التنمية تخطئ هدفها في البادية الأردنية

mainThumb

01-09-2010 09:32 AM

  قرأت ما كتب في الصحف الالكترونية عن المؤسسات التنموية والتي من المفروض أن تعُنى في البادية الأردنية والتي وجدت من أجلها وبعد الاستفسار عن تلك المؤسسات وأين هي ؟



فوجئت بأنها موجودة في العاصمة عمان يديرها أشخاص ليسوا من أبناء البادية يضخ عليها (مؤسسات البادية) أموال بالملايين من أجل إحداث تغير في البادية الأردنية، فالكل من أبنائها لديهم الرغبة والتشويق لمشاهدة التغيرات التنموية فيها، وحتى تتكامل الرؤية وتتضح الفكرة وتتحقق الفائدة، أنها بعيدة المرام كما قرأت، لأن المسؤولين وخاصة (صندوق تنمية البادية) يأتون بزيارة سريعة خاطفة إلى مناطق البادية بعيدين عن معايشة الواقع المرير، يعدون دراسات وأبحاث كما يريدونها، وحسب الأهواء والأمزجة، يظهرون نتائج وهمية ومشاريع فاشلة ( مشروع المحمدية ومشروع صبحا)،



وأهالي البادية في سبات عميق، فأين التوعية المجتمعية لهذه المشاريع إن كانت موجودة؟ بل إننا لنأمل من مدير صندوق تنمية البادية أن يلتقي بفعاليات البادية الأردنية، ويعرض المنهجية التنموية للمشاريع، والإنجازات المحققة على الواقع، ولا يُعيب أن يذكر المعوقات والصعوبات التي تقف أمام عمل الصندوق.


ونحن نعول كثيرا ً بعدم نجاح هذه التجربة التنموية بسبب، بُعد المخطط والمنفذ والمتابع لهذه المشاريع على الواقع، لأن مقر وموقع التنمية هي البادية الأردنية وليست عمان .


فالنجاح المؤمل لهذه المشاريع لا يتحقق في الخيال والأفكار والدراسات العشوائية أو المكتوبة على الطاولة، إنما في التطبيق والممارسة الفعلية على أرض الواقع على النحو السليم، وأيضا ً بحاجة إلى خطوات وإجراءات منظمة يمكن تطويرها أو تغييرها بما يتلاءم مع ظروف المنطقة .


ألم تقرأ يا مدير الصندوق(إنه الصندوق) ! مذكرات الرحالة والمستشرقين والمفكرين الإنجليز، وكيف استطاعوا أن يدخلوا قلوب البدو، لأنهم كانوا يتنقلون معهم، ويدرسون عادتهم، وتقاليدهم، ولهجتهم البدوية، واستطاع أحدهم أن يوطن البدو ويوظفهم ويعلمهم في المدارس، وليسوا من عمان الغربية هدفهم الصندوق !!!


كم هو مدهش وغريب أن تتعدد المؤسسات التي تهتم من الناحية الشكلية في البادية الأردنية، أيخطر على بال دولة الرئيس بالتعرف على مهامها؟ أليس من الغريب إنها تعد ملكا ً لأحد بعينة أو جهة بذاتها؟ أما فكرتم بدمجها بعد دراستها بالشكل المفصل وتسميتها بمسمى واحد؟


أيا ً كان الأمر فإنه (خلل) وحتى نخرج بما هو مفيد : فننتفع وننفع غيرنا فهل نحن مستعدون ؟

Fahd.hathal@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد