العنف الجامعي هو انعكاس للعنف في المجتمع الاردني

mainThumb

20-03-2012 12:46 PM

المراقب لهذا العنف لا يكاد يرى يوما يمر دون ان يسمع بمشكلة تحدث في جامعة ما من الجامعات الاردنية سواء العامة او الخاصة وللحق يقال ان معظم هذه المشاكل تكاد تكون محصورة اكثر من حيث العدد في الجامعات العامة اي الحكومية والملفت للانتباه هو في تطور هذا العنف ونتائجه, ففي السابق كانت نتائجه محصورة على التهشيم والتكسير والرضوض في اسوأ حالاته لان الادوات المستعملة فيه لم تخرج عن الايدي وبعض القنوة هذا اذا توفرت والحجارة اما اليوم فقد تطورت هذه الادوات لتصل الى الى الاسلحة وبالتالي الى حد الجريمة المنظمة لانه ومن خلال نتائجه بيدوا انه يتم الاستعداد والاعداد له حيث وصلت نتائجها الى القتل والى العاهات المستديمة وحتى نلقي الضوء على الحاصل في الجامعات الاردنية من عنف لا بد ان نحلل المراحل الذي تتدرج بها هذا العنف والذي يمكن تصنيفه الى مرحلتين هما :
 
اولا: المرجلة الاولى وهي مرحلة ما قبل الحراك الاردني والتي من ابرز اسباب العنف الجامعي فيها الاتي :
1. التدخل الامني بالجامعات: رغم انه ضرورة لا بد منه ولكن بشرط ان يكون نزيها نابع من المصلحة الوطنية و الحفاظ على كل شرائح المجتمع الاردني دون تحيز لفئة او مناصرة فئة على فئة وللاسف فلم يكن هذا التدخل بالمستوى المطلوب مما سهل على الطائفيين والفئويون الاصطياد بالماء العكر كما يقولون مما ادى الى صراعات فئوية وعنصرية تفرق ما بين الاردنيين من اصول مختلفة واهمها بالدرجة الاولى (الفلسطيني والاردني ) , ان معظم مشاكل هذين الفصيلين كانت تقع عندما يكون هناك حدث ما في المنطقة ويقوم الفصيل الاردني من اصل فلسطيني بالمظاهرات و الاحتجاجا والتأييد مناصرة لذاك الحدث فبقوم بعض من افراد الفصيل الاخر بالاعتداء على هذه المظاهرات ومحاولة منعها بمساعدة امنية خفية مما يؤدي الى الاحتكاكات بين الطرفين وسرعان ما يتطور هذا الحدث الى نوع من العنف كان يسيطر عليه الامن ويفضه دون اية خسائر مادية او جسدية وتعود الامور الى طبيعتها.
 
2. الحزبية: وهذه مشكلة اكبر لانها تصتدم بالجانب الامني سابقا حيث ان هناك احزاب غير مقبول بها اصلا امنيا واردنيا وحتى يعرف القاريء اكثر فان هذه الاحزاب من يسارها الى يمينها كانت و لا زالت متواجدة على الساحة الجامعية دون التصريح لها اي انها تعمل بسرية ولكن عيون رجال الامن ترصدها وتحجمها من وقت الى اخر , والمراقب للعديد من الانتخابات يرى بوضوح مثل هذا التواجد في العديد من جامعاتنا الاردنية الحكومية والخاصة من خلال نتائجها حيث ان نصيب الاسد فيها يذهب للحركات الاسلامية والتي غير مرضي عنها رغم النفاق القائم بينها وبين الاجهزة الامنية,من هنا فان فان امتداد هذه الاحزاب الى الساحات الجامعية في تلك الحقبة والى الآن كان ولا زال سببا وراء النزعات الطائفية والفئوية وحتى الجهوية والتي ادت الى عدة اشكال من العنف الجامعي الحزبي والطائفي والفئوي.
 
3. العاطفية :هذه ربما تكون اهم سبب وراء العنف الجامعي وتشكل النسبة الاعلى من حالات العنف فمعظم المشاكل تبدأ عاطفية ثم تطور للتدخل بها كافة الاسباب الاخرى للعنف وترجع اسباب هذا النوع من العنف الى اننا مجتمع محافظ ومتدين ولنا عادات لا زالت مصتأصلة فينا مما يجعل اي نوع من العلاقة بين الفتاة والشاب غير مقبولة لدى اهل الفتاة أو عشيرتها او حتى لدى ابناء الحي او الحارة التي تسكن فيها ,هذا بالاضافة الى رفض اي نوع من التحرش الجنسي كما يطلقون عليه هذه الايام مما يسبب اشكال من الغيرة على شرف وعرض هذه الفتاة مما يتطور الامر الى عنف جامعي يبأ بالشرف ويتطور ليأخذ كل اشكال العنف الطائفي والفئوي والجهوي فتحصل مواجهة ما بين الطلبة تؤدي الى جروح ورضوض في اقصى الحالات ويتم تطويقها عادة من قبل عمادة شؤون الطلبة في الجامعة نفسها.
 
4. نظام القبول بالجامعات الاردنية : ان هذا النظام و ما به من مميزات تمنح سواء الى ابناء الجيش او الامن  واساتذة الجامعات والمعلمين والمخيمات بالاضافة الى تدخل الديوان الملكي على الخط واعطائه مقاعد يمينا وشمالا للكثير من الطلبة ذوي المعدلات المتدنية , وهنا امل ان يفهم القاصي والداني بانني لست ضد ان يكرم هؤلاء ولكن بالعدل و حتى يمكن بالمال ولكن ليس على حساب مقاعد الطلبة  الفقراء في قرى وبوادي الاردن هؤلاء الطلبة الذين ليس لديهم الا الله وانتظروا طويلا لان ينصفهم الزمن و لما انصفهم وحصلوا على معدلات عالية بالثانوية تتيح لهم الفرصة بالنهوض من هذا الفقر والنسيان المطقع بحصولهم على مقعد دراسي في احدى الجامعات الرسمية وبقسط يمكن تغطيته يجدون انفسهم قد سلبوا هذا الحق في الفبول وان قبلوا يقبلون في تخصصات لا مستقبل لها , انا مع دعم ابناء هؤلاء الفئات المكرمة ولكن على ان يحصلوا على مقاعد ضمن اسس وعدالة القبول الحقيقية لا ان يتم قبولهم على اسس اخرى و بمعدلات اقل من الاخرين باسم هذه المكارم , لا يعقل ان يتم قبول معدل في كلية الطب اقل مما قبل في المنافسة الحقيقية فقط لانه ابن استاذ جلمعي او ضابط جيش او امن او معلم , يمكن لهذا الطالب ان يرسل الى جامعة اخرى اردنية او غير اردنية  ويصرف عليه من خلال منحة او حتى هبة, لا يعقل ان يكون ضمن الموازي معدلات اعلى من معدلات المقبوليين في الدراسة النظامية في نفس التخصص مع انك تجد ان هذا الطالب الذي قبل بسبب هذه المكارم او حتى من قبل الديوان اغنى بكثير من ذاك الطالب الذي يدفع ثلاثة اضعاف قسط هذا الطالب لانه لا يستطيع المنافسة ضمن هذه المكارم المتعددة وهو يجد ويجتهد لان يريد التعلم من عرقة واجتهاده وتفوقه بينما الاخرين يسلبونه حتى هذا التفوق باخذ مقعده من خلال هذه المكارم المتعددة, ان هذا يا سادة مكشوف امام هؤلاء الطلبة بالجامعة لان طالب الموازي والنظامي بالنهاية سيدخلون نفس الجامعة ونفس الكلية والقسم والتخصص وبالتالي سيعرف كل منهما معدل الاخر , من هنا تبدأ الغيرة والحقد من قبل هؤلاء الطلبة لانهم يعتبرون زملائهم ليسوا احق منهم بهذا المقعد وانهم استولوا عليه من خلال الواسطة والمكرمة ..الخ . مما يهيء الارض الخصبة للعنف الجامعي وخاصة اذا كانا هذان الطالبين من نفس العشيرة او من عشيرتين محتلفتين بالمحافظة.او من منبتين مختلفين.
ثانيا: المرحلة الثانية بعد انطلاق الحراك الشعبي الاردني : لو امعنا النظر في كل من احداث جامعة البلقاء , جامعة الطفيلة واليرموك والحسين وجرش واربد الاهلية وجدارة والزيتونة واخرها وليس اخرها الاردنية وما نتج عنها من اصابات ودخول مستشفيات واستخدام الاسلحة في الكثير منها  نجد ان هناك تطورا ملفتا في كل هذه الاحداث الجامعية والذي يشكل سببا جديدة تتميز بها هذه المرحلة وهي:
1. ظهور العنف العشائري على الساحة الجامعية اي تدخل العشيرة في هذا العنف والذي كان مفقودا الى حد ما في السابق , هذا العنف تطور بشكل كبير بعد الانتخابات النيابية السابقة والتي ابرزت مجلس النواب الحالي والذي اعتقد انه هو شرارة الحراك الشعبي على الساحة الاردنية لان معظم الاردنيون يعتقدون ان التجاوزات الامنية السابقة وتتدخلها بالانتخابات ومساعدتها لبعض الاشخاص في العشيرة الواحدة ضد اشخاص في نفس العشيرة وتدخلها لصالح عشيرة ضد عشيرة في نفس المنطقة افرز الكثير من الاضغان والثارات و ادى الى تفتت العشيرة الواحدة والى انقسامات حادة ما بين العشائر مما ادى الى الاستقواء العشائري وهو استقواء افراد العشيرة الواحدة ضد الافراد الاخرين في نفس العشيرة , وضد افراد العشائرة الاخرى في المنطقة والوطن ,وضد الفئات الغير عشائرية الاخرى من منابت واصول مختلفة وتطور هذا الاستقواء لتصبح كل عشيرة تريد ان تحجز الوطن لنفسها على حساب كل الفئات الاخرى فتجدها تجيش بعض من شبابها باسم المولاة لتعتدي على الفئات الاخرى بالمظاهرات و الاحتجاجات بل ذهب البعض منها بنصب الخيم وتجييش افرادها وتحدي الامن والنظام وحتى التطاول على النظام باسم المحافظة على ابنائها وكأن ابنائها اصبحوا اغلى من الوطن ووجوده, كل هذا العنف بالطبع انعكس سلبا على الساحة الاردنية ليمتد بالتأكيد الى الساحات الجامعية .
اخيرا ان ما يحصل بجامعاتنا هو نتيجة اخطاء وقرارات لم تنصف كافة عناصر المجتمع الاردني فان لم يسود العدل والمساواة بين افراد المجتمع الاردني الواحد ويؤخذ بالمطالب الحقيقية الوطنية العادلة والمنصفة لهذا الحراك وحمايته من ركوب بعض المتصيدين بهذا البلد وتفويت الفرصة عليهم سيزداد هذا العنف اكثر واكثر. ان معظم افراد الشعب الاردني بات له مطلب واحد لا غير هو رحيل مجلس النواب لانه لا زال يشكل رمزا حقيقيا للفساد حيث كان اول مطلب ولا زال للحراك الشعبي. من هنا نتوجه الى صاحب الجلالة ابا الحسين حفظه الله ذو القلب الكبير والحكمة بعد ان اكرم الشعب الاردني وحراكه باحالة مدير المخابرات السابق الى التقاعد وحل الحكومة السابقة ان يكمل كرمه ويحل مجلس النواب الحالي وان يتم تأسيس لجنة انتخاب وقانون احزاب مؤقتين وانتخاب مجلس نواب حقيقي يتمثل به كافة الاردنيون بغض النظر عن المنبت والاصل والطائفة والدين عندها فققط يكون مجلسا ممثلا لكافة اطياف الشعب الاردني,وهذا هو المجلس الذي بالتأكيد يا مولاي تريده وتسعى اليه لانه يستطيع ان يعالج كافة انواع العنف ويتابع الفاسدين بغض النظر عن مراكزهم او عشائرهم او منابتهم , عندها تسود العدالة وتنتهي كل مسببات العنف, ان هناك يا سيدي من الاردنيون الشرفاء الاوفياء من يستطيعون نتفيذ وانجاز اوامرك اسرع وافضل من هذا المجلس,وكفانا تطبيلا وتزميرا على شاشات الفضائيات ليل نهار من هؤلاء النواب, ان التأزيم يا سيدي ومولاي من النواب وليس الحكومة فهذه الحكومة تحتاج  لوقت فامنحوها يا سيدي الوقت وستنجز رؤيتك لهذا الوطن وشعبه حمى الله الاردن وقيادته الهاشمية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد