أردني حتى النخاع ..

mainThumb

29-05-2011 01:06 AM

تطالعنا بعض الصحف بين الفينة والأخرى بمقالات مشئومة، تحوي في كلماتها السم الزعاف، نزّت بها أقلام مأجورة ، تفرق ولا تجمع، تدعو بدعوى الجاهلية، وتنال من بعض فئات المجتمع تارة، أو تنال من بعض البلدان العربية تارة أخرى، أو تنال من الشرفاء من الأمة الإسلامية ابتداء برسول الأمة وانتهاء بنا في هذا العصر، لحاجة في نفس تلك الفئة المخذولة، ولا غرابة في ذلك ونحن نعيش في زمن الرويبضة، الذي وصفه رسول البشرية عليه الصلاة والسلام كما جاء في سنن ابن ماجة (5 / 162) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. وفي رواية الإمام احمد (2 / 291) قيل: (وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة) .




 فسواء كان تافها أو سفيها فالكاتب حقيق بهذه الأوصاف حيث حكم على نفسه من خلال ما سطرته يده الآثمة. طالعتنا صحيفة (الوطن) الكويتية بعنوان: (قشة الأردن والمغرب ) سطره يراع الكاتب العبقري فؤاد الهاشم، وما أدراك ما فؤاد؟؟؟ والكاتب إذ نظر بمنظار مظلم ضيق على قدر رؤيته، وعرض بالأردن والأردنيين معتمدا على ما نظر إليه فقد أغفل أمورا كثيرة عميت عنها عينه أو تعامت، امتاز بها الأردن عن غيره من البلدان، تطاولت إليها الأعناق واشرأبت إليها القلوب. أكتب لفخامة الكاتب بعيداً عن السياسة لأن للسياسة رجالها، وحيث أني لست من رجالها فسأكتب لك ما يليق بك تاريخيا ودينيا وأخلاقا، وإن كان الدين والخلق لا يعنيك منهما شيئا، وفاقد الشيء لا يعطيه. ويكفيني ويكفي كل الأردنيين فخرا أنهم في ظل عرش الرحمن، وأمثالك في ضُح الصحراء ، صحراء التيه والضياع، وصحراء البادية الملتهبة والمليئة بشوك السعدان . جاء في كتاب الفتن - نعيم بن حماد - (1 / 248): عن كعب قال: حمص من الجند الذي يشفع شهيدهم بسبعين، وأهل دمشق الذين يعرفون بالثياب الخضر في الجنة، وأهل الأردن من الجند الذين هم في ظل العرش يوم القيامة، وأهل فلسطين ممن ينظر الله تعالى إليهم كل يوم مرتين، وغيرها من الميزات مما سنقف عليها إن شاء الله. إن الأردن إذ يفتخر على ما سواه من البلدان فإنما يفتخر بما حبته يد العناية الإلهية من نعم لم توجد في غيره، لا في بلاد الزيت الأسود، ولا في بلاد الحر الرهيب، فالأردن غني برجاله وعلمائه سواء المتقدمين منهم أو المعاصرين،




 فأرض الأردن تشرفت بمثوى صحابة خير البرية، وقد دفن في ثراه المئون منهم رضي الله عنهم، وقد امتزج ترابه بدمائهم، فهاهو جعفر بن أبي طالب (الطيار) الهاشمي القرشي ابن عم رسول الله، وزيد بن حارثة (حِب رسول الله) ، وعبد الله بن رواحة (الأمير الشاعر)، الذين اختارهم الله لجواره في معركة مؤتة من أرض الأردن، وأبو عبيدة (أمين الأمة) ومعاذ بن جبل الذي يتقدم علماء الإسلام برتوة، وخالد بن الوليد أبطال معركة اليرموك، تلك المعركة الفاصلة في تاريخ الإسلام، والحارث بن عمير الأزدي ، وفروة بن عمرو الجذامي كلاهما صحابي وشهيد ومقامهما على ثرى الطفيلة جنوب الأردن، وشرحبيل بن حسنة قائد الفتح الإسلامي للأردن، وعامر بن أبي وقاص خال النبي محمد عليه السلام، وعبد الرحمن بن معاذ الأنصاري، وغيرهم الكثير، وشتان بين من رويت تربته بدماء الأحرار الزكية، وبين من رويت أرضه بـ: ـــ .





والأردن خرّج للعالم علماء لا يزال يفتخر بهم على مر التاريخ، ضاقت بأسمائهم صفحات الكتب ، منهم على سبيل المثال لا الحصر؛ الإمام العز بن عبد السلام سلطان العلماء وشهرته تكفي عن ترجمته، والبلالي؛ محمد بن علي بن جعفر شمس الدين أبو عبد الله، والعجلوني إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجراحي، ومحمد بن خليل بن عبد الغني العجلوني فقيه الشافعية في عصره، أبو الفداء: محدث الشام في أيامه، مولده بعجلون ومنشأه ووفاته بدمشق، وعائشة الباعونية، الأديبة الشاعرة صاحبة التصانيف الشهيرة، وابراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكركي، أبو الوفاء، برهان الدين: قاض، من فقهاء الحنفية. أصله من الكرك (في شرقي الاردن) وإليها نسبته، وأحمد بن موسى بن حيدر مريود، أبو حسين: شهيد، من رجالات النهضة القومية في سورية، كانت له زعامة ومهابة ناضج الرأي، شجاع، أصله من (المهادوة) - جمع مهدي - أمراء بادية البلقاء (في الاردن) ، وحبيش بن دلجة القيني: من قادة الجيوش في العصر الأموي. شامي من أهل الاردن، والحسن بن محمد بن حسن الصفوري البوريني، بدر الدين: مؤرخ، من العلماء بالأدب والحديث والفقه والرياضيات والمنطق. ولد في صفورية (من بلاد الاردن) ، وسليمان بن سعد الخشني بالولاء: أول من نقل الدواوين من الرومية إلى العربية، وأول مسلم ولي الدواوين كلها في العصر الأموي، من الأردن، وعبادة بن نسي الكندي الشامي الاردني،





 أبو عمرو: قاضي طبرية. كان نبيلا شريفا يُنعت بسيد أهل الاردن، ولاه عبد الملك بن مروان، ثم عمر بن عبدالعزيز، وكان من ثقات رجال الحديث وغيرهم الكثير أصبحت علومهم وقبورهم منارات تضيء سماء الأردن على مر العصور. إن الأردن مهبط الرسالات السماوية، ومحل بعثة كثير من الرسل والأنبياء، فيه ناجى الله موسى، وفيه بعث شعيبا وفيه يعقوب النبي وأيوب ولوط وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، ودخله النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرتين قبل البعثة، وها هي آثارهم لا تزال بركاتها تترى على أرض الأردن وشعبه .





ومما يفخر به الأردن ما حبته يد العناية الربانية من البركات والهبات الإلهية التي خلدها تعالى في قرآن يتلى على مر الدهر، منها قوله تعالى؛ * سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ، والأردن هي من الأرض التي حول المسجد الأقصى وبارك فيها, * ومنها قوله تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا)، قال عامة المفسرين أنها الشام، والأردن جزء منها. * ومنها قوله تعالى: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ، (ونجيناه) أي ابراهيم عليه الصلاة والسلام، حيث سكن (حبرون) وهي الخليل، وأما لوط فسكن غور الأردن. * ومنها قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ) فالمقصود هم أهل اليمن، حيث جعل الله تجاراتهم إلى الشام، والقرى التي بارك الله فيها هي قرى الشام مما يلي الجزيرة العربية، وهي قرى الأردن . * ومنها قوله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) فالمقصود بالتين والزيتون هو الأرض التي ينبت فيها وهي أرض الشام، وتشمل الأردن وفلسطين...وما أقسم الله تعالى بها إلا لبركتها وأهميتها، والبركة قسمان؛ حسية ومعنوية، فالحسية ما جعل الله في أرضها من الخيرات والثمار، والمعنوية هي الرسالات والكتب السماوية، فهي مهبط الوحي، ومهد الرسالات، ومأوى الأنبياء والرسل، وما جعل الله في سكانها من الخير والأخلاق الرفيعة العالية التي ورثوها عن الأنبياء، لا كما قال فخامة الكاتب: أرض براكين، وصحراء قاحلة. * ومنها ما جاء في صحيح البخاري (2 / 41) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا: وفي نجدنا قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا: وفي نجدنا قال : قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان.




 وفي رواية مسند أحمد بن حنبل (2 / 90): عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا مرتين فقال رجل: وفي مشرقنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هنالك يطلع قرن الشيطان وبها تسعة عشار الشر، وفي رواية الحاكم في المستدرك على الصحيحين للحاكم (4 / 550) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: تعلمن أن تسعة أعشار من الخير وعشرا من الشر بالشام، وتعلمن أنه تسعة أعشار من الشر وعشرا من الخير بسواها، والذي نفس ابن مسعود بيده ليوشكن أن يكون أحب شيء على ظهر الأرض إلى أحدكم أن تكون له أحمرة تنتقل أهله إلى الشام، فدعاء النبي صلى الله عليه وسلم للشام أولاً دليل أفضليتها على اليمن، مع ما جاء لليمن من فضائل، وقد دعا لها بالبركة ثلاثاً، والأردن جزء من الشام، وأن المشرق هو معقل الفتن والشر، ونسبة الشر في المشرق تسعة أعشار، ونسبة الخير في الشام تسعة أعشاره، وشتان بين بقعة فيها تسعة أعشار الخير، وبين بقعة فيها تسعة أعشار الشر والفتن، وسيأتي يوم تتمنى فيه يا فخامة الكاتب أنت وأمثالك أن لو تمتلك حمارا بما لديك من مال ينقلك إلى الأردن .وهيهات أن يحتضن الأردن أمثالك!!! *





