وصفي التل في الذاكرة

وصفي التل في الذاكرة

28-11-2010 09:00 PM

     الإنسان يكون في هذه الحياة الدنيا كعابر سبيل، يستظل تحت شجرة وقت محدود ثم يغادرها إلى حياة أخرى.
يسعى كل إنسان في الحياة أن يجد لنفسه حضور اجتماعي واقتصادي وسياسي، فيعمل فيها ليحقق ويصل إلى ما يرنو إليه.
يختلف الناس في الطبع والسجية والعمل والذاتية، فمنهم من يغلب على عملهم حب الذات، فيغادرون الحياة، وما هي إلا أيام معدودات حتى ينسون ولا يجدون من يذكرهم.


ومن الناس من يكرس نفسه للآخرين وللوطن، فيرحل كما هي سنة الدنيا، بجسده ولكن روحه وأعماله تخلد خلود الزيتون، وشروق الشمس، فيكون سلوكه تاريخ، وعبر تستنهض الهمم، وتشحن سلوك الخير في الأجيال والأجيال القادمة.
في عام 1971 استشهد وصفي التل رحمه الله تعالى، على ثرى القاهرة، ليربط بدمه الأرض العربية، ويطرز به الكوفية الأردنية التي تذكر الإنسان الأردني بحب الوطن، والتضحية بالنفس من اجل أن يكون حر قوي.في عام 1971 مات وصفي لتولد روحه من جديد في أجساد الأردنيين.


وصفي التل على الرغم من علمه بخطورة الذهاب إلى القاهرة في ذلك اليوم الجبان، إلا انه سار بخطى المؤمن الواثق بربه، المؤمن بان الوطن أغلى من كل شيء.


يريد هذا الشهيد أن يقول لو اغتيل وصفي أو غيره من رجالات الوطن، فان الوطن باقي ورجالاته باقين، فالأردنية لن تعجز عن إنجاب رجال عرب مؤمنين، يقدمون الأرواح من اجل الوطن والأمة.


وصفي التل شهيد اختار أن يكون دمه قربانا للوطن، لك من كل حر الوعد والدعاء.


ما اخترت حبك يا أوطان لكن الله قد اختار
حب الأوطان من الإيمان إنا لا نعلن أسرارا.


ما يلفت انتباهي هذه الأيام إقبال الأردنيون غير المسبوق على ذكرى وصفي التل رحمه الله تعالى، وتغريد قصيدة الوطن التي نسجها عرار.


فعودة روح وصفي في فضاء الوجدان الأردني، لعله القلق من المجهول والتطورات الإقليمية، أو لعلها قسوة الحياة التي يعاني منها المواطن الأردني، أو لعله الحنين إلى الوطنية التي تقدم للوطن دون مقابل، لعله اليأس أو الأمل، ذكرى الماضي أو نور المستقبل، اللجوء إلى قوة الأب وحنانه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد