اسمحي لي غزةَ .. أن اقول

اسمحي لي غزةَ  ..  أن اقول

02-01-2012 01:51 PM

اسمحي لي غزةَ أن أقفَ بين مقابركِ وأرثي كرامتنا العربية وأقول ... 
أنتِ غزةَ ما عدتِ تُراباً وتضاريس شتّى.... أنتِ صرتِ قلعةٌ من تاريخ يسطِّر خِذلان العروبة و هزيمة الهمم الوطنية.........
ومعابرك ... غزة .... صارت حداً بين الكفر والايمان.
 أنت غزة صرتِ منبرا حُراً صادقاً يُنبئ كل المتخاذلين بانحطاطهم أمام كرامتهم وأمام شعوبهم. وصرت- بلا جدال- كلمة وداع للانسانية على وجه الأرض حين غدوتِ هامِشاً يتعالكه أراذلة الناس.......
عويل نساءكِ ..... غزة......... تعويذةٌ شيطانيةٌ في صدور المخذولين تدشِّن عِصيانهم لله وعبوديتهم لسادتهم الصهاينة.
 ما عادت لفظةُ غزة في أفواه  المتواطئين  المرتزقة, الاّ شوكةً في حُلوقهم ....وما هي الا ثغرةٌ تنهشُ عُروشهم المبنية على عظام الأطفال والمنسوجةِ من جلودِ الشهداء.
 
كل أنينِ طفلٍ في غزة خنجرٌ قاسٍ في صدور الساسة الذين يختبؤون في جحورهم المتعفنة .....
وكل جدارٍ ينهارُ على أمٍ تُرضع طِفلها هو مِرتعٌ لافرازاتِ خِذلان الأمم العربية المصفوعة بأحقرِ أحذيةِ جنرلات الصهاينة......
 
كل قطرة دمٍ في جبين صبّيةٍ هو ندبٌ قبيحٌ في جبهةِ من يقول أنا عربي ويتفاخر بوطنيته الزائفة لبني جنسه......
 غزة في قلوبنا تعدّت حُدود الاسمنت والرمل وصارت تصدح في سمائنا بين أمٍ ثكلى تنحِب ولدها وبين وجع أسنٍ من أزيزِ القنابل يدوي في أرجاء رأسِ عجوزٍ فلسطيني أثقله تعب الحياة فصار يطلب الموت مع كل صوتِ دويّ انفجارٍ أو ضحكةِ مسؤول عربي.
 
غزة ما عادت الاّ نزيفاً أخرَ من نزيفات الأقصى وطعنةٌ في خاصرةِ كرامتنا التي باتت في سكرات الموت.......
 سيكتبُ التاريخ أن حروف اليهود المرسومة من دخانِ المدافعِ في سماءِ غزة تُثبتُ أن عُروبتنا مزيّفة....... وأن اسلامنا رياء........ وان انسايتنا كلام انشاء......... وأن العزة والكرامة ماتت فينا منذ زمن بعيد.
 كلُّ بيتٍ مهدمٍ هو بيتُ عزاءٍ للعرب قاطبةً وجثمان متسخ لاصحاب الياقات العربية
 ومدفنةٌ لكرامة العرب .....
 
كلُّ نظرة استغاثة صارت فينا دمعٌ محتقن في أحشاءِ القلب.....
 أعداؤك غزة   ليسوا يهودا فقط اعداؤك هم أولي أمركِ .....فهم كل لحظة يتمنون رؤية اشلائنا معا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد