" الجلوة العشائرية" وضرورات التغيير في ضل مستجدات العنف الاجتماعي

mainThumb

27-04-2010 11:15 AM

لعلنا ندرك أن " الجلوة " احدى مكونات الثقافة المجتمعية السائدة ، وهي سلوك اجتماعي أتى من نتاج تفاعل المجتمع مع احدى مظاهر العنف الإجتماعي " جرائم القتل" ، كما أننا ندرك أن الثقافة المجتمعية هي مدلول يشير الى مزيج مركب من سلوكيات الافراد الناتجة عن تفاعلاتهم المتراكمة مع قضايا المجتمع . وهذه السلوكيات المتراكمة تؤدي الى انتاج المعرفة المكونة للثقافة.



وهنا أردت الإشارة الى أن طريقة تفاعل الأفراد مع قضايا المجتمع وسلوكياتهم نحوها تحتاج في بعض الأحيان الى اعادة نظر واخضاعها الى عملية تغير لا بل يصبح التغيير في احيانٍ أخرى ضرورة ملحة حتى يستقيم المجتمع ويبتعد عن الانحرافات السلبية في السلوك الاجتماعي.



والجلوة العشائرية قضية الماضي والحاضر هي إحدى مكونات تلك الثقافة التي أصبحت في ضل تفاقم مظاهر العنف الاجتماعي تواجه ضرورة ملحة للتغيير حتى لا نصحو في يوم ما ونجد معظم أبناء شعبنا قد وقعوا ضحيتها بدون ذنب سوى أنهم من نسيج مجتمع تمسكت ثقافته بسلوك "الجلوة" ودستور العادات والتقاليد.



ولن أتناول في هذا الموضع الحديث عن " الجلوة " ومساوئها بل سأترك لكم تقدير ذلك وسوف أحاول اجتهادا ايصال فكرة تؤسس لبناء "الاقتناع المجتمعي" بضرورة اعادة النظر بفهوم الجلوة العشائرية وتساهم في توفير عوامل الدافعية المحفزة لإنجاز التغيير متمنيا من الباحثين المتخصصين في دراسات السلوك الإنساني والمجتمعي وبالتعاون مع الحكام الإدارييين وضع نموذج يساعد على تحقيق التغيير المنشود ويؤسس لرسم خارطة طريق لتغيير تلك الثقافة المجتمعية.



وجوهر ما عنيته هو أن " الجلوة العشائرية" مكون من مكونات الثقافة المجتمعية المؤرقه يجب أن يصيبها رياح التغيير في ضل مستجدات العنف الإجتماعي ، وبما أن تغيير الثقافة يبدأ بتغيير السلوك فلا يمكن أن نغير ثقافة مجتمع دون أن يسبق ذلك تغيير سلوك المجتمع في التفاعل مع قضاياه ، اذن فنحن بحاجة ماسة الى تغيير سلوكنا في التفاعل مع قضايا جرائم القتل حتى نستطيع في النهاية أن نحقق التغيير في ثقافتنا المجتمعية ونحقق الرقي لمجتمعاتنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد