عن وزير الاعلام عبد الله ابو رمان

عن وزير الاعلام عبد الله ابو رمان

27-09-2011 11:23 AM

بالتأكيد نحن في حالة من "التربع" الاردني على عرش الربيع العربي فنشهد ذوبان جليدي لشخصيات الكوتة وهزات عنيفة لطبقات الحكم والوراثة وانتقال حقيقي للسلطة, وما انا الا شاهد على العصر والدليل هذا الكم من الارقام الانيقة والمتشابهة على هاتفي النقال فما بين وزير ورئيس ديوان ونائب سابق او حالي ثمة ما يزيد عن مئة رقم, وبالامس بلغ "التربع" ذروته حين ضغطت على زر مشغول لدى اتصال تلقيته من وزير سابق .

في ذات الحكاية وفي الجزء المتعلق بالماضي, اذكر كيف دخل وزير تربية سابق احدى القاعات ليفتتح الدورة المدرسية وكيف استقبله ما يزيد عن الف "تربوي" ما بين اداري ومعلم وصحفي, بالاضافة الى الالاف من الطلبة وكيف كان الاحتكاك مع معالي الوزير اشبه بالتقرب من حضرة البابا, وقد كان اي  تصرف له بمثابة مرسوم مقدس غير قابل للنقاش وكان على الجميع ان يبتسم اذا ما ابتسم ويضحك اذا ما انفرجت التقاسيم على محياه ونغضب لغضب الوزير ونفرح لفرحه, وكنا نفعل ذلك بروح الفريق الواحد دون الشعور بمراقبة احد لردة الفعل تجاه هذا الرمز والعملاق الكبير!! وبدون تكلف الى درجة الشعور بان الحماسة لم تغادر القاعة لايام واشهر منذ زيارة "وزيرنا" الحصيف الرزين الجميل!! والذي زاد من حزنه في الربيع العربي انه اصبح مجرد "وزير سابق".


وبالمقارنة بين الأمس واليوم فقد تعرفت شخصيا على وزير الاعلام الحالي معالي عبد الله ابو رمان منذ اسبوع تقريبا وكان الامر بالنسبة لي لا يعدو كونه رقم ربيعي جديد ولا اخف تأثري بما تعرض له من هجوم منظم واذكر منها الادعاء ان ابو رمان قام بتهديد البعض بمحكمة امن الدولة وهو ادعاء كاذب وعار عن الصحة كما تبين لي فيما بعد .. هذه حكاية طويلة لا تحتمل التفصيل حتى لا يأخذ المقال طابع بوليسي فالاهم من ذلك كله ان معالي ابو سليمان وحين اتصلت به من عمان قال بانه لن يقبل الحديث معي على الهاتف وانما بعد اخذ واجب الضيافة لانه كان يعتقد باني قادم من الكرك, وتحت اصرار يفوق قدرة حاتم الطائي على قبول ضيف في هذا الربيع وعناد كريم ينطوي على قاعدة "السلطي اذا دقر" قبلت بالدعوة والتقينا لمدة ثلاث ساعات تناولنا فيها جميع فصول السياسة بما فيها الربيع.

كي نرقى بالحديث بحيث لا يدرجه البعض  في باب مدح الوزراء ولكي نخرج معاليه من نظرية المؤامرة في الترويج لشخصه, اقول ان خصوم وزير الاعلام كثر وقد يكون البعض منهم اقرب لي من عبد الله نفسه وهي خصومة محمودة بحسب كتاب مذكراتي للشهيد هزاع المجالي, ولكن حين يتعلق الامر بهذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن والامة فان هذا النوع من الخصومات سيكون وبالا على الجميع, وستصبح شهادة الزور في الخصم السياسي اكبر من مجرد خطيئة بحق شخص وانما ذلك طعنا بالوطن لاني أؤمن تماما أن اصعب وظيفة في هذه الايام هي وظيفة الناطق الرسمي باسم الحكومة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد