وداعا مجلس التعاون الخليجي

mainThumb

18-12-2011 10:50 PM

عندما قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله امد الله في عمره واعاد له صحته وعافيته وفاجأ الجميع بالطلب من الاردن والمغرب الانضمام الى منظومة الخليج ,قامت الدنيا وقعدت سواء بالتعليقات الصادرة من بعض دول الخليج اومن بعض الاحزاب الاردنية والمغربية ما بين المؤيد والممانع واخرى خارجية ذهبت الى ابعد من هذا حيث وصفت هذا الاقتراح بأنه جاء لبناء منظومة ملكية بالمنطقة بقيادة السعودية تقوم على المذهب السني لمواجهة التمدد الشيعي وان هناك حلف جديد يتم الاعداد له يقوم على احياء منظومة الدفاع الخليجي المشترك وان انضمام الاردن والمغرب هو لتجديد جيش درع الجزيرة ومده بالخبرة والرجال وما الى ذلك من التكهنات لمستقبل هذا الجيش والذي طبعا سيكون مدعوما من حلف الاطلسي لدرجة وصفت بعض التحليلات هذا الجيش بانه سيكون جزء من هذا الحلف .

كل هذا اللغط السياسي حصل لمجرد ان خادم الحرمين رشح هاتين الدولتين للانضمام لمجلس التعاون الخليجي وان هذا الترشيح صدر من قلب بدوي رجل اصيل يحب عروبته و لا يعدو عن كونه اقتراح صدر من زعيم دولة خليجية عضو في منظومة مجلس التعاون الخليجي ومع كل الاحترام والتقدير لوزن خادم الحرمين الشريفين ووزن المملكة بين دول الخليج فهذا الاقتراح لا بد وان يمر بالاجماع وكيف لا وخادم الحرمين يتبنى مبدأ اسلامي عظيم وهو الشورى , لذلك فان اي اقتراح لا بد من دراسته بعناية من قبل كل دول مجلس التعاون الخليجي وهناك استحقاقات كثيرة لابد وان يمر بها هذا الاقتراح ويمكن قبوله او رفضه وهذا حق مكتسب لكل عضو في هذه المنظومة.

على الفور التقط الاردن هذه المبادرة الكريمة بالترحيب والقبول والجدية ولم يوفر الوقت وقام وزير خارجيته باعداد ملف خاص للانضمام واكد هذا بعدة تصريحات صحفية وذهب بعض الاردنيين لتوضيب دشداشاتهم ولو ان الدشداشة هي من الزي الاردني ولا يوجد هناك فرق كبير ما ين الزي الخليجي والاردني , واهم من كل هذا ان بعض المساكين الاردنيين والذين يفتقدون للظهر والواسطة كما يقال عندنا بالاردن وفات على تخرجهم سنين من الانتظار للدور المر في ديوان الخدمة للتوظف والذي لن يأتي بسهولة , هؤلاء انبعثت لهم بارقة امل في ان يخلصوا من بطالتهم والجلوس بالبيوت ويجدون ضالتهم في احد دول الخليج ويبدأون حياتهم هناك والبعض الاخر من الاردنيين والذين يعملون بدول الخليج تأملوا خيرا بان يخلصوا من مشكلة الكفيل وامال اخرى لا حصر لها, وبعد مشاورات وتأجيلات تم الاجتماع الاول في جدة وكان ظاهرا ان هناك عقبات امام انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي ومع عدم وجود الشفافية كل التكهنات تصبح صحيحة وتنتشر الاشاعة , ولكن ما تسرب من اخبار سرية واخرى علنية من وراء الابواب المغلقة لهذه الاجتماعات وعدم صدور اي تصريح علني وشفاف من قبل وزير الخارجية يشرح كل الظروف والملابسات لهذا الانضمام وهروبه بدبلوماسية من الاسئلة المطروحة عليه, كل هذا اكد ان هناك عقبات وتخوفات من قبل بعض دول الخليج حول انضمام الاردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي .

ما هي الا ايام حتى جاء تصريح وزير خارجية الامارت العربية المتحدة عندما اعلنها وبصارحة انه لا يوجد هناك اتفاق ما بين دول مجلس التعاون الخليجي على ضم الاردن والمغرب في الوقت الحاضر, وهذا تصريح واضح لا يقبل اللبس فهو لم يقل ان دولة الامارات العربية المتحدة لا تقبل انضمام الاردن والمغرب, واعقبه تصريح وزير الخارجية الاردني سريعا لتوضيح كل من حاول تحريف هذا التصريح ليؤكد ان أل نهيان داعمون دائما للاردن فمن اول رئيس لهذه الدولة الشيخ زايد رحمه الله والمعروف ببدويته وعفويته وشجاعته والمؤسس لدولة الاتحاد وخلفه الشيخ خليفه حفظه الله والذي يسير على نهجه, هذه العائلة العربية الاصيلة لا يمكن الا وان تكون الى جانب الوحدة, ثم تصريح وزير خارجية المملكة العربية السعودية جاء ليؤكد ما قاله وزير خارجية الامارات . ان الامر يحتاج الى المزيد من المشاورات والاقتناعات بجدوى هذا الانضمام والذي تراه بعض دول الخليج انه ليس في مكانه الآن, ولا يوجد اية تراجعات في موقف المملكة العربية السعودية وان ما ذهبت به بعض التحليلات من ان التعيينات الاخيرة التي حصلت في داخل الحكم السعودي لها دعوة بهذا التصريح والتراجع هو عار عن الدقة والصحة لان العائلة السعودية تكن الاحترام والتقدير لكبيرها ولا يمكن ان تنقلب عليه او تتراجع عن اي كلام او وعد صدر من رمزها خادم الحرمين الشريفين, فكفى تأويلا ولنتق الله بهذه الدول والتي وقفت معنا في احلك الظروف.

ان الاعتراض هو حق كل دولة وهو لا يزعل اي اردني شريف عاقل فانضمام اي دولة لهذا المجلس سيكلف هذه الدول الكثير من الاموال لدعم اقتصاد الاردن والمغرب المتأكل, في ظروف اقتصادية صعبة يمر بها العالم كله وليست دول الخليج والذي يفكر بان دول الخليج ليس بها مشاكل اقتصادية هو واهم فمعظم دول الخليج تعاني من نسبة في البطالة وهذا يدركه كل خليجي , لذلك انضمام الاردن والمغرب الغارقتين في البطالة بالاضافة الى الفساد الذي كلنا ندركه ونعلمه بالاردن سيثقل كاهل هذه الدول , فعندما يسوقون مثال اليونان وايطاليا ومشاكلهما في المجموعة الاروبية فهم على حق , لذلك لا بد نحن كاردنيين ان نبدد خوفهم من خلال مفاوضيين اكفاء وملفات كاملة تحتوي على المنافع لهذه الدول في حال انضمامنا وهي كثيرة والحمد لله , فيكفي كفاءة وخبرة ومهارة العمالة الاردنية والتي يدركها الخليجيين لا تحتاج الى شرح كبير بفوائدها وخاصة اذا اخذنا عامل الحضارة والثقافة والعادات المتشابهة ودورها في استقرار الخليج على المدى البعيد, نعم الاردن فقير بموارده المالية ولكنه غتي بموارده البشرية المدربة والتي دول الخليج بحاجة ماسة لها اذا اخذنا الجانب الامني لهذه الدول بالحسبان مقارنة بالعمالات الاجنبية الاخرى لما لها من اضرار على التركيبة السكانية والحضارية لهذه الدول على المدى البعيد.

 ان تخوف سلطنة عمان اذا صح ذلك مشروع وخاصة اننا لا زلنا نعاني من اضطرابات في كل المناطق الاردنية والحلول السياسية بطيئة بعض الشيء والمواطن الاردني لا يشعر بها سواء على جانب الحريات السياسية بالاضافة الى اهم ملف يرهقنا ويجعل اي دولة تفكر مئة مرة بقبولنا الا وهو الفساد والبطء بمحاربته, فاذا اردنا ان نسرع في انضمامنا الى الخليج لا بد ان نعالج الاحتقانات الحاصلة نتيجة لهذين الملفين ملف الحريات والفساد, فاذا تمت المعالجة واتخاذ قرارات جريئة كما يريد جلالة الملك حفظه الله وامر به, سينفرج الامر والاقتصاد سيتحسن وعندها لا مبرر لاية تخوفات من قبل لا سلطنة عمان ولا اية دولة خليجية لانضمامنا, بل على العكس سنجد كل الترحيب من هذه الدول لما سننعم به من حرية ونزاهة واستقرار في بلدنا وعندها سنقول برأس مرفوع نعم اننا بالاردن لنا كل الرغبة في الانضمام لكن لا يمكن ان نفرض انفسنا على احد حتى لو كان اخا فلا بد ان يسود اية تفاهمات المنافع المشتركة المبنية على التوازن في العلاقة.

واخيرا اريد ان اننبه لامر في غاية من الخطورة  , انه ليس كل ما يكتب هو رأي ويجب نشره فالتجاوزات والتجريحات لدول الخليج فاقت كل تصور وبعض الردود عليها تخرج عن سياق الادب والاخلاق الاردنية فما يتم من استخدام الفاظ ومسميات تطلق على هذه الدول هو من باب السب والشتم وهذا يعاقب عليه القانون, هذا بالاضافة للضرر الذي سيلحق بنا كاردنيين من تشويه لسمعتنا النقية, ان هذه التجاوزات غير المبررة في بعض مقالات كتابها وما يتعرضون به لبعض دول الخليج لا بد من اعادة النظر بها وهي لا تعبر عن رأي غالبية الاردنيون بل هي تعبر عن عدم مسؤولية تجاه الوطن والذي كلنا نحب,واكبر مثال على مثل هذه المقالات  ان بعض الكتاب اصبحوا متخصص بدولة قطر وقناة الجزيرة  ودولة الامارات العربية وينعتونهما بصفات بعيدة كل البعد عن شيم النشامى, والاخر متخصص بالدفاع عن فلول القذافي والنظام السوري , ان حرية الرأي لا تعطي لصاحبها حق التجريح والشتم والسب .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد