عبدالهادي المجالي زعيم أردني

mainThumb

30-09-2010 06:01 AM

سلطنة عُمان كانت لحظة جميلة ورائعة, على الرغم من الحزُن الذي يلفني, والهمُ الذي أبحث عن قبر له لأدفنهُ, أحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه, وبين الحزُن والهمُ تكون المنافذ التي تنسلُ منها نسمات الفرح الى قلب وقلب عائلتي, من خلال المشاركات والاتصالات الهاتفية التي يُكرمني بها ابناء الاردن الاوفياء في قضيتي مع منتجع بندر الروضة, قضية الشهيدة دانه خليفات, إلا أن هذا الاتصال الذي آتاني كان له نكهة خاصة, وكان له طعم برائحة شيحان العظيم, صوت يجبرك على الإنصات له,



كلمتان بدايتهما : مرحبا أنا عبدالهادي المجالي, فقلت: أهلا وسهلا , فقال الحمد لله على حال , أنا أُريد أن أُعزي عليك في وفاة إبنتنا دانه رحمها الله بإسمي الشخصي وبإسم حزب التيار الوطني , حينها تفطنت الى هذه الثقة وهذا الوضوح في التعبير, ثم من الذي يتحدث بإسم الحزب , فقلت له: أنت معالي الباشا عبدالهادي المجالي, قال: نعم يا وليد أنا عبدالهادي أبوسهل . هللت به ورحبت مرة أخرى, كان عندي خبر مُسبق أنه إطلع على القضية, حين ابلغني اخي الكاتب الاردني الشهم حازم عواد المجالي بذلك, ولكنه لم يبلغني أن معالي الباشا سيتصل بي, كلماته رزينة وعزائه لم يخلو أبدا من ذكر الله وحمده, قالها وبكل هدوء وثقة : أنا تحت أمرك يا وليد ولن أُقصر معك بإذن الله تعالى ومصابك مصابنا جميعا",



شكرته على حسن عزائه وعلى موقفه ونيته الطيبة, وأبلغني أنني شخص مُرحب بة في أية لحظة وبأي وقت, إنتهت المكالمة وكما أبلغتكم سابقا تسللت الى قلبي نسمات الفرح والفخر, وقلت لك الله يا اردن, لكم الله يا جنود ابوالحسين, ما أفرحني بكم وما أسعدني . بعد ذلك بأيام قليلة, عُقد الإجتماع العام الحاشد لنُصرة قضيتي تحت رعاية نادي السلط, متمثلاً برئيسه الأستاذ خالد عربيات وأعضاء مجلس الإدارة الأفاضل, وحضره شخصيات وطنية اردنية مع كبارية آهالي السلط, وكان بين الحضور أخي حازم القادم من الكرك , والذي ألقى كلمة إرتجالية نارية كعادته , وفاجأني حين قال للجميع : أن معالي الباشا أبوسهل كان يريد الحضور وبدون دعوة ليفاجأنا, ولكن ظرف طارئ منعه من ذلك,



إلا أنه حمل حازم السلام للسلط كلها ولأهلها مجدداً دعما" لنصرة قضيتي . حقاً إن الوطن يفخر بك أيها الزعيم، عدُت إلى سلطنة عُمان, لحضور جلسة المحاكمة ثم عدت الى المملكة الأردنية الهاشمية مرة آخرى, وأذكر أنني إتصلت مع أخي حازم وقلت له أن لي الرغبة بمقابلة معالي أبوسهل لشكره وشرح مستجدات قضيتي له, وطلبت منه ترتيب موعد, أبلغني أخي حازم أنة لا داعي أن يقوم هو بترتيب موعد, وطلب مني أن أتصل أنا مع معالي أبوسهل مباشرة, وأن أُبلغه برغبتي هذه, دون واسطات أو ترتيبات, وفعلا كان ذلك,



وحين أجابني الباشا مُرحبا بي, أبلغته برغبتي بمقابلتة فقال على الفور أنتظرك غدا في مكتبي أنت ومن أحببت, ذهبت إلى موعدي, وحين وصلت لمكتبه وكان الاستقبال أكثر من رائع, ودخلت على الفور إلى مكتب الباشا, الذي نهض مرحبا مهليا , ومكثت لأكثر من خمس دقائق وقوفا ونحن نتبادل كلمات الترحيب والتقدير, وحين جلسنا نظرت إليه, وهذه أول مرة اتشرف بلقائه, رجل متواضع , مبتسم , يُبادر الى السؤال وفتح المواضيع, ما أروعه حين يستمع لك , يكون صعباً عليك إلا ان تُسمر عينيك عليه, إستمر لقائنا قرابة الساعة, وكلما آتاه زائرا أدخله وعرفه بي , وكان على إطلاع بأدق التفاصيل بقضيتي, لم يأخذ شرح موقفي سوى بضع دقائق إلا و وجدت النخوة الاردنية حاضرة, والفزعة يتعالى صوتها منة ,



 نظرت بكل فخر وإعتزاز الى هذه القامة الكركية أمامي, ونظرة الى صورة جلالة سيدي عبدالله الثاني, حيث ذكره وتوجيهاته كانت شاهدة على كل ما جرى بيننا , وجدت نفسي أرفع الأيادي بالدعاء له ولولي عهده الأمير الشاب حفظهم ربي ورعاهم . بأمان الله كانت كلمته في وداعي, عدت إلى السلط , وأبلغت والدي أطال الله في عمره بما حدث, كانت كلمة جميلة نطق بها لسان الشايب الخبير, حين خرجت من بين شفتيه بقوة : هذا زعيم يا ولدي, وطبع الزعماء التواضع والنخوة , الزعماء كالشجر المثمر يرمون بالحجارة فيعطون أحلا الثمار, نعم يا والدي هو زعيم , ولكنه وكما قال والدي أن الزعيم لا يقود الا زعماء مثله, ولا يتبعه الا كل كبير بنفس مستواه, ولكل مجتهد نصيب , ولكنها السنة النبوية الشريفة إن كنتم ثلاثة فامروا عليكم, وهكذا حال من مثل الباشا عبدالهادي المجالي لا يقود الا زعماء مثله , وبنفس هامته العالية, فهم أيضا جنود ابوالحسين , ومن كان جنديا من جنود عبدالله فهو زعيم بالفطرة بكل فخر و إعتزاز .



 إنعم يا أردن الهواشم والنشامى برعاية الله, فقائدك الصقر من بني هاشم , وهنيئا لك يا أُردن رجلا بقامة الباشا عبدالهادي المجالي, زعيما من نسل الزعماء, ولا يتبعه الا الزعماء, كركيا فارع القامة وعالي الهامة, ردائه العلم الاردني, ورائحته تراب الاردن عبقا و زهورا, و هنيئا لك أبوسهل أردنيون لا ينضامون مهر وطنهم غال, نشامى وجنود عبدالله لا يسكتون على ردية ولا يخافون منية, هي شهادتي أمام ربي ثم أمامكم , فنحن الذين ولدنا أحراراً لا نقبل بالإستعباد ولو بالكلمة, فكلمتنا مثلنا حرة ابية, ولست مفتخرا بذاتي إلا أنني أفتخر أنني واحدٌ منكم حين رفضت مغريات المال وتهديدات الجاه حين ساوموني على روح إبنتي رحمها, ورفضت متوكلا على الله وبعده منتخيا بكم ,



 ولك يا ابوسهل أرفع عقالي وأُلوح به, أيها الكركي الشامخ, لك في السلط محبة بحجم كبرياؤها وآنفتها, فنحن الزعماء لا نحترم الا زعيم مثلنا, وزعيمنا الاكبر ابوالحسين على نهجه نسير, وتطاول هاماتنا بهامته السماء بلا حدود



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد