Cyclone Phet ضيف ثقيل على سلطنة عُمان

mainThumb

05-06-2010 07:00 AM

 
فرض إعصار فيت ( اعصار استوائي مصحوب بأمطار عزيرة ورياح قوية ) نفسه ضيفاُ ثقيلاً على سلطنة عمان, بلدي الثاني. وقد استعدت عُمان بكل ما أوتيت من قوة عزم وشكيمة وباس لاستقبال هذا الضيف ثقيل الظل, الذي تقاذفته العواصف ولم يجد مكانا يستريح به الا شواطىء عُمان المضيافة. وفي الحقيقة فهذه ليست المرة الأولى التي تسضيف عُمان مثل هذا الضيف, فقد سبقه بالقدوم إعصار جونو الذي أقام بيننا هنا بعض الأيام عام 2007 وغادرنا بعد أن خلّف وراءه أثاراً لا تنسى وذكريات لا تمحى.




يشكل الساحل الطويل لسلطنة عمان على بحر العرب والمحيط الهندي وقربها من المنطقة المدارية و الاستوائية تنوعا بالمناخ فهي تجمع بين جمال الخريف ** في صلاله في محافظة ظفار جنوب السلطنة الى الأجواء الحارة بالشمال. فهي بلد متنوع المناخات, ولهذا ليس غريبا أن يزورها زائر غير مرغوب به كالأعاصير مثلاً.




فكيف استعدت عُمان لاستقبال هذا الضيوف المزعج؟ للإجابة على هذا السؤال يجب الإلمام بتاريخ عمان البحري كجانب مضيء من تاريخ عمان ككل الذي سنحدثكم عنه ذات يوم. لقد كانت عمان وما تزال جزء مهم من تاريخ هذه المنطقة البحري منذ زمن طويل, من منا لم يقرأ عن الأساطيل العمانية , ومن منا لم يسمع بأسد البحار أحمد بن ماجد. هذا التاريخ جعل لعمان خبرة لا يستهان بها في التعامل مع هذا الأنواء لتحديد موعدها وطريق سيرها. فعندما لا تستطيع الحيلولة دون استقبال ضيف لا ترغب به, فمن الأفضل أن تستعد له جيدا , ليرحل عنك بهدوء. وهكذا كان.




لقد تابعنا طريق الإعصار على التلفزيون العماني وقوته واخطاره المتوقعة بكل شفافية, ولم تخفي السلطات عن مواطنيها أي معلومة ووجهتم الى الطرق الآمنه قبل حلول هذا الضيف واثناء مروره بأجواء السلطنة العامرة. فخصصت أمكان إيواء وأخلت بعض المناطق الخطرة, وجهزت مراكز الأيواء بكل سبل الراحة.




ولأن المواطن في السلطنة من أغلى ما تملك فقد صدر توجيه سام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المفدى بتعطيل الدوائر الحكومية ليلزم الجميع بيته حفاظا على سلامته, وليدع أجهزة السلامة تعمل دون معيقات.




لم تفرق السلطنة بين مواطن ووافد, فالكل عندها أنسان له حق الإنسانية , لهذا كانت مراكز الأيواء والغذاء مفنوحة للجميع , وكان التلفزبون يصدر نشرة باللغة الأنجليزية وكذلك على أجهزة الهاتف ليعرف كل مقيم على ارض السلطنة دوره, مهما كانت لغته.




ولأن المصائب تشكف معادن الرجال فقد كشف الأعصار السابق عن معدن العماني الأصيل الصابر المعتمد على نفسه. فقد حمدت السلطنة الله الذي لا يحمد على مكروه سواه على هذا الإبتلاء العظيم, وقامت بحصر الخسائر وعوَضت الدولة المتضررين, ووضعت الخطط وباشرت بالعمل بصمت ولكن بهمة العماني قاهر البحار وصانع التاريخ. ومنذ اللحظة الأولى أعلنت السلطنة انها ستعتمد على نفسها وشكرت كل من هب لمساعدتها من أخوانها العرب أو أصدقائها الدوليين. وعادت مسقط وباقي الأجزاء التي تضررت الى أفضل مما كانت عليه بحمد الله.




لهذا نتمنى لهذا الضيف الثقيل أن يذهب بهدوء, ونتمنى السلامة لكل مقيم على أرض السلطنة. ونهيب بمن يقرأ هذه السطور أن يرفع يديه بالدعاء معنا أن يخفف الله عن عُمان, ويجعل هذه الأعاصير حوالينا ولا علينا وأن يعطينا خيرها ويجنبنا من شرها ويجعلها بالوهاد و الوديان والبحار.




ليحفظ الله عُمان وقائدها الأب الحاني على كل مقيم في أرضه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ويحفظ شعبها الوفي الكريم صاحب النخوة العربية الأصيلة ويحفظ كل مقيم في عمان , إنه سميع مجيب الدعاء




** الخريف كلمة محلية هنا في محافظة ظفار وتعني الطقس الجميل الذي يسود هذه المحافظه باشهر الصيف وهي حزيران وتموز وآب. حيث تظلل ظفار السحب وتحتجب الشمس وتسقط الأمطار على شكل رذاذ جميل, فتخضر الأرض وتصبح بساطا أخضر. كذلك تتفجر العيون فتنساب الأودية ومن أهمها وادي دربات الجميل.

Alkhatatbah.maktoobblog.com

alkhatatbeh@hotmail.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد