المصالحة العربية إلى أين ؟

mainThumb

09-06-2012 02:48 PM

 

ضمن هذه الأزمات التي نعيشها ونتعايش معها كان العرب على موعد من أزمات تجعل منهم المفكك والمأزوم وغير المتصالح مع نفسه وفي داخله ما لا يمكن إصلاحه ما أمكن ، فنحن لا نعيش في كنف رسول الأمة محمد -صلّى الله عليه وسلّم ، ولا في ظل الدولة الفاضلة ، فنحن نعيش’ في زمن مختلف ، تشعّبت فيه الآراء والحلول ، واستعصت علينا العقول في المطلوب والمأمول --هل حالنا في الوطن العربي بأسوأ حال ؟ أم نحن مفككون من الدواخل قبل كل المفاهيم والأحداث ؟!

في ظل الأحداث التي نتأمل أن تنتهي بأقل الخسائر والدماء ، هل ما زالت شعوبنا توّاقة للحرية، والعيش بسلام ونحتفظ في القادم من الأيام بتحرير أرض المسلمين فلسطين من كل الشرور والاحتلال الذي يلتهمها من الداخل والخارج ، ولمزيد من التلاحم بين الأشقاء بعيداً عن كل المفاهيم التي اختلقها الرأسمال في بيع الأرض والمفاهيم التي تنادي بحق الإنسان في العيش بوطنه ، والحق في بقاءه آمناً كما نادى الدين القيّم(الإسلام) بذلك منذ’ أن خلق الله البشر وحتّى هذا الزمان الذي نحيا بداخله.

الآن وفي ظل المنعطفات التي تمرّ’ بها الشعوب العربية ، ما من شك أن السبيل الوحيد لتحريرنا من كل المخاطر التي تلتف حولنا ورقابنا وأبناءنا وأوطاننا هو الوحدة العربية ، والتي دعا الإرث الكيسنجري قديماً في محاربتها والسعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحقيقها ، والحرص كل الحرص على أمن العدو الصهيوني في المنطقة ، وكان لهم ما رسموه ؟! والسبب أننا لم نعد قادرين على استيعاب أفكار بعضنا البعض ، وأن لنا وطن محتل -ننظره من بعيد ، ومحتلٌ غاصب بغير حق نأمل النيل منه ، فما علينا سوى أن نجتمع على فكرة واحدة حقيقية - وهي أننا شعب واحد ، ولنا هوية جامعة مانعة من التدخلات الخارجية وعملائها وهي اللغة والأرض والشعب والدين وكل ما من شأنه إقامة العدالة بين الناس ، وحب الآخر ، لا أن نكون مأزومين متنافرين لا نحب ولا نكره ووجودنا خارج التغطية في فلك العالم الذي يفكّر بالسيطرة على كل شيء ويحكم’ مسيرةَ وحياةَ الشعوب.

في الأردن كما في الدول الأخرى المفككة -حجم كبيرٌ من الفاسدين ، لكننا نختلف بشيء فيه نوع من التميّز ونتأمل أن نكون بهذا الحجم وهو أننا غير متفقين مع من يراهن على احتلال الأوطان وبيعها من المارقين واللصوص ، ولسنا مع عهر الخليج في التآمر على استقرار أوطاننا ، ومد يد العون بالمال والسلاح لإقامة الفتن في سوريا ومصر والعراق ، ولمزيد من التنافر بين ما نريد وما لا نريد ، هل نحن في الأردن بحجم الوعي لإيقاف مسلسل الفساد الذي أجهز وبرعاية اللص على مقدرات الوطن والشعب بما لا يقل عن 100 مليار دولار ؟! وهل نحن قادرين على التعامل بحيثية حقيقية في الأردن أن كل مواطن يعيش على هذا التراب هو صاحب حق في الدفاع عن مقدرات الوطن وسلامته من عبث اللصوص ، وأمراضهم التي دمّرت كياننا ، وأصبحنا بأسوأ الحال في المؤسسات ، والمجتمع ، وقيام شرعيّة للفساد تسعى جاهدة وبرعاية رسميّة عفنة لشراء الولاءات ، وتفكيك وتقسيم المقسّم من أبناءنا في الأردن دون استثناء ، والهدف من ذلك ضياع المواطن في مسألة وجوده ، وخصخصة الأردن وفلسطين شعباً وأرضاً وقضية دون رادع لهذه المؤسسة النرجسية والنتنة في التعاطي مع مصالح شعوبها وأرضها ، ولمزيد من الاحتقانات بين مفاصل الجسد الواحد للمكون العربي ، وليحيا اللص بعد ذلك بمسلسل الخيانة والبيع على مستوى المنطقة والعالم؟

في الأردن رهان على المواطن بغض النظر عن أصله المفتعل من نظام اللصوص ، فهل يعي المواطن مؤامرة القادم من المنظرين في اليسار والإسلام السياسي والمتمترسين على فكرة الأمين والخائن وكلاهما الخائن بنظري ونظر كل الأحرار ، أن  مزيداً من التفكك بين الشعب الموجود على أرض الحشد والرباط (الأردن) هو إنجاح لبقاء عفن الأنظمة وبكل أمراضها لسطوة الديكتاتور ، وهوى النفس ، ولعودة القهر والجوع والمرض لكافة المكون الذي يعيش على هذه الأرض ، فالمطلوب منّا جميعاً أن نتوحّد في هذا الوطن من الداخل والخارج لإضعاف وإسقاط مؤسسة الفساد في الأردن وكل الدول الراعية لمسلسل الخيانة والبيع والعمالة والتلذذ بمرض وجوع وقتل العرب داخل وخارج أوطانهم --هل نعي ذلك ؟! أم نحن مفككون ، ولا نرغب بالمصالحة الحقيقية مع الله والنفس ؛ لتحرّر أوطاننا من الاحتلال الرأسمال العربي والصهيوأمريكي القادم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد