إختصار الزيارات أو تأجيلها

mainThumb

22-01-2012 09:53 PM

اخترت هذا العنوان كي اقدم نصيحة  على طبق من  " صقيع "، فاختصار الزيارات او تأجيلها بين الاصدقاء والمعارف اصبح حاجة ماسة؛ إلا للضرورة القصوى، وخاصة اذا كانت هذه الزيارات ستسبب " البرد والمعاناة والالم " للذين ترغبون في زيارتهم ، سأدخل في الموضوع  بدون لف أو دوران ، اذا كان المنزل الذي سنزوره لا يوجد عند اصحابه سوى صوبة ( واحده ) كاز  أو غاز أو كانون حطب ، فهل من المنطق ان يقوم رب الاسرة بسحب المدفأة من الغرفة التي يتواجد بها افراد الاسرة متجمعين حول المدفأة ويضعها عند  الضيوف، لا احد يقبل بذلك، وبما أن غالبية الشعب الأردني  من ملاكي " الصوبة الواحدة"  فلنؤجل زياراتنا  واذا قمنا بالزيارات فلنختصرها وان لا ندخل في - سواليف حصيدة – وتطول مدة الزيارة ونلحق الأذى للأسرة.

قد يستغرب البعض من هذه النصيحة وهذا الطلب؛ ولكن على قاعدة اذا عرف السبب بطل العجب ، فنحن حاليا في فترة المربعانية والتي بدأت منذ ( 22 كانون اول وستستمر حتى 31 كانون الثاني )، والمملكة بالاضافة الى تأثرها هذه الايام بمنخفضات وموجات اقتصادية وسياسية غير مستقرة تتأثر بقدوم موجات مناخية قطبية شديدة البرودة  يصاحبها حدوث تدني في درجات الحرارة الى مستويات قياسية وتكون الصقيع والانجماد، وسقوط الثلوج في بعض المناطق، هذه الاجواء الشتائية الباردة لا تشجع على تبادل الزيارات وتقلل الحركة لما قد يسببه من حوادث والالام وتعرضهم للاصابة بامراض الشتاء والمعروفة " الرشح نزلات البرد والأنفلونزا " .

  وبالرغم من شدة البرودة الذي تتعرض له المملكة إلا ان الطلب على اسطوانات الغاز المنزلي والكاز والديزل تراجع هذا الاسبوع، والسبب عدم قدرة المواطن على تبديل اسطوانة الغاز او شراء الكاز فالمواطن  بعد الاسبوع الأول من استلامه للراتب يعلن افلاسه،  ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية والذين تجاوز عددهم (90) الف اسرة، وفقراء الوطن  المعترف بهم رسميا وبمختلف تصنيفاتهم( مدقع ومطلق ) يبلغ عددهم (781) الف فقير يعيشون في (32) جيب فقر هؤلاء اشك اذا كان لديهم اكثر من مدفأة واحدة في المنزل ، احد الاقتراحات الذي جال في خاطري وممكن تطبيقة للهرب من معاناة البرد الاستعانة بشوربة العدس والفجل ، إذ أن العدس  تصفه المأثورات الشعبيه بـ ( لحم الفقراء )، اما الفجل فهو معروف عند الجميع بأن اوله منافع وآخره (م د ا ف ع )، ولكن فشل اقتراح  العدس والفجل بعد  أن عرفت ان طبخ وتجهيز كيلو عدس يعادل تكلفة تعبئة اسطوانة غاز او تعبئة المدفأة بالكاز عدة مرات. وليعذرني القراء فمن شدة البرد  نسيت  ان اشير الى ملاحظة في غاية الأهمية بان المعلومات الواردة في المقال  لا تنطبق على من دخلة الشهري  ازيد عن   1500 دينار ، ولا تنطبق على  سكان المناطق الخضراء في الأردن، ولا على  افراد الطبقة البرجوازية الوافدة ، ولا على من يملكون كوندشن وجاكوزي وبرك سباحة شتويه ، ولا على  الأردنيين الذين لا يعرفون الأردن إلا من خلال  مرورهم ترانزيت عبر اراضيها .

 مسك الكلام ،،، لنكن رحماء مع بعضنا البعض ونختصر الزيارات خلال فصل الشتاء، حتى لا نكون  ضيوفاً كالصقيع ، بالمفتوح – ثقيلين دم -  .

اكاديمي،،، تخصص علم اجتماع

ohok1960@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد