التهابات نفسية

mainThumb

13-10-2010 03:19 AM

أكثر من عشرون عاماً تحت قبة البرلمان , ماذا صنعتم للوطن , ماذا صنعت لنا موجة الديمقراطية وتيارات الحداثة والتطور , ماذا فعلت بنا الصراعات والأزمات ؟ فهل تتحسن لدينا وسائل المعيشة والحياة الديمقراطية .. أم تتراجع ؟ هل نحصل على حقوقنا المعنوية ! أو مكتسباتنا التنموية بشكل أفضل .. أم نتراجع ؟
 
منطقياً : لقد تراجع كل شيء فلقد تراجع الحب .. وتراجع الأمل , واستوطن في قلوبنا التوتر والقلق , وقد تراجع دخل الفرد الأردني من جرعات الحياة , وتراجعت معدلات الحريات الشخصية , وتراجع مستوى الأخلاق والأفعال الحميدة , وانتشرت الجريمة , وضاع حق الشعب , وضاق صدر الشعب , وتآكل دخل الفرد المادي إلى مستويات لم يبلغها من قبل , وأصاب الشلل اقتصاد العلاقات الاجتماعية ! .. فماذا كنت هناك , هناك تحت قبة مجلس الرقابة ماذا كنت يا نائب الوطن تعمل .. غير حرقك للسلم الذي صعدت به منعاً منك الآخرين الصعود .
 
أقول يا نائب .. إن القانون الأردني لا يعاقب الذين يتخلون عن حقهم في الانتخاب , ولا يوجد في المصطلحات مصطلح التصويت الإجباري , كما في بعض الدول , وأحمد الله أن ليس هناك غرامات مالية على المتخلفين عن المشاركة بالانتخابات , .. ومن هنا لا بد لك أن تقوم بحملات هائلة من تسويق نفسك , وأن تخترع الشعارات , وأن تطلق الوعود , وتستثير الفزعة والحمية , وعمليات الإحراج , وان تعين لجان حديدية تجوب الشوارع وتدخل البيوت بحثاً عن الأصوات مقابل الخمسين دينار ! , فالمواطن الآن في  أسوأ حالاته وتقلباته العقلية , ونسبة كبيرة غير مهتمة , ونسبة عظمى محبطة , أي بشكل عام .. المجتمع مصاب بداء التراخي النفسي والضياع .
 
إن الديمقراطية هي الروح للحياة العامة , فغابت تلك الروح وفقدت الحياة السياسية ينابيع أصالتها , الحياة السياسية ثروة لم يخطط لها , والتطور الحضاري والفكري له ثمن غالٍ , وبمقدار الفائدة من التطور بمقدار ما نضيع في متاهاتها , فمن من نوابنا وجدوا في المجلس لأهداف وطنية , .. هذا الضياع هو أساس أزمة القلق التي يمر بها المواطن الذي تطور بشكل خطير !! هذا الداء ليس مرضاً عضوياً , بل أزمة يعبث من يبحث عن مكان لها أو مركز , وهذا الضياع هو فقدان للإيمان بالثوابت الوطنية , وفقدان للثقة بالنفس وبممثل الشعب في المجلس , هو فقدان إيمان بالقانون , وبوجود حل منطقي وعادل .

jazi.jordan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد