الأحواز العربية .. القضية المنسية !

mainThumb

04-05-2012 07:06 PM

لعل الشاعر فخري البارودي قد أسقط سهوا الكثير من البلدان والأقاليم العربية المحتلة في كل أنحاء العالم ومنها الأحواز العربية من قصيدته الرائعة و الشهيرة بلاد العرب أوطاني والتي يقول في مطلعها :

بـلاد الــعرب أوطاني … من الشـام لبغدان

 ومن نــجد إلى يــمن … إلــى مصر فتطوان

هذا السهو حاله كحال كتب التاريخ في الوطن العربي أدى إلى نسيان جزء مهم من هذا الوطن من الذاكرة العربية مما جعل من تلك الكتب مبتورة اليدين , منتوفة الشعر , و مقطوعة اللسان , وجعل من العرب دمى يتلاعب بهم أعدائهم و يتقاسمونهم و يتقاذفونهم و يكسرونهم ليكون مصيرهم في النهاية تحت أقدام هؤلاء الأعداء وما أكثرهم .

والأحواز العربية أو ( عربستان ) للذين لا يعرفوها هي إقليم عربي يسكنه حوالي سبعة ملايين عربي حسب بعض التقديرات و يقع إلى الجنوب الشرقي من العراق إحتلته إيران في عام 1925 م بعد أن وضعت آخر حاكم للأهواز الشيخ خزعل الكعبي تحت الإقامة الجبرية بعد إستدراجه من قبل الإيرانيين لتغتاله بعد ذلك في عام 1936 و تسيطر على الأهواز , لتبدأ بعدها بالشروع في طمس كل المعالم العربية فيها و ( تفريسها ) من خلال جلب العائلات الإيرانية وإسكانهم فيها و منع التحدث باللغة العربية هناك فيكفي أن تتكلم العربية فيها لتسجن و ينكل بك أو حتى تعدم .

وتعد الأحواز العربية من أغنى المناطق بالثروات الطبيعية فقد ذكرت بعض التقارير أن 70% من صادرات إيران من النفط هي مستخرجة من هذا الإقليم في حين لا يتجاوز دخل الفرد هناك بضعة دولارات شهريا” مع تدني مستوى الصحة والتعليم للعرب هناك دون سواهم .

و مع ربيع العرب الأخضر كان علينا أن نقدم للأهواز بعض الياسمين العربي لتزهر كغيرها ورودا” من الحرية التي تستحقها بعد سنين الظلم و القهر التي عاشتها كغيرها من بلاد العرب في ظل أنظمة قمعية لا يختلف عنها النظام الإيراني قسوة بل و يزيد , فهم ليسوا معارضة أطماعهم بالسلطة بل أصحاب أرض وقضية .

على الدول العربية في هذه المرحلة أن تناصر القضية الأهوازية وتدعمها وذلك لعدالة هذه القضية في البداية ولأجل مصالحها إن كنّا هنا نتحدث عن لغة المصالح و التي يجب أن يفهمها العرب جيدا” ويتكلمونها, فإيقاف إيران عند حدّها في التدخل في الدول العربية و نشر سمومها فيه وحلمها بدولة فارسية تعيد أمجاد الماضي و تسيطر على المنطقة فيها لا يكون إلا من خلال العمل على خلخلة هذه الدولة من الداخل ونقل الكرة إلى ملعبها ودعم حركات التحرر فيها ومدواتها بما كانت هي الداء وأقرب الطرق لى ذلك هي الأهواز العربية التي لها تجربة في الثورة سابقا” في 2005 وقبلها في عام 1979 ولكن لم تجد الدعم الكافي لاستمراريتها ولكنها مازالت حية في قلوب أبنائها تنتظر العودة من جديد .

قد يكون الموضوع غريبا على الكثيرين وقد يكون البعض لم يسمع عن هذه القضية من قبل وقد يخرج البعض ليقول أن هناك بلدان عربية أولى بالدعم من فلسطين و سوريا والصومال و القائمة تطول , و لكن هذا لا يبرر بأي شكل من الأشكال تخلينا عن جزء هام و إستراتيجي من الوطن العربي يعاني أهله ما يعاني من الظلم و الاستبداد تحت الاحتلال الذي لا يختلف كثيرا” عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ,,, و تذكر :

إن كان الموضوع غريبا” .. ها قد زالت عنه الغرابة .
و إن كنت لم تسمع بالأهواز من قبل .. ها أنت قد سمعت .
و إن كنت تعتقد أن هناك بلدان أولى .. فلا تنسى أن الأحواز أيضا” عربية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد