النار الباردة

النار الباردة

16-02-2012 07:30 PM

في ليلة شتاء دافئة... أشعلت مدفأتي فشعرت ببرد شديد يجتاح جسدي ... معلنا حربا طويلة الأمد وبحصار خانق يلفني بين أحضانه ... فأنت البعيدة القريبة لقلبي ... أحن إليك بصمت يقتلني ... أستشعر وجودك في جميع أركان غرفتي وأبحث عنك فلا أجدك ... أحترق هياما كشموع أضيئت منذ وقت ليس بالقريب ... أحتاج لعناق يكسر الأضلع ولذراعين تطوقني كسياج شائك لا يمكن تجاوزه ... أحتاج لأنام في ربيع أحضانك كطفل غلبه النوم بين أحضان أمه ... أتوق لعملية قتل منظمة على أن تكوني مسرحا لجريمتي وأداة لمصرعي ... أحتاج لعملية سطو مسلح لأسرق من خلالها جميع أشواق العاشقين لأعبر لك عن مدى شوقي ... كم تشبهين أمي .. نتعاتب سويا فتعتبين علي وأعتب عليك لكن ليس بمقدوري أن أكون رجلا عاقا في شرع الحب ... أعود إليك مسرعا فأجد ملجأي الوحيد قد نسف بأيد خفية ... أندب حظي وأبكيك دما وأتمزق ألما وسرعان ما أشاهدك أمامي تمسحين دموعي وتضمدين جراحي برفق ولين شديدين وبمهارة فائقة ... أتوق شوقا إليك من جديد ... فأنت من قلدني وسام الحب من الدرجة الأولى ... فتغنت الفراشات وتمايلت طربا على أنغام أرق سيمفونية عزفت على حبال أوتاري ... وانتشت العصافير فرحا وهمست لبعضها راوية قصة عشق عشناها ... ورفض النحل جميع محطات توقفه.. ليأتي مذعنا ليسرق ذرات من رحيق حبنا يعتاش عليها عمرا ... أفقد صوابي كلما سمعت صوتك يناديني يغازلني يشتمني ... فأذوب بدرجة غليان عالية جدا ... ألملم بعضا من أجزائي بهدوء شديد وبعيدا عن ناظريك ... وأحاول الابتعاد قليلا ... كي أتمكن من الاقتراب ثانية ... أسمعك تتلهفين وتناديني بصمت أطبق على شفتيك ... فألبي النداء وبأقصى سرعتي متجنبا العبور إليك عبر متاهات عقلي ... فقلبي قد تقلد زمام أموري وقد نصبته ملكا على نفسي وحاجبا يناديني فألبي النداء ... وأعود إليك من أقصر طرقي وعبر بوابات قلبي فأجدك تغرسين أعلامك على أبوابه معلنة للجميع ضرورة إخلاء المكان وبعبارة واضحة تقول : (يمنع الوقوف والتوقف في جميع أرجاء قلعتي) ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد