يا عيد

mainThumb

06-11-2011 02:05 PM

 عيدٌ بأيّة حال عدتَ يا عيــــــــــــــــــدُ        بما مضى أم بأمر فيك تجديــــــــــــدُ

نعم، بأي حال عدت ياعيد ؟! وفلسطين الغالية قد ضيعوها، وعراق الرشيد جرحنا الثاني النازف؛ ملايين من شعبه مشردة، وبنية تحتية مدمرة، ونهب وسلب لمقدراته، وفساد بالمليارات.... وسوريا يا حبيبة : ماذا حلّ بك وبشعبك العظيم؟!

وغزة ما زال أطفالها يعيشون الخوف والحرمان يوما بعد يوم، وما زالت محاصرة منذ سنين ممنوع عنها الدواء والغذاء! ودماء أبنائها يتجدد نزفها في كل عيد وغير عيد.

نعم بأي حال عدت ياعيد؟! والشعوب العربية تقتل مثل النعاج من قبل رعاتها، وحرائر تنتهك أعراضها، وجثث أبناء الأمة ملقاة في الشوارع، ومستشفيات تغلق في وجه المحتاجين من أبنائها، وشباب الأمة يحرقون أنفسهم قهرا وغضبا، وإلا تُمرّغ كرامتهم ويعذّبوا ويقتلوا...

بأي حال عدت يا عيد؟! والمساجد تنزف دما، والعروبة ثكلى، والعربي يتيم في وطنه، ودبابات الأمة ها هي اليوم تخرج من أوكارها، وتضرب محتجّين عزّل لا ذنب لهم سوى أنهم مارسوا حقّهم الطبيعي في المطالبة بالإصلاح، ووقف الفساد الذي جاء على البشر والحجر، أليس الشعب هو مصدر السلطات؟!

وحاكم تونس المخلوع يحاكم غيابيا بعشرات التهم، وزعيم أكبر دولة عربية المخلوع أيضا في القفص ممدد على سرير متهم بسرقة  قوت الشعب الذي يتضور جوعا! وبيع الغاز لأعداء الأمة بثمن بخس، مقابل حرمان أطفال غزة من الحليب! أما الشعب صاحب هذا المال، فالمطلوب منه السماح على المال المنهوب والدم المسكوب! فهل يمكن لأحد أن يسامح؟!

وزعيم آخر اغتاله شعبه لظلمه وخيانته وفساده.... أصر على العودة إلى بلده  لا حبا واشتياقا للوطن والأهل، ولكن للكرسي، لم يكفه أن شعبه  لفظه وغنى له صباح مساء: ارحل...امش..! بل هو مصرّ على إيصال شعبه إلى الهلاك، فكرسيه يساوي شعبا كاملا!

بأي حال عدت يا عيد وشعوب الأمة العربية قابضة على الجمر، كرامتها نازفة، وجيوب أكثرها فارغة، وفساد يحيط بها من كل  حدب وصوب، وهي تدفع الثمن من قوت أطفالها، وظلمة حاضرها، وضبابية مستقبلها.....

هذا هو حال عيد الأضحى لهذا العام، فكيف ستكون أعيادنا القادمة؟! ادعُ أيها القارىء لعل الله يرحمنا، وتعود علينا أعيادنا، وقد تخلّصت الأمة من كل أشكال القتل والتعذيب والاحتلال والفساد، اللهم آمين، وكل عام وأنتم بألف خير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد