استفتاء السودان بداية التقسيم

استفتاء السودان بداية التقسيم

28-12-2010 11:00 PM


عند الحديث عن استفتاء السودان استحضرني المثل العربي القائل: تمخض الجبل فولد فأرا.


ومعنى هذا المثل:
أن الجبل الكبير يخرج من أحد شقوقه فأر صغير، فكأن الجبل العظيم أنجب هذا الفأر الصغير.


فأصبح هذا المثل يضرب لمن يـُـتوقع منه الكثير لكنه يأتي بالشيء القليل والحقير الذي لا يتناسب مع حجمه الحقيقي أو المتوهم.


جاء عمر البشير إلى السلطة في انقلاب عام 1989، والحق يقال انه استطاع أن يحقق انتصارات عسكرية على متمردي الجنوب وبنفس الوقت حقق عدد من الخطوات الهامة في التنمية الاقتصادية.


لقد نظر العديد إلى البشير وكأنه جبل يستطيع أن ينهي الصراع والحروب الداخلية في السودان ويحقق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.


تمخض هذا الجبل في عام 2005 ولكنه ولد فأرا، فقيل انه أنهى صراعا دام 21 عام بين شمال وجنوب السودان.
في حقيقة الأمر إن ما قام به البشير (اتفاقية السلام مع متمردي الجنوب) كان سابقة خطيرة في السودان ستجعل من السودان دويلات.


في البداية سيكون الجنوب فلماذا منح حق الاستفتاء لهم، فما المانع من أن يتم استفتاء أهل دار فور؟
لماذا لا يقرر أهل النوبة مصيرهم، وكذلك على البشير أن يراعي خصوصية إقليم النيل الأزرق.


لقد اقبل البشير على خطوة (القبول باستفتاء الجنوب)، وهي خطوة:

1. مخالفة للشريعة الإسلامية، فأرض المسلمين لا يخول للبشير ولا غيره بالتنازل عنها بأي صورة كانت.

2. ستجر السودان والمنطقة إلى المزيد من الصراعات.

3. اهتزاز وإضعاف الأمن القومي العربي.

ما كان على مصر الأم أن تقف متفرجة على السودان وهو يغرق منذ أكثر من عشرين عام. فأمن السودان أمن لمصر.
لا تنكر مصر أن السودان الموحد جزء هام لأمنها القومي، وبدأ هذا الأمر يظهر جليا في بعد من الأبعاد الهامة لأمن مصر وهو تقاسم مياه النيل، ومحاولات الموساد وجهوده لمزيد من الدمار لمصر وتهديد أمنها الاقتصادي والغذائي.


لن يكن الاستفتاء حكرا على جنوب السودان، فبدعم من أعداء الإسلام، ستدعم العديد من القوميات والديانات والمذاهب في الوطن العربي لإقامة دول خاصة بهم. ألم يبدأ الحديث عن دوله مسلمة ودولة نصرانية في مصر.


على الدول العربية والإسلامية أن تجتمع وتتحمل مسؤولياتها لعلها تخرج بحلول تمنع من تقسيم السودان.

يا سيادة عمر البشير استمرار الحرب بين الشمال والجنوب خير من سلام مؤقت ينتهي بتقسيم السودان.

رحم الله السلطان عبد الحميد الذي رفض أن يتنازل عن أرض من أراضي المسلمين
.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد