لقاء في حماه

mainThumb

06-11-2012 10:31 AM

 كنت أقرأ عن السينما المصرية أكثر مما أشاهدها. ففي بيروت، كانت الأفلام الغربية طاغية في كل الدور تقريبا، ولا تعرض إحداها فيلما مصريا إلا للإنتاج الضخم والأسماء الكبرى. لذلك، عرفت لبنى عبد العزيز على الورق لا على «الشاشة الفضية» كما كانت تسمى في أيامنا. وكانت لها دائما صورة واحدة وقد أسبلت أجفانها فوق عينين خضراوين واسعتين.

 
آخر ما سمعت عنها كان منذ زمن بعيد، وهو أنها تركت السينما وتركت مصر من أجل زوجها الذي رافقته إلى ألمانيا، ولاحقا أميركا حيث درس الطب. لم أكن أتوقع أن أجد لبنى عبد العزيز، حيث وجدتها هذا الأسبوع، على الورق أيضا وفي أسبوعية «الأهرام ويكلي». لكن، ليس في مقابلة صحافية كما يمكن أن يتوقع أحدنا، وإنما كاتبة وصاحبة زاوية، عن السينما طبعا.
 
تستذكر لبنى أول فيلم عن جيمس بوند - الممثل الاسكوتلندي شون كونري، وتعود بالرومانسية التي لا علاج لها عند المتقدمين في السن، إلى أيام تستعاد ولا تعود. وتقدم لنا شيئا من سيرة كونري وكأننا نسيناه، بعدما تداول شخصية جيمس بوند، ممثلون من الشبان.
 
من الصدف المهنية التي لا تنسى، أنني التقيت المستر كونري لفترة غير قصيرة، وتحدثت معه عما أعرف عن سيرته، فما كان منه، وقد طرب للنكات التي حفظتها عنه، إلا أن نادى على زوجته الفرنسية لكي تسمع الحديث. وإذا كان هو الرجل الأكثر وسامة في العالم، كما وصفته لبنى وغيرها، فإن زوجته (ومديرة أعماله) كانت تفصلها مسافات عن مقاييس الجمال.
 
أين التقيت المستر كونري؟ أواخر التسعينات في مدينة حماه. مثل البطل السينمائي وصحبه، كنت أنا أيضا في جولة سياحية على معالم سوريا التاريخية المبهرة.
 
كان الرجل بالغ التواضع، سريع المودة. وكان يركب الباص في جولته مثل أي سائح عادي، كما كان لا يزال محافظا على لياقة الحركة وأناقة المظهر، ولكن ببساطة شديدة. كانت مفاجأة غير متوقعة أن أقابل جيمس بوند في حماه، وهذه مفاجأة أخرى: أن أكتشف أن لبنى عبد العزيز انضمت إلى هذه المهنة. نورتي يا ست، ورد الله غربة حماه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد