مزمار الديمقراطية في بيت الإخوان

مزمار الديمقراطية  في بيت الإخوان

02-05-2012 01:48 PM

وضعت المعركة الانتخابية أوزارها  وهدأ  غبارها  وانجلت الصورة  جلية واضحة  كعين الشمس في  يوما نيسانيا  صافيا  ، ما حصل  مساء يوم الثلاثاء في المركز العام لجماعة الإخوان  يؤكد لنا جملة من الانجازات الهامة  التي تنفرد بها الجماعة  عن غيرها  من الأحزاب   والتجمعات  الفكرية ، مارست الحركة الإسلامية الديمقراطية بأبهى صورها وفرزت قيادتها الأولى  بأجواء  تكاد  تكون   مثالية تساوي  الديمقراطية الغربية  وجاء  مراقبها ممثل  شرعي  ومولود طبيعي  للمزاج الاخواني  في  هذه المرحلة من  عمر   الجماعة  .
 
ألقى المراقب  العام السابق الفلاحات كلمته في نهاية الانتخابات داعيا   الدكتور  سعيد إلى العمل على تشكيل  مكتب  تنفيذي منسجم  بالبرامج والرؤيا العامة  مما يؤشر بان الجماعة تتجه إلى اللعبة الديمقراطية بخطى سريعة    التيار الذي  خسر منصب المراقب العام يتجه للجلوس على مقاعد  المعارضة ومراقبة وضبط إيقاع عمل المكتب القادم  لتتمكن القوعد الاخوانية  في نهاية عمر الدورة الحالية من الحكم على  البرامج  والانجازات المتحققة ، حيث أن إخفاق  المكتب السابق  تنصل منه التيار القائد  بحجة عدم التوافق وعدم الانسجام في البرنامج وتقاسم الطرفان جمود المرحلة من عمر الحركة .
 
الحدث الأبرز  ذو الدلالة السلبية هو  التصويت بورقتان بيضاوان  في الجولة الأولى  وورقة بيضاء واحدة في الجولة الثانية  وقفز احد المقترعين من التصويت  للشيخ  الفلاحات  إلى الدكتور همام  والفاصل الزمني بين الجولتين لم يتجاوز الدقائق ، التصويت بالورقة البيضاء يدلل  بشكل واضح على غياب حس  الفرز والقدرة على الاختيار  لعضو الشورى المتلجلج بورقته البيضاء  وهو مؤشر   على  ضعف فرز القواعد أحيانا  ، أن  يُقدم    شخصا ما إلى قيادة الصف الثاني  وينجح دون أن  يكون صاحب نظرية وأهداف واضحة  وبرنامج محدد   ويذهب  إلى   انتخابات المراقب العام  دون أن يحدد وجهته ويحسم امره  له  بحق  أمرا  تندى له  جبين  الجماعة   ويظهر غياب  حس   المسؤولية  واللامبالاة  في اتخاذ القرار مما يجعلنا نتخوف من  هذه الفئة الموجودة داخل الشورى  وان كانت قليلة من التصويت في اتخاذ  قرارات مصيرية  ذات اثر على مستقبل البلد برمته  ، لم يكن الأمر  اقل قتامة من  قفز احد المقترعين من  تأييد الفلاحات إلى تأييد  سعيد في الجولتين  رغم أن الفاصل الزمني بين  الجولتين دقائق معدودة لا يمكن لأي من المرشحين أن  يقنع ذاك الشوري المتلجلج  ببرنامجه  وأهدافه ،  انقلاب  وارتجاف يجعلنا  اقل ثقة بهذه  النوعية من القيادة  المتأرجحة  .
 
على الطرف الأخر كان هناك نموذج متقدم لعضو شورى شاب  قدم برنامجه  مكتوبا  وأرسله   الكترونيا  لقواعد شعبته تجاوز   الأشخاص  وناقش الأفكار والبرامج  فانتزع  مقعدا شوريا  بأريحية   تامة وذهب إلى المركز العام  يحمل برنامجا وحدد وجهته  وضابط إيقاع بوصلته  لا نعلم أي  من المتنافسين   اختار لكن بلا شك انه ذهب وهو يعلم ما يريد   .
 
نجح الإخوان ونجحت الحركة في إعادة  هيكلة نفسها  على أساس  ديمقراطي  متين رغم وجود أقذاء الورقة البيضاء وتلجلج الأخر  شابت جلسة الاقتراع  لكن المشهد الديمقراطي العام يشي  بشيء  من  الاستبشار  ويؤشر على سير الحركة الإسلامية على  الطريق الديمقراطي بإيمان  فكري  بان تداول القيادة والتصارع  على البرامج هو  كلمة السر في تحقيق  الحركة أهدافها بما يحقق مصلحة الحركة والوطن  مجتمعين  .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد