أحمد عبيدات وبلا عناوين!

mainThumb

04-01-2012 11:45 AM


في محاضرته التي ألقاها في الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة بغير عنوان محدد عاكسة صورة المرحلة - جاءت كل فقرة من كلامه، وأحيانا كل جملة صالحة لتكون عنوانا يحكي مرحلة مهمة من تاريخ الدولة الأردنية، وتصف همّاً أردنيا بامتياز، فهي جميعها تصبّ في الهم العام والمستقبل.

كان أحمد عبيدات الذي أجمعت فئة كبيرة من الأردنيين على نزاهته ووطنيته قلقا، مثل كل الأردنيين الغيورين على مستقبل وطنهم، وقد امتزج هذا القلق بمشاعر مشابهة عند كثيرين من المنصتين له.

أشار في البداية إلى تجربة الميثاق الوطني موضحا كيف دخل جميع الأعضاء إلى الجلسة الأولى والكل يدير ظهره إلى الطاولة، في إشارة إلى الاختلاف الكبير بين أعضاء اللجنة من حيث الأفكار والتوجهات، وكيف بدؤوا بعد ذلك يستديرون شيئا فشيئا نحو الطاولة إذ التقت الأفكار، وعقدت مصالحة بين القوى الوطنية، وخرجت بالميثاق الوطني الذي كان أحد الإنجازات المهمة في تاريخ الأردن الحديث.

- تحدث عبيدات في محاضرته عن أهم محطات الدولة الأردنية... حرب 67، غياب المجلس النيابي ...أحداث عام 70 ... قرار فك الارتباط... مؤتمر مدريد، وأوسلو... انتفاضة الجنوب.... فقد مرت على الأردن ظروف صعبة كثيرة، لكنها لم تُحدث تشوهات في نسيجنا الاجتماعي، مثل ما هي اليوم، لقد أحدثت الأوضاع أثرا  كبيرا في العمق.

- بعد وادي عربة كانت علاقة الدولة بمواطنيها تحكمها استحقاقات المعاهدة... المطبعون فُتحت لهم الأبواب، والآخرون كان نصيبهم الإقصاء!

- بعد 1999 اختلاف في المسار، تشكّلت طبقة هجينة من بعض رجال الأعمال  وعملت في السياسة..! ثم سيطرة غير مسبوقة للمخابرات العامة على كل القرارات!

- من 2001 – إلى 2003 حل مجلس النواب، وأخطر ما كان في هذا المرحلة ليس القوانين المؤقتة فحسب، ولكن ظهور طبقة جديدة من المشرعين الجدد جاءوا بتشريعات مترجمة...!

- بعد سقوط بغداد الخطير والمؤلم بدأ تجار الحرب بكل صفاقة يتصدون للشأن العام...!

- 2007 حدث تراجع كبير.... ضباط الجيش الأردني صوتوا في الانتخابات أُميين!

- بعد 80 سنة من عمر الدولة، تسخر الدولة من مواطنيها بإنشاء وزارة للتنمية السياسية!

- سحب الجنسيات موضوع خطير!

- الجامعات أصبحت ساحة للاقتتال العشائري!

- يجب أن نركز على الجوهر وليس الانشغال بقضايا مثل سفر شاهين وما شابهها...!
 
- ليس كل الأردنيين فاسدين، حفنة منهم فقط، المهم الفساد الكبير... لأول مرة تنتهك أراضي الخزينة...! اختلاس مئات الملايين من برنامج التحوّل الاقتصادي...! الثروة الوطنية تُخصخص...! هبات وأعطيات بالملايين...! العبث بأموال الضمان الاجتماعي، والمواطن لا يعرف مَن العابث، بل يخاف التحدث بذلك...! الإنفاق العسكري قفز عام 2005 من 600 مليون إلى 1700 مليون، لماذا ؟ وأين تذهب؟  إذا لم يصحح هذا كله إفلاس الدولة حاصل لا محالة!

- ثورات الربيع العربي والقلق الكبير على مصر...إذا صحّت الأمور في مصر ستصّح في الدول العربية الأخرى، والعكس صحيح. الأردنيون منقسمون حول سوريا لكنهم متفقون جميعا على ضرورة إصلاح النظام هناك.

- الأردنيون ما زالوا في الشارع يحاربون من أجل الإصلاح، لكن جهودهم مشتتة.......الدولة تتجاوب مع مطالب الإصلاح بأسلوبها، لكنها ما زالت مرهونة بمحددات داخلية وخارجية...!  ما حدث في المفرق خطير جدا...!

 - محاسبة الفاسدين لن يكون مفيدا إلا بإشراف السلطة القضائية ومجموعة إدارية ومالية تتميز بالكفاءة....فالأولوية لسيادة القانون، وأن تتحقق العدالة.

- النظام الأردني ليس محصّنا من الغرب مثلما يعتقد كثيرون، لقد كان الأمريكيون على ظهر سفينة في البحر المتوسط  أثناء أحداث عام 70 يراقبون لمن ستكون له الغلبة حسبما أخبره به مسؤول أمريكي رفيع حينما كان رئيسا للوزراء.
لقد كان تشخيص الحالة الأردنية من رجل بحجم دولة أحمد عبيدات، وخبرته الكبيرة، وشخصيته الوطنية الحكيمة تشخيصا واقعيا؛ إلا أنه في عدد من المواقف اكتفى  بالتشخيص دون وصف الحلول الناجعة، وفي الوقت ذاته، فقد أثار قضايا في غاية الأهمية والخطورة؛ لذا لا بدّ أن يتداعى الحكماء، وأصحاب الرأي، وزعماء الحراك الشعبي، والمهتمين بالشأن العام، وعلى جميع المستويات، وبدون تأخير لفتح باب الحوار لوقف حالة التدهور في الحالة الأردنية، ووضع حد للقلق في المجتمع الأردني، ولمنع الدخول في نفق -لا قدّر الله- يصعب الخروج منه فيما بعد، ولعل ما ختم به رئيس الجمعية المهندس سمير الحباشنة من ضرورة تشكيل لجنة من كل الأطراف على غرار لجنة الميثاق الوطني؛ لتدارس الأوضاع في أرجاء المملكة، واقتراح الحلول المناسبة لها، يمكن أن يكون من الأمور المفيدة  في انتقال الوطن وأبنائه إلى بر الأمان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد