أسطورة الحرية .. لقد أتعبتمونا أيها الأحرار

mainThumb

02-06-2010 06:00 AM

 
ترتعش الحروف على مداخل حناجرنا خجلة من عجزها عن التعبير بكلمات وافية ومجزية ولو قليلا من هول ما حدث ومن جرم الفعلة وبشاعتها، وجوهنا تكسوها غيوم الأسى، والدموع تتدافع في محاجرنا، والقلوب وجلة ومكسورة الخاطر، والعقول مصدومة ولا تستطيع حتى التفكير بسبب ما حدث ولماذا حدث وكيف تجرأت يد الغدر والخسة والنذالة أن تمتد على قافلة عنوانها الحرية ومضمونها إنساني خالص؟؟!!،




 يد البطش تمتد على أناس أحرار أبت إنسانيتهم الرضا بحال إخوان لهم لا تجمعهم بهم إلا عدالة القضية وصدق الموقف والكرامة التي تدفع صاحبها لنصرة المظلومين بغض النظر عن العلاقات وبعيدا عن السياسة ودون الخوف من العاقبة والمصير؛ لأنهم يؤمنون أن ما يقوموا به هو الحق وأي نتيجة لحملاتهم الإنسانية وحتى وإن وصلت للمستوى الذي شاهده العالم بأن يُقتلوا بأيدي ملطخة دائما بدماء بريئة ومتعطشة على الدوام للقتل والإجرام، سجل يا أيار جرم ما فعلت هذه العصابة التي تستمري بل وتتلذذ بقتل الأبرياء دون ذنب؛ لأنهم اعتادوا أنهم لا يحاسبوا ولم ولن يسألهم أحد عن جرائهم لذا يقتلون ويفتكون على هواهم الشاذ وتفكيرهم العدواني الإجرامي.




اكتب يا شاطئ غزة ببلورات الملح الخام أن أسطول الحرية سيصبح درسا في كتب القراءة في مناهج الأحرار، وسيدرسه الشرفاء للأجيال ليكونوا على ثقة أن على هذه الأرض سيبقى أناس لا يرضون بالظلم أبدا ولو كان على إخوان لهم بالإنسانية ولن تقف آلاف الأميال والبحار والمحيطات وتهديدات الأعداء الجبناء حاجزا أمام إرادتهم التي تنافس الجبال علوا وهمة وتحطم صخور الظلم وتبعثرها صغيرة لا قيمة لها في التاريخ، غزة يا وجهة الأحرار كلنا تمنينا أن نكون أحرارا مع هذا الأسطول، ولكن القيود أدمت يدينا، والحواجز أتعبت القدمين، والحدود حسرة في القلب وندامة.




غزة يا قبلة الضمائر الحية الرافضة للظلم وأهله والشاجبة للحصار الظالم الذي خالف كل الشرائع والقوانين الوضعية التي تلزم الجميع إلا هذا الكيان الممسوخ، غزة لقد صادروا الكراسي المتحركة من على سفن الحرية؛ لأنهم يخشون مقعديكي، وصادروا البيوت الجاهزة على بساطتها؛ لأنهم يخشون الحرية، وصادروا الأدوية والعلاجات البسيطة؛ لأنهم يكرهون الحياة، وقتلوا الشرفاء لتختلط دماءهم بمياه غزة وتمتزج بدماء شهدائها التي لم تجف بعد، يا أسطورة الحرية لقد قدمتي لنا أربعمائة حر ويزيد وارتقى منهم عددا من الشهداء ليكونوا منارة وقناديل تضيء للأحرار طريق الشرف والكبرياء وتؤكد أن للحرية ثمن غالي قد يصل لدرجة أن تدفع الروح التي تهون في سبيل الثبات على الحق أمام من يحاربون الحق وأهله .




عذرا قافلة الحرية وألف ألف عذر إن الكلمات خجلة ومتواضعة في وصف ما حدث لكي من غدر وجريمة شنعاء لا تغتفر ولا تبرر أبدا، أسطورة الحرية أرجوكي أنا قادم إليكي فاحتضنيني برفق وحنان الأمهات وأرضعيني من ثدي الحرية حليب الكرامة، لأني بأمس الحاجة لإعادة ترتيب أفكاري وأريدها أن تنشأ حرة ولا أريدها أن تتعلم الحرية والشرف والإباء والكرامة إلا منكي يا من قدمتي لنا وللعالم أسمى المعاني الدروس والتضحيات وأعظمها، الرحمة للشهداء الأبرار الأحرار والشفاء العاجل للمصابين والحرية الكاملة للمعتقلين والموقوفين.




 ولكن لدي استفسار بسيط إذا سألني ابني الصغير هل لغزة حدود مع دول عربية؟ سأجيبه نعم، مع الشقيقة الكبرى مصر، وكعادة الأطفال يكثرون من الأسئلة سيقول لماذا اضطرت هذه القافلة إذا على قطع كل هذه المسافات ولم تدخل مباشرة من مصر؟ عندها سأتوقف عن مناقشة صغيري مهما ألح علي بالسؤال، فالسكوت أرحم ألف ألف ألف مرة من الجواب على هذا السؤال، فعذرا يا عمر فلن أجيبك أبدا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد