وصل الصيف - فهل انقضى الربيع العربي؟

mainThumb

21-06-2012 12:17 PM

 اليوم هو الموعد الجغرافي لانتهاء فصل الربيع والدخول في فصل الصيف ، وبالصدفة هذا العام فقد كان الحر لافحا مزعجا مؤثرا على الكثير من حاجاتنا الاساسية كالماء الذي نضب بعضه ، والكهرباء التي ارتفعت فواتيرها ، والخضار المتضررة في المزارع ، هذا بالاضافة للاغذية التي سرعان ما تصبح غير صالحة للاكل فاما هي للحاويات المكدسة اصلا واما هي لتسميم بعض الاكلين في بيوتهم وحتى في المطاعم المتعددة النجوم.

 
 وبهذه المناسبة فقد لاحت في الافق مظاهر كابوسية تلوح بانتهاء الربيع العربي ايضا وخصوصا في منابعه ومنابته ، فالذي يحدث في تونس من منع للتجوال وبلطجة في الشارع وحوارات ساخنة حول مقاطع محددة في كتاب الدين يوحي بذلك ، وفي مصر ام الدنيا يبدو من الاخبار المتلاحقة الاتية منها ان لديها توجه للتنكر للدنيا ، واما الذي يجري في سوريا فهو فصل خامس لا يمت للربيع ولا حتى للخريف باية صلة واضحة حتى الان على الاقل ، واما في ليبيا واليمن فنحن بانتظار ما ستسفر عنه المواجهات بين الليبيين والليبيين وبين اليمنيين واليمنيين لنتعرف على حقيقة ما يجري ونتخذ بعد ذلك موقفا. واما ما يجري عندنا في الاردن فلا زال المواطن مبهور بما يحدث حوله ، ارتفاع اسعار المحروقات صاحبها ارتفاع عدد السيارات التي تتحرك بعصبية في البلد وخصوصا العاصمة ، وهذا عكس المتوقع ، وارتفاع وتيرة المطالب الاصلاحية يرافقها تغيير اربع حكومات في السنه بحيث لا يمكن ان تتمكن اي منهن بمجرد التفكير في الاصلاح ، وبرلمان يتناقش بحدة في كل المواضيع الا مواضيع التشريع للتنمية ، وافراح وليالي ملاح في العديد من الشوادر والشوارع تنم عن عدم تأثر اقتصادي سلبي ، وطوابير استئجار السيارات السياحية من الاهل والاصدقاء الوافدين طوعا وكرها لقضاء الاجازة الصيفية بين ظهرانينا ، مما يؤكد بان لا ربيع ولا غيرة في الطريق صوبنا. وبمطالعة الصحف اليومية خصوصا الصفحات الاولى ذات الاهمية الاولى في كل صحف الدنيا تقرأ ثلاث او اربع عناوين لا بد انك تعرفها من الليلة الماضية من خلال متابعاتك للقنوات المختلفة ، ويكون ذلك في النصف الاعلى للصفحة ملازما لاسم الصحيفة وعنوان سكناها واما النصف الاخر من الصفحة المهمة الاولى فهو في الغالب دعاية متكررة لبرنامج سياحي فاخر مقصود به نسبة مئوية بسيطة من المواطنين الذين يملكون الامكانيات المالية والوقتية والنفسية لمثل هذا النشاط ، او اعلان عن تخفيضات عالية على اسعار الملابس وتوابعها في الوقت الذي لا يطيق المواطن ملابسة التي على جسده من حر الايام ، وبالتالي فانك تشعر بالرغبة في عدم متابعة بقية الصفحات على اساس ان المكتوب يعرف من عنوانه . 
 
لماذا اذا هذه الحالة المحزنة التي نعيشها هنا وهناك ، في كل ارجاء وطننا العربي الغالي على قلوبنا ، ولماذا لا يتغير الحال للاحسن بالرغم من كل الذي يحدث وكل الذي حدث ؟ للاجابة على هذه التساؤلات ومثيلاتها فلا بد اولا من الاجابة على الاسئلة التالية بهدوء وصفاء ذهن ورغبة في الاجابة: • ماذا نريد؟ • ما الذي نحن فيه مقابل ما يجب ان يكون ؟ • لماذا هذا الوضع الذي نحن فيه ؟ • ما المطلوب استحضارة من موارد لتحقيق ما نريد؟ • كيف نستحضر الموارد اللازمة ومن اين وباي ثمن؟ • ما هو الاسلوب الامثل لاستخدام الموارد في تحقيق ما نريد؟ • من يقوم بماذا ومتى وكيف ومن يراقب ويصحح خلال ذلك؟ • من يقود المسيرة على كل المستويات الى ان نحقق ما نحن بصدده ويرعى ويحافظ على انجازاتنا ؟ • كيف نقيم الانجازات مرحليا وفي اخر الشوط ؟ • من يضمن لنا كل ما سبق دون انقلاب من احد او ظرف يعيدنا لنقطة البداية دائما؟ اسئلة ليتنا نتفق على انها محور القضية والاجابة عليها متطلب اجباري للنجاح ، بل للبدء في التصور باننا قد نقبل على ربيع حقيقي يصل الينا ربيعا حقيقيا ويعيش بين ظهرانينا ربيعا مزهرا يانعا ما حيينا وليس كالربيع الحار اللافح الذي كنا فيه الى ان دخل علينا الصيف.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد