نائب يبحث عن ناخب

mainThumb

09-12-2009 12:00 AM

سليمان أبو شلذم

في العادة يبحث الناخب عن النائب الذي يرغب في أن يمثله في البرلمان . النائب الذي يحمل همومه ويقوم بخدمته بالطريقة التي تجعله يشعر بالرضا عن اختياره. ولكن هل فكّرنا يوما في نوعية الناخب الذي يرغب فيه النائب؟ ربما حصل ذلك وربما لم يحصل.

لو كنتُ مشروع?Z نائبٍ مستقبلي لعرفتُ نوع الناخب الذي أريده وكنت سأبحث عنه قدر استطاعتي لأنه سيكون طريقي إلى البرلمان.

لو أردت أن أكون نائبا يبحث عن الراحة فإن زبائني من الناخبين كثر ولست بحاجة للبحث عنهم فهم سيأتون نحوي من تلقاء أنفسهم. ولو أردت أن أكون نائبا يبحث عن المصالح لما قلقت ففي الناس كثير ممن سينتخبونني من أجل مصلحتهم ومصلحتي معا ( شيلني واشيلك ) كما يقول إخواننا من أبناء الكنانة. ولو أردتُ أن أكون نائبا يبحث عن الجاه والعز والمفخرة فإنني لن أعدم دعما من عشيرتي وأصدقائي ممن يحبون أن يُذك?Zروا في التاريخ اسما لا فائدة منه ولكنه موجود.

مشكلتي أنني لست نائبا شاعرا يتغنى بالأمجاد في قصيدة يتلوها أمام حشد ربما لا يفهم معانيها أحد ولكنهم يرقصون ويتمايلون طربا على وقع الكلمات وكلما علا صوتي بالقصيد زاد إعجابهم بي وعلا صراخهم فرحا وتهليلا، حتى لو زل لساني بحقهم لقالوا إنما هي ضرورة شعرية أو أنها زلة على وزن (إني أتكلم واسمعي يا جارة).

أنا لن أكون نائبا منافقا يشتري صوت هذا ويبيع صوت ذاك ويمنح الأ?Z?Zعطيات وعودا بحجم الأرض فإن سُئل عن التنفيذ تملص وادعى أن العين بصيرة واليد قصيرة وأن حسابات البيدر تختلف عن حسابات الحقل. أريدُ ناخبا عقلانيا لا يستقبلني بالورود عندما أنجح ويودعني بالشتائم بعد أربع سنوات أو أقل. بل يسألني عما فعلت بصوته الذي منحني إياه.

أنا نائب يبحث عن ناخب مُفصّل على مقاسي وفكره من فكري. يحب الأرض والوطن ويحب الناس في كل مكان من الوطن. أنا لست أنانيا ولا أحب الأنانيين أو أرغب في الجلوس إليهم.

أنا نائب ينظر إلى المساكين بعين الحسرة والألم وإلى الأغنياء بعين الغبطة والرجاء. أنا أبحث عن ناخب يحاسبني على خطئي وتقصيري ولا يرهقني بما لا أقدر عليه فأنا نائب وطن ولست نائب أشخاص. أنا أريد ناخبا يناقشني قبل أن يعتب عليّ فإن أقنعني بتقصيري حق له أن ينتقدني. بالعربي أنا لا أريد أن أكون خيال مهاته تفزع الطيور منها ويرميني الأطفال بالحجارة وينزعون عني ما يغطيني لينفشوا القش من داخلي .

صحيح أنني قد لا أجد ما يكفي من الناخبين لأصل إلى البرلمان ولكنني مع ذلك سأرشّح نفسي لعل وعسى أن تجد بضاعتي من يشتريها رغم بخس أثمانها وارتفاع فائدتها وقيمتها، وإن لم يُصوت لي أحد فلن أحزن ولن أغضب لأنني أعرف أن بضاعتي التي أبحث عنها نادرة الوجود. ولن أحزن إن أجّلوا الانتخابات فقد يكون في ذلك فرصة لازدياد عدد الناخبين الذين أبحث عنهم. ولن أحزن إن لم أنجح فالمشاركة تكفيني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد