ذهب أهل الدثور بالمجالس النيابية

ذهب أهل الدثور بالمجالس النيابية

14-11-2010 04:28 AM

انتهت الانتخابات النيابية وقد فاز من فاز، وخسر من خسر، وبدون تعليق على حجم الاحتجاجات على هذه النتائج، وصورة هذه الاحتجاجات غير الواعية والتي تعبر عن غياب الانتماء للوطن وممتلكاته العامة، بما ألحقته من أضرار لممتلكات الوطن والمواطن، بالتخريب والتكسير.

من خلال متابعتي لعملية الانتخابات هذه لاحظت الأمور الآتية :

1. غياب الوعي السياسي، والثقافة الديمقراطية التي تمكن المواطن من فهم حقيقة مجلس النواب ودوره في ضبط السلوك الحكومي.

2. غياب الثقة بين المواطن والحكومة : فعلى الرغم من حجم التطمينات التي قدمتها الحكومة للمواطنين وعظم الإجراءات الحكومية التي تضمن نزاهة الانتخابات، إلا أنه وبمجرد إعلان نتائج الانتخابات كانت الاحتجاجات الشعبية في عدد من المناطق، تأخذ طابعا حادا وعنيفا تظهر حجم احتجاج المواطنين على النتائج.

3. الثقافة العشائرية المتعنصرة في عدد من المدن والقرى الأردنية، شكلت دافع ومحرك لإظهار سلوك تخريبي أثر على ممتلكات الدولة والمواطنين لمجرد أن مرشحهم قد خسر في هذه الانتخابات، وبدأ الطعن بنتائج الانتخابات.

4. كثرة الإشاعات وسرعة نقلها وتداولها، وأثرها الخطير على سلوك المواطنين، ألم يعلم المجتمع الأردني أن الله تعالى أمرنا بالتثبت وطلب البينة.

على الرغم من كل الملاحظات على السلوك الانتخابي والسلوك الاحتجاجي، إلا أن الحقيقة التي أصبحنا نسلم بها هي ان مجلس النواب الأردني قد شكل.

والسؤال المهم هنا، من مجلس النواب هذا، كم نائب يمثل الطبقة الكبيرة في المجتمع؟ طبقة الفقراء والمحتاجين؟


كثير ما نسأل هذا النائب الذي يمثل محافظة كذا أين يقيم يقال في عمان وذلك في عمان...

من غاب عن هموم محافظته سنوات (وعندما احتاج لها ليكون نائبا عاد ليطلب أصواتها فبمنصبه السابق أو بأمواله الطائلة يكون نائبا في مجلس النواب) كيف سيشعر بحاجة أهله وناسه، ما الدافع الذي يدفعه للكفاح من اجل منحهم حقوقهم.

من الخبرة السابقة بمجالس النواب لم يكن هناك إلا عدد محدود جدا من نواب الوطن الذين تركوا ما تقدمه الحكومة من امتيازات وكافحوا من اجل حقوق المواطنين ومصلحة الوطن العليا.

من الأمور التي أكاد اسلم بها، ان الذي يرغب في ترشيح نفسه لمجلس النواب، ينبغي ان يكون ثري، فالفقير ولو كان على مستوى من النزاهة والثقافة والخبرة، فهو غير مؤهل لمثل هذا المنصب لان مجتمعنا للأسف لم يصل الى مستوى من الثقافة تمكنه من اختيار ممثله دون مقرات فاخرة ووجبات طعام شهية وصحن كنافة مشبع بالقطر والمخفي لا يعلمه إلا الله.

تنتهي أزمة الانتخابات وتبدأ اجتماعات مجلس النواب فيبدأ الحديث عن سلوك النواب، وتكثر الأصوات التي تطالب النواب بالعمل من اجل الشعب.

الشعب الذي باع نفسه ووطنه وتجاهل حقه باختيار نائب وطن، من اجل عرض زائل أو بهرجة زائفة أو ثمن بخس، لا حق له بنقد مجلس النواب، ولا حق له بالمطالبة بحقوقه، فمن يختار الضعيف يستحق من النائب كل تجاهل وكل تكبر.

ذهب أهل الدثور بالمقاعد النيابية، وما لكم ايها الفقراء إلا بالواقع الصعب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد