتجاهات ، يزداد مثلا الصرف على السكن او التعليم اذا ارتفع دخل الاسرة ، وهذا يعرفه تجار الاردن في كل ازمة اقتصادية كما هو راهن اليوم ،فلو سألت اي تاجر في قطاع غير القطاعات الاساسية هذه ، فأنه سيحدثك عن كساد كبير ويقول لك ان التجارة الدارجة في الاردن هي تجارة الاغذية والملابس ، واذا تحسن مستوى الدخل تجد حركة عمرانية عقارية قوية ، وتظل كل القطاعات المعنية بالحاجات الاساسية او الرفاهية على كل الاحوال قطاعات كاسدة لان الاردنيين باختصار ، لا يعرفون الكماليات على مدار عقود ، ولا يؤمنون بالحاجة للصرف على الرفاهية ، فثمة مداخل كثيرة من الممكن ان تأخذ مكان هذه القطاعات في حال توفر دخل اضافي..!
فوز روان صلاح بالمركز الثاني في بطولة العالم للهجن
حدادين يحرز فضية في بطولة آسيا للجوجيتسو
فضية للأردن في بطولة آسيا للشباب بالملاكمة
ناصر جودة:انتظار الانفجار القادم
النائب العكور يحذر من مخططات صهيونية بالمناهج
الصحة:فحوصات فيتامين D وB12 جاهزة بهذا الموعد
اجتماع لمناقشة الاختبار الوطني في تربية البادية الشمالية الغربية
طلبة كلية اربد الجامعية يغرسون 100 شجرة
خليها تقاقي وما تلاقي .. حملة تضج مواقع التواصل بالأردن
أورنج الأردن تقدم دورات مجانية بعدة مجالات
مجمع اللغة العربية ينتخب أعضاء المكتب التنفيذي
مطلوبون لدفع مستحقات مالية .. أسماء
متى ينتهي عدم الاستقرار الجوي الذي يؤثر على المملكة
قرار المحكمة بحق شخص زوّر أوراق نقل ملكية أرض
المستفيدون من صندوق الاسكان العسكري لشهر 5 .. أسماء
هل منع الأردن دخول سيارات الكهرباء ذات البطاريات الصلبة
استمرار جدل انخفاض أسعار المركبات الكهربائية .. توضيحات
تحديد أسعار الدجاج في المملكة .. تفاصيل
إرادة ملكية بحصول شخصيات على ميدالية اليوبيل الفضي
الصناعة والتجارة تحدد سقوفًا سعرية للدجاج ابتداءً من الجمعة
اكتشاف موقع أثري جديد في جرش .. تفاصيل
جنود إسرائيليون يرتدون فساتين نساء غزة .. صورة
حالة الطقس من الخميس إلى الأحد .. تفاصيل