 ومنها ما جاء في مسند أحمد بن حنبل - (4 / 110) عن بن حوالة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيصير الأمر إلى أن تكون جنود مجندة؛ جند بالشام، وجند باليمن، وجند بالعراق، فقال بن حوالة: خر لي يا رسول الله إن أدركت ذاك، قال: عليك بالشام، فإنه خيرة الله من أرضه، يجتبي إليه خيرته من عباده، فإن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غُدُركم، فإن الله عز وجل قد توكل لي بالشام وأهله، والأردن من الشام . * ومنها ما جاء في مسند أحمد بن حنبل - (5 / 269) عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس. وأكناف بيت المقدس هي الأردن، واللأواء هي الشدة في العيش، وهذا مما أخبر به رسول الأمة، وأن الشدة ستصير آخر الزمن، وهذا ما نراه من أزمات اقتصادية عالمية، وللأردن نصيبه من ذلك. * ومنها ما جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم (4 / 555)





عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام . قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . * والأردن هو معقل المسلمين من الدجال حين يتبعه رعاع الناس وهمجهم أذناب القردة أمثال فخامة الكاتب (فؤاد الهاشم)، وما ذاك إلا لأصالة معدن الأردنيين، فقد جاء في صحيح ابن حبان (15 / 226) عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أن عيسى بن مريم يأتي قوما قد عصمهم الله من الدجال، فيمسح وجوههم ويخبرهم بدرجاتهم في الجنة، وهؤلاء هم الأردنيون لا غيرهم، فهم لا يعرفون الدجل وإنما هم حرب على الدجل الدجاجلة أمثالك، وهم أصدق الناس لهجة وسلوكا، لا يتأثرون بالدجاجلة، يكرمهم الله تعالى بأن يمسح على وجوههم نبي مرسل من أولي العزم وهو سيدنا عيسى عليه السلام، ويخبرهم بدرجاتهم في الجنة، ودليلي أنه الأردنيون ما جاء في السنن الواردة في الفتن للداني 444 - (5 / 949) عن كعب الأحبار قال: معاقل المسلمين ثلاثة فمعاقلهم من الروم دمشق، ومعاقلهم من الدجال الأردن، ومعاقلهم من يأجوج ومأجوج الطور. *





 والأردن هو من يحمل لواء الجهاد آخر الزمن ضد الشرك والمشركين، فقد جاء في معرفة الصحابة (18 / 440) عن نهيك بن صريم السكوني ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تزالون تقاتلون المشركين حتى تقاتل بقيتكم الأردن ، على نهر أنتم شرقيه ، وهم غربيه » قال : وما أدري ذلك اليوم أين الأردن من أرض الله. هذه بعض أمور امتاز بها الأردن شعباً وأرضاً وقيادة، حبته إياه يد العناية الربانية، لم يكن لغيره من البقاع. إن مقياس الحضارة عند الأمم ليست بكثرة الأموال، وإنما برقي الأخلاق وكما قال أمير الشعراء: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا وقال غيره: هي الأخلاق تنبت كالنبات... إذا سُقيت بماء المكرمات أما من كان همه في بطنه فقيمته ما يخرج منها. لا أوجه حديثي هذا الى كافة الإخوة الكويتيين، إذ أن الكويت يحوي في قطره رجالاً أشرافا، وهم والأردن والمغرب وكافة بلاد العرب كالجسم والواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، لكن أكتب لأمثال الكاتب الذي تخلى عن عروبته وإسلامه، وأخذ يحرض على قطيعة الرحم وإساءة الجوار، ما هكذا تورد يا سعد الإبل وما هكذا يكتب الكاتب، يا فخامة الكاتب، الذي لا يدري ما يخرج من رأسه، ولا يعي ما يسطره قلمه، ألم تقل في مقالك: (في الوقت الذي يبحث فيه مئات الآلاف من الشباب السعودي والعماني والبحريني والكويتي عن.. وظيفة)




 فهذا اعترافك بأن لدى دول مجلس التعاون مئات الآلاف من الشباب الذي يبحث عن وظيفة، فلولا الإرهاق الاقتصادي لديكم هل يبحث هذا الكم الهائل من الشباب عن وظيفة؟؟؟ فإذا كان مئات الآلاف من أصل مليون أو مليونين يبحثون عن وظيفة إذن فالأردن الذي تجاوز تعداده (6) مليون لا يوجد لديه هذا الكم من العاطلين عن العمل، فمن هو المرهق اقتصاديا؟؟؟ أو الذي أكثر إرهاقا وأنتم ـ كما تدعي ـ بلد النفط . هنيئا لأمة العرب أمثال فؤاد الهاشم، وكما قيل في المثل الشعبي: والله عشنا وشفنا...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد