نحن شعب عربي .. ام مليشيات مسلحة ؟

mainThumb

07-12-2012 10:13 PM

 منذ ان افقت على الدنيا لم يمض يوم لم اسمع فيه عن اراقة دم في هذه الدولة او تلك من الدول العربية والاسلامية وكنت اسال عن سبب اراقة هذه الدماء مادام ان ديننا الذي شرعه الله لنا حرم علينا مثل هذه الممارسات المشينة وغالبا ماكنت احصل على اجابات من الوسط الذي اعيش فيه لكن في اغلب الاحيان وان كنت اتقبل هذه الاجابات على مضض لكنني لم اكن اقتنع بها وما ان خطوت قدما في معترك الحياة حتى بت اصل لحزمة من المفاهيم التي كانت تخفى عني وتكون لدي مفهوم ان القتل ممكن ان يتم في كثير من الاحيان بطرق عشوائية لاتفضي لاي سبب مقنع لكن في شتى الاحوال فان هذا الفن المنحط كان حكرا علينا نحن العرب ومنا تعلمت بقية الامم هذا الفن وتعلمت ايضا اساليبنا الرخيصة التي تجعل الفرد منا يقتل الاخر بدم بارد دون ان يرف له جفن او تهتز مشاعره.

 
تقودني هذه المقدمة الى حالة التفكك التي اصابت نسيج الجسم العربي التي اطلق عليها الفضوليون اسم الربيع العربي وكما لاحضنا فان جذوة اي ثورة او شرارتها كان لها محور او محرك وهذا المحور هو من جنس البشر وليس من الجن ومن العرب ايضا وليس من اوروبا او اميركا وكلنا نعرف بداية الثورة التونسية وما افضت اليه من انجازات والثورة المصرية التي ابهرت الدنيا وسحرت العالم وما افضت اليه من انجازات.
 
هاتان الثورتان كان لهما وقع خاص في النفوس لذا فان الحديث سيكون في اغلبه عنهما وكلنا نعرف ان تونس كانت قبل حادثة البوعزيزي عرضة للمظاهرات المكبوتة وكان شبابها عرضة للاعتقال والمداهمة من قبل ارباب النظام الذين لايرعووا ولا يتورعوا ولا يفرقوا في الاعتقال بين شاب وعجوز وكل ذلك فيه امتهان لكرامة الانسان ولكم ان تتخيلوا كم من المعتقلين في سجون زين العابدين ماتوا على ايدي جلاديهم وكم منهم قد خرج بعاهة ملازمة له مدى الحياة وفي النهاية انتصرت ارادت الشعب وفرحنا لهذه الارادة التي تحدت المستحيل.
 
نفس المشهد تكرر بمصر لكن بادارة اخرى باعتبار ان الاخوة في مصر قد ذاقوا الويل والوبال على ايدي جلاديهم وباعتبار ان راس النظام كان عميلا امريكيا بامتياز وكل من لف في لفيفه كانت تنطبق عليهم نفس السمة وشاهدنا الاسلوب القاسي الذي انتهجه مع ابناء شعبه من الثوار لكن اصرارهم زج به الى غياهب السجن كما يزج بالجمل الصحراوي خارج اسوار المدينة وكانت فرحتنا للشعب المصري اعظم من فرحتنا للثورة التونسية لالسبب سوى ان الظلم الذي وقع على المصريