مقال بلا معنى

mainThumb

19-05-2010 01:37 AM

قرأت عبر أحد المواقع مقالا لإحدى كاتباتنا الصحفيات والتي صدّرت المقال بعنوان يصف بلدنا الحبيب ب(بلد المليون كاتب)، وكأنها أرادت من خلال مقالها هذا والذي أسميته (مقالا بلا معنى) أن توصل فكرة بأن الكتابة لاتليق إلا بأهلها المتمثلين ببعض أولئك الكتاب المنتمين لتلك الصحف المنتشرة، وكل من هو ليس ضمن فريق تلك الصحف لاتليق الكتابة به حسب رأي تلك الكاتبة المتمرّسة.




 فياكاتبتنا الفذّة: بالفعل هناك الكثيرون من الكتّاب في وطننا وربما يفوقون المليون، ألا تعلمين أيتها الكاتبه المتمرّسة أن هناك أشخاصا يختفون هناك وراء كواليس أروقة منازلهم وبإمكانهم الكتابة أفضل من أي كاتب نقرأ له في مواقعنا الإعلامية المتعددة، ولكن هؤلاء الكثيرون لطمتهم أمواج الحياة شمالا وجنوبا شرقا وغربا لتجعلهم غير مهتمين إلا بأمر واحد وهو توفير لقمة الخبز لطيور (القطا) التي تستظل هناك بين أروقة منازلهم التي أكلتها الرطوبة وملأها العفن.




ياكاتبتنا الفذّة: نلحظ من حديثك بأنك لاترغبين بوجود عدد كبير من الكتّاب في وطننا الحبيب، فعلى الرغم من وجود عدد كبير من الكتّاب في صحفنا المنتشرة ممّن لايمتون للكتابة بصلة إلا أن هناك أعدادا هائلة خارج نطاق صحفنا وإعلامنا يكتبون بفكر وأسلوب قلّما نجده في أي كاتب ينتمي لأي صحيفة كانت، مع أن الكثيرين من الكتاب ممن ينتمون لصحفنا المحلية لايستحقون أن يمسكوا قلما لكي يكتبوا، فربما أنه قد تهيأت الفرصة لك ولغيرك لكي تكتبوا، وربما ساعدكم على ذلك علاقاتكم الاجتماعية الواسعة بالصحف وممّن يمتوّن لها بصلة فيوما قرأنا لك عبر صحيفة والان نقرأ لك عبر أخرى وربما غدا سنقرأ لك عبر أخرى وأخرى أو ربما في أحد الأيام نراك في الأهرام أو في القبس أو ربما في إحدى الصحف العالمية العملاقة!! وحتى لو لم تكوني تتقني الكتابة فإن مانسميه (الواسطة) في بلدنا يجعل من الذي لايتقن شيئا متقنا لكل الأشياء




الكاتبة الفذّة: ربما إن بحثتي جيدا في أرجاء وطننا الحبيب فإنك ستجدين أولئك الكتّاب الذين إن كتبوا فإنهم سيبهرون كل قارئ بما يكتبون، ولكن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ولم يعودوا قادرين إلا على التفكير بتأمين خمسة أرغفة من الخبز ليتعشّّى عليها اطفاله كي لايناموا جياعا ويبقى ذلك الكاتب المغمور الذي لايكتب يردد دوما مقولة فحواها:( يلعن أبو الكتابة اللي بدها تلهيني عن لقمة خبز اولادي) فأنت بحمد الله تجدين الخبز وتجدين اللحوم وتجدين الدواجن والأسماك وتجدين الماء المفلتر وتجدين المنزل المناسب وتجدين السيارة وتجدين الموبايل وتجدين كل ماتطلبين وتتمنين، وهاأنت تكتبين دون أن تذوقي طعم معاناة في تلك الحياة الزائلة.




.فياكاتبتنا الساخرة: الوطن مليء بأبنائه المبدعين فهم ليسوا مليونا ولكنهم أكثر بكثير فربما إن كتبتي بلد المليوني كاتب لكان أنسب من ناحية العنوان،وكان الله بعون صحفنا على قدر تحمّلها للكثيرين ممّن يسمّون أنفسهم كتّابا.
.majalimuathmajali@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد