دولة الرئيس "دعهم يجوعون"

mainThumb

25-08-2010 07:00 AM


الفظيع بالأمر الآن انه لم تعد الدينار فقط من أصبح يتراجع ,  إن سياسيي وإقتصاديي الأردن من قبلها أصبحوا يتراجعون , فنتيجة لعجز السياسيين والإقتصاديين عن حل المشاكل  , ونتيجة إلى أن الموظفين هم أول من طحنتهم , وسحقت طبقاتهم الأزمات , ونتيجة لأن العمال تفاجئوا بأنهم عاطلون , فإن الباب الآن وعلى مصراعيه مفتوح لكل " مجنون لكي يقدم آراء وحلول مجنونة " .

 

لعلك يا سيدي أدرى وأعلم بتسيير الأمور , وكيفية علاجها , وتعرف ما هي إحتمالات الحل , ومتأكد أنك تعرف أن ضحايا هذا التضخم سوف يتعرضون لخطر الموت قهراً وظلماً , لأن سقوط الطبقة المتوسطة يعني النهاية , وإنهيار إقتصادنا يعني أن يجر الجميع معه للفوضى .

 

الإنسان الأردني حائر مقهور من الإحباط واليأس ومع هذا فإن كرمه ونبل أخلاقه , يدفعانه للصبر رغم القناعة بعدم جدوى هذه الصفة الأردنية , و بشكل عام هناك سخط قوي تاريخي على الحكومة , فما هي مصادر قوة الحكومة في مواجهة أدخنة البركان إذا ما تطور وانفجر , فهذه الفترة من الحياة مليئة بالمتغيرات السياسية والاجتماعية وفي كل يوم يعيش المواطن أربعة فصول ليبدأ بفصل التفكير بالشقاء , ثم أسباب نشأة الشقاء , ثم الخوف من الضياع , ثم الإحباط .

 

نعلم يا سيدي أن أزمة الشعب ليست بنت يومها , إنما هي نتاج سنوات سابقة , ولكنها الآن أصبحت قوة ضاغطة وهي محرك نفسها وتسير نحو غاياتها في سباق وطني يتزاحم فيه الحيارى , واختلفوا على مصدر هذه الأزمة, لكن يبقى لكم أن تحددوا حلا رئيسياً ومعيناً من الأفكار لا ينضب ,  لوضع حد لهذه الأزمة وما يكفل عودة المعنويات والثقة إلى الشعب .

 

إذا كان هناك من مستشارين أو وزراء أو مدراء سببا في أزمة الشعب لم لا تزال الدولة متمسكة بهم , وكأنه لا تخريج ولا تصريف للبلاد إلا عن طريقهم , وكأنه ليس للدولة مرجعاً إلا هم , وليس لنا نحن الشعب أي رأي وقول إلا إتباعهم وعبادة ما يقولون , مع أن لنا حق لا بد أن نستخدمه , وينبغي للحكومة أن تكون سمائها واسعة لقراءة فكر الشعب , وآهاته  وأن تسمع ونات القهر , ينبغي للحكومة أن تكون  جديرة بحيث تستطيع أن تسمع ما يدور من صراع وفوضى عقولنا .

 

عندما يفقد المواطن  شعوره بالحياة يفقد أمتع ما يمكن أن تقدمه الحياة .. فالحياة أماني وأحلام وآمال نمضي أوقات عمرنا كله من أجل تحقيقها , ولكن المستقبل غامض , وغداً مجهول , ولا نعرف ما يحمله لنا من مفاجئات فيا سيدي الرئيس نريد أن نعرف مسبب أزماتنا , ومن يضيق علينا كل يوم ويحبطنا وماذا أصابنا .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد