أصحاب الفضيلة العلماء: هم رجال وانتم كذلك

mainThumb

24-08-2011 10:00 PM


تعرض الداعية الأستاذ الدكتور محمد هداية أحد المشاركين بالمجالس الهاشمية بندوة الجمعة 19/ 8 إلى موضوع بالغ الأهمية وهو أننا ما زلنا نعيش فقهياً على السلف بكل شيء، وقال إن الداخل للمكتبة الإسلامية ليقوم ببحث أو برسالة علمية يجد نفس البضاعة المعروضة من قبل 500 سنة أمامه. و اذكر أن الأستاذ الدكتور احمد الكبيسي الداعية المعروف قد قال على تلفزيون دبي " إلى متى سنبقى نقول قال فلان وقال فلان؟ ونحن ماذا نقول؟ " و أضاف أن الكثير من علماء الدين هذه الوقت يحملون أعلى الدرجات العلمية، فماذا أضافوا؟



لا ننكر فضل السلف والعلماء السابقين طبعاً، و لكن هناك الكثير من القضايا التي لم تكن على عهدهم فلماذا التمسك بقضايا مشابه أو قريبة منها لنقيس عليها. أين دور مجالس البحوث الإسلامية التي تُعقد تحت عدة مسميات و ماذا أنجزت؟ ربما هناك الكثير من المؤلفات ولكن كما المح لها الدكتور هداية ربما يقدم أصحابها نسخاً مكررة مما كتب السابقون أو تحقيقاً لما كتبوا. إن من أهم التحديات التي تواجه العالِم المسلم هو القضايا المعاصرة التي لا يُفتى فيها بالشرع وحده دون الرجوع إلى العلماء أصحاب الاختصاص وسؤالهم ومن ثم الإفتاء بذلك وليس العكس. وهنا لا بد من الإشارة إلى الدكتور يوسف القرضاوي كاستثناء بالفتوى والشيخ الشعراوي بالتفسير.



لا ننكر طبعا وجود علماء أفاضل في الدول الإسلامية ولكن لا نسمع بهم خارج حدود بلادهم. وللأسف نلمس التأثير السياسي والإعلامي على العلم الشرعي فيرفض علماء دولة معينة ما يقول به علماء الدولة الأخرى فقط لعدم التوافق السياسي بين البلدين.



وبما أننا في زمن " الشعب يريد " دعنا نقول أنن نريد إصلاح البيت الشرعي بحيث تكون العلوم الدنيوية من ضمن المساقات التي يدرسها طالب العلم الشرعي حتى يتخرج مثقفاً وليس فقط حافظاً لنصوص، فمتابعة العلماء لمستجدات العلم الحديث أمر مهم.



لقد قال صلى الله عليه وسلم " لا نبي بعدي" ولم يقل لا عالم شرعي بعد فلان أو فلان. فالباب مفتوح لكل أبواب العلم ليقدم علماؤنا للتابعين ما يذكّرهم بهم ولا يقفزون فوق هذه المرحلة ليعودوا قرونا إلى الوراء. يحب أن تثمر هذه الندوات والمجالس عن انجاز فعلي وليس مجرد أوراق وتوصيات.



اختم بمقولة للدكتور الكبيسي أيضا معلقاً على إحدى الندوات التي نظمتها مؤسسة أل البيت بالأردن انه قال: " نجتمع من مختلف المذاهب ونقول القول الحسن و في فترات الاستراحة تجد السني يقف مع السني والشيعي مع الشيعي وهكذا"، وهذا يدل أيضا على التزمت المذهبي عند بعض العلماء.



هل ستفتي الأجيال القادمة باعتماد آراء علمائنا الأفاضل المعاصرين أم أنهم سيرجعون إلى ابن تيمية رحمه الله وغيرهم من علماء المراحل الزمنية القديمة؟



هنا لا بد من الإشادة بجهود الدكتور محمد نوح بالرجوع الدائم إلى سماحة مفتي المملكة المرحوم الشيخ نوح القضاة تغمده الله برحمته عند إجابته على أسئلة المتصلين وهذا يدل على رغبته بالرجوع إلى علماء معاصرين.



رحم الله علماء ديننا الكرام و جزاهم الله خيراً عن كل ما قدموه، و بارك الله في علمائنا المعاصرين وننتظر منهم ما يخلّد ذكراهم لأجيالنا القادمة.

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.maktoobblog.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد