ثورة ذاتية محطِّمة

mainThumb

30-08-2010 08:00 AM

 
إن من أهم صفات أهل الأردن , القدرة على بسط الهيبة والتأثير السحري على معادلات الأزمات , إنطلاقاً من زاوية محددة , تخرج عن المألوف من كثافة التداعيات , وتوالد مسببات الألم الوطني الإجتماعي .النواة الأولى تنطلق عادتاً من أحداث تمس الكرامة , أو ذكريات تاريخية , أو ظواهر , وبناءً على تجارب نفسية مما يجعل من النهوض حالة طبيعية , مرتكزتاً على إمكانات واسعة تنبع من تجارب تاريخية .

 

إن دفاع الشعب عن أرضه وهويته الوطنية , ورفض إنتزاع الأمل وبث الإحباط واليأس , إقرار لرفض الضيم إن إستماتة الأردني دفاعاً عن كرامة عشيرته وصفاته العامة كلها تشير إلى إنسان شامخ بفطرته محب للنظام والترتيب ضد عشوائية الوضع العام وإضطراب ساسته , فالشعب القبلي الأردني لا ينتمي للحضارة النبطية فحسب بل يمثلها أحسن تمثيل , إيمانه ويقينه , سلاحه ضد زمن السخرية , ضد زمن العبث واللامعقول والوزير الأجوف .

 

غيوم هذا الصيف الملبدة بالسواد , حاملة أطناناً من غبار صحراء غريبة عنا , تجعلنا نعيش بقلق وتوتر مستمرين تجعلنا نجهز إحتياطياً خوفا من حدوث موجات سيول مفاجئة , فشتاء الصيف غير محمود , ناهيك عن اتساخ الأرض من طين غبار خارجيّ , وما تفعله من أجواء غير مستقرة تصيبنا بمزاج عصبي , فهناك بداية لألم إقتلاع من التربة الأم .

 

سيقدم الشعب رؤىً وأحداث واقعة من حيز تجاربه القديمة , ومن جانب آخر فإن شكل العلاقات الإجتماعية والأساس المتين , بين أفراد الشعب القبلي , وما ورثه من نظام قبلي مجيد , سيمكن من قدر أكبر من الحرية والسهولة في الرفض عند أدق تفاصيل غضبه .

 

في ضوء هذه التجربة سيكون من الصعب أن تتطابق آراء صانعوا القرار مع الشعب , ولن يكون سهلا التعامل مع إنتفاضة الشعب الذي ما عاد بإستطاعته تقديم مزيداً من المجاملات , والتسهيلات أو حتى الهدوء .

 

إن حدود الإمكانيات الذاتية خارج مجال التحليل والرصد, ولكي نُفهم  , لا بد أن يعرف صانعوا القرار الكثير , وأن يتذكروا الكثير , فالشعب الأردني تتعدد فيه الإشارات " إلى التجارب "   , وهذا ما أتوقع أنهم أغفلوه , مما أدى إلى عدم الإنسجام والفهم ,  فلم يسبق أن  رأينا هواناً ولا غلاءً , ولا تحطيم " منهجي " أو إهمال فيما نعيشه الآن , ولم يسبق أيضا أن رأينا عجزاً كعجز صانعوا القرار عن إيجاد عبارات مناسبة , أو حلولاً طارئة .....

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد