الفنان الأردني عثمان الشمايلة

mainThumb

05-06-2012 03:11 PM

لم يكن الفنان ربيع شهاب الذي كرمة جلالة الملك بعيد الاستقلال آخر الفنانين الذين امتدت اليهم يد جلالته لتتكفل بعلاجهم، فها هي يد أبي الحسين حفظه الله تمتد الى فنان آخر هو الفنان المبدع عثمان الشمايلة لتتكفل بعلاجه أيضا. و الفنان عثمان _لمن يجهله_ هو ممثل أردني منذ الثمانيات و لا أنسى له دوره المميز بمسلسل هبوب الريح إلى جانب عمالقة الأردن الفنية الأساتذة جميل عواد و جوليت عواد و أشرف أباظه إضافة الى بطل المسلسل الفنان عادل عفانه. نعم هو الفنان المبدع لأن من يمثل دور الشاعر الأردني مصطفي وهبي التل (عرار ) عندما كان متصرفاً بالجنوب و أوى اليه المناضل الفلسطيني المطارد من قبل الانجليز عيد الصانع، و رفض تسلميه ل بيك باشا لأنه اعتبره ضيف سمو الأمير (جلالة الملك عبد الله الأول عليه رحمة الله)، هذا الدور رغم قصره وضعت الفنان عثمان بمصاف الفنانين الكبار بذلك الوقت. كثيرة هي الأدوار التي يمثلها الفنان و لكن هناك دور يجعل منه فناناً لا يُنسى. تذكرت الفنان عثمان عندما نقلت الأخبار نبأ مرضه، فجزعت و زال الجزع باليوم التالي عندما قرأتُ بالأخبار أن عناية الهاشمي جلالة الملك قد علمت به و وصلته. 
 
الفنان عثمان هو الآن بين يدي المولى ليكلأه بعنايته، و نسأل الله له الشفاء فالله هو الشافي، إلا ان وضع الفنان عثمان الشمايلة يجعلنا ننتبه إلى وضع الفنان الأردني بشكل عام. نسمع شكواهم على التلفزيون و نقرأ مشاركاتهم على صفحة الفيس بوك فنعجب أشد العجب؛ ألهذه الحالة وصل وضع الفنان الأردني؛ سمعت من الفنان جميل عواد (ابو صفوح) شكواه من أن صندوق النقابة لا يمكن له ان يغطي رواتب الفنانين اذا بدأ تقاعدهم رغم ضآلة رواتبهم، أيعقل ان يكون تقاعد فنان بحجم الأستاذ جميل 200 دينار مثلاً، وكيف سيعيش العيش الكريم. كذلك هناك شكوى من عدم قدرة الصندوق على تغطية علاج الفنان اذا ألم به مرض عضال.
 
ليس لي كامل اطلاع بوضع النقابة لأنني لست عضوا فيها و لكن هناك شكوى مريرة منها ما يعلن عنه و منها ما بقي بالصدر من هؤلاء الفنانين، فقبل عام حملوا نعش الفن الأردني باعتصام لهم. إن هذا الوضع يقتضي دراسة جادة من قبل الحكومة لوضع حل جذري لمشاكلهم المالية و الفنية، و الفنانون مستعدون للمساعدة و لديهم التصور الكافي لحل كل المشاكل دون إرهاق كاهل الدولة المالي و لكنهم يطلبون أن يستمع أحد لهم ليساعدوه. 
 
إن الفن الراقي بأنواعه علامة من علامات الرقي بالأمم ، و هو وسيلة نقل تراثها من جيل الى جيل و من أمة إلى أمة، وما تراث البتراء و جرش وغيرها إلا نتاج الفن و الفنانين ، ففيها الشعر و المسرح و انواع الفن الأخرى. و هنا نؤكد على أن فناننا الأردني ما كان الا نشمياً رافعاً لرأس بلده، تجول أعماله أنحاء الوطن العربي من شرقه إلى غربه إلى أن دخلت السياسة بالفن فتقوقع و عاد إلى حضن أمه الأردن بعد أن كان حاضناً للعديد من الفنانين العرب حتى الكبار منهم الذين جاؤوا الى الأردن وشاركونا أعمالنا الفنية. 
 
هذه مناسبة للدعاء للفنان عثمان الشمايله بطولة العمر و الشفاء، إلا انها ايضا مناسبة للتذكير بواقع الفنان الأردني عموماُ؛ و بالمناسبة أقصد الفنان و الجندي المجهول الذي يقف وراءه او إلى جانبه من مخرج و كاتب نص و مصور إلى آخر القائمة. كذلك اغتنمها فرصة للدعاء بالصحة لفنانينا الكبار (مع حفظ الألقاب) جميل عواد و زهير النوباني و عبير عيسى و سهير فهد و ريم سعادة و خليل مصطفى الذي عاد للظهور بعد غياب و لا ننسى حسين طبيشات و موسى حجازين و باقي الفنانين الكرام. 
أخيراُ نجدد الدعاء العلي القدير بأن يحفظ جلالة الملك ويمده بالصحة و العافية و القوة لتصل يده لكل محتاج في أرجاء الوطن العزيز. 
 
فناننا الكبير عثمان الشمايله : شافاك الله وعافاك و ردك لوطنك و محبيك سالما معافى ، و طهور ان شاء الله.
 
alkhatatbeh@hotmail.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد