سلطنة عمان ماض تليد وحاضر مجيد ومستقبل واعد أكيد

mainThumb

21-11-2010 06:00 PM


تضيء سلطنة عُمان في الثامن عشر من نوفمبر من كل عام شمعة جديدة من عمر عيدها الوطني, فتلبس عمان لهذا أغلى الحلل وتفوح من جنباتها أفخر أنواع البخور الذي تشتهر به السلطنة. ولم لا؟ فهذا يوم أبيض ناصع البياض على جبين السلطنة, عام يستذكر العمانيون فيه كيف كانوا وكيف أصبحوا بفضل راعي مسيرة عمان وربان سفينتها جلاله السلطان قابوس بن سعيد البوسعيدي حفظه الله.


ويتميز هذا العام بلون زاه مختلف عن باقي الأعوام السابقة, فهو العيد الأربعين, وقد بدت بشائره من أوائل شهر نوفمبر, حيث انعم جلالته على أفراد شعبه بالمكرمات العديدة فتلقاها المواطنون بالشكر والعرفان داعين المولي أن يحفظ صاحب الجلالة ويمد في عمره. وسوف ستشهد السلطنة هذا العام احتفالاً مميزاً سيتحدث عنه من سمع به ويذكره من شاهده , لذلك فالعمانيون والوفاء على موعد في الثامن عشر من نوفمبر, ليجدّدوا فيه البيعة لباني نهضة عمان صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.


لو قدر لهذا المقال أن يرى النور قبل 40 عاماً لوجب التعريف بسلطنة عمان ولكنها وبعد 23 يوليو 1970 وهو اليوم الذي تولى فيه السلطان قابوس حكم عُمان أصبحت غنية عن التعريف. فسلطنة عُمان لها تاريخها المجيد منذ القِدم وهي امتداد للدولة البوسعيدية التي رفعت راية العرب والمسلمين في رقعة من الأرض تضمنت بلوشستان وساحل عمان وسواحل شرق أفريقيا, وكانت صاحبة أسطول بحري ضخم يحمي الأساطيل البحرية التجارية التي تمخر سفنها عباب المحيط الهندي من والى الهند, لا بل أن بعض السفن كانت ترفع العلم العُماني أثناء عبورها للمحيط الهندي ليحميها من مخاطر البحر, وقد بلغ من قوة عُمان أن الإمبراطورية العثمانية استعانت بعمان لفك الحصار عن البصرة عام 1775, وهي الإمبراطورية العريقة التي كانت تقيم علاقة الند للند مع جميع الدول الكبرى في ذلك الوقت, ويمكن الرجوع إلى كتب التاريخ لمن أراد التوسع في هذا المجال.


أما بالحاضر وبالذات بعد 23 يوليو 1970 فحال عمان يغني عن التعريف بها ويكفيها فخرا أنها بقعة أمن واستقرار في محيط ملتهب من التوتر والعنف. وهي البلد التي تسعى جاهدة للاعتماد على الذات وليس البترول فقط فهي دولة خيرات كثيرة و إنسانها لا يعرف الكلل. فقد بُنيت السياسة العمانية على الإنسان العماني والاعتماد على النفس, وقد كان التعامل مع مخلفات إعصار جونو خير دليل على سياسة الاعتماد على الذات حيث أن السلطنة قدرت للإخوة والأصدقاء وقوفهم إلى جانبها ولكنها اعتمدت على أهلها وأعادت الأمور في مسقط وباقي المناطق المتضررة إلى أفضل مما كانت عليه.


أما المستقبل فهو قصة أخرى من قصص النجاح العماني. حيث تنظم السلطنة البرامج والدورات التدريبية , وتوفد أبناءها إلى الدول الصديقة للتدرب والرجوع بأعلى الشهادات وأفضل الخبرات للنهوض بالمستوى التكنولوجي العماني.


ولأن لعمان دور عالمي إنساني فقد حرص جلالته على دعمه للعلم والعلماء بمختلف المجالات وأصبح كرسي جلالته بأكثر من جامعة, وبلغ عددها أربعة عشرة كرسياً علمياً لدعم الدراسات العلمية والبحثية في مجالات عدة كالدراسات الإسلامية ودراسات اللغة العربية والبيئية ومختلف القضايا المعاصرة بالعديد من المجالات. وتنتشر هذه الكراسي في جامعات ومؤسسات تعليمية مختلفة في العديد من دول العالم.


لقد تطورت عمان بمختلف المجالات العلمية والصناعية والزراعية والتجارية والسياحية, ولا مجال للإسهاب هنا في هذه التطورات فهي واضحة للعيان لمن عاصر هذه التطورات من المواطنين أو المقيمين على أرض السلطنة.


وأهم ما يميز عمان الدبلوماسية الهادئة وليست من المغرمين بالإعلام, ولا تعمل من أجله, فهي من الذين يحبون العمل بصمت, لا ينتظرون ثناء إلا من الله جل وعلا, وهو لا يخذلهم أبدا, ومن شعبها الذي ما تنكر يوماً لبلده.


فلعُمان وقائد عمان سلطانها المفدى ولشعب عمان كل التحية بهذه المناسبة الغالية على قلب كل مواطن و مقيم على أرض هذه السلطنة الخيّرة.


وكل عام وعُمان وصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بألف خير.

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.maktoobblog.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد