الانتماء للوطن جزء من العقيدة

mainThumb

18-05-2010 08:07 AM

• نفهم أن الانتماء للأوطان لا ينافي الانتماء للإسلام .. مادام مقيداً بقيود .. مترسما خطى الشرع الحنيف بل إن الانتماء للإسلام يذكى الانتماء للأوطان .. فلا ينكر الإسلام الوطنية التي هي حب الوطن والعمل على نمائه وقوته والدفاع عنه وعن مقدساته .. بل يؤكدها ويغذيها ولكن بترشيد كريم وفهم راق وبما يتفق مع منظومة المنهج الإسلامي بمفرداته التي يتكون منها.




 • إن النفس السوية بطبعها تألف موطنها الذي فيه ولدت وعلى مهده نمت وشبت حتى وإن كان هذا الموطن صحراء قاحلة أو دياراً مجدبة .. وهو فطرة معتدلة وجبلة مركوزة في نفوس الأسوياء من البشر .. لذلك جاءت الشريعة الإسلامية التي تتفق مع الفطرة السوية متوافقة مع هذا الخلق الحميد متماشية معه من غير مبالغة ممجوجة أو تساهل مستهتر. • فالوطنية إذا خلت من التعصب وسلمت من التطرف وعقد الولاء والبراء عليها .. تتناغم مع الفكرة الإسلامية وتتفق معها .. فلا تناقص حينئذ.




 • وإنما يأتي التناقص إذا كان التعصب للوطن أو القوم أو العشيرة على حساب آصرة الإيمان ورابطة الدين وهو ما يرفضه العقل والقلب .. ويمجه الدين .. إذ لا وطن مهما كان غاليا أغلى من دين المؤمن والاستمساك بحبل الله المتين. • فلا يجوز والحال كذلك عقد الولاء والبراء على أساس حدود الوطنية .. وإنما يعقد الولاء والبراء على آصرة الدين والأخوة الإيمانية. • إننا نؤمن أن أهل التدين الحق هم الوطنيون حقاً .. فهم الذين بذلوا أنفسهم دون تراب أوطانهم وهم الذين يعملون لصالح الوطن حين يقف كثير من مدعى الوطنية بالكلام عند حدود هذا الصالح.




 • انطلاقاً من الإيجابية الإيمانية التي تجنب المسلم الحق عنت الثرثرة وتصرفه عن زخارف القول .. فيجاوز القول إلى الفعل والأمنية إلى الواقع والاسترخاء إلى النشاط والعمل .. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ • إن الإسلام هو الوحيد بين الرسالات السماوية والأديان الأخرى الذي أولى أوطان المسلمين والحفاظ عليها اهتماماً يبلغ من التأثير حد الروعة. • فلا يبالى أن تراق الدماء وتزهق الأرواح وتبذل الأموال دون الاعتداء على شبر واحد من أوطان المسلمين .. بل إن الجهاد يتعين على كل قادر حال اجتياح العدو لأرض الإسلام .. فينفر المسلمون خفافاً وثقالاً حتى تعود كل ذرة من تراب الوطن إلى حضن أبنائه.




• فالوطنية الحق هي التي ينبع معناها من الدين .. وتسير في نفوس الناس على هدى من تعاليمه وليست الوطنية بضاعة قولية نستوردها من الخارج – ضمن ما نستورده – ثم نترجمها على عللها وندفع بها إلى العقول دون أدنى تهذيب أو إصلاح. • إننا ننكر المغالاة في مفهوم الوطنية برفعها فوق حدود الدين وآصرة العقيدة .. كما ننكر التهاون في أخذها بزعم أنها تضاد الدين وتوافق التعصب بغير الحق .. فكلا الطرفين شاذ وممجوج .. والدين وسط بينهما. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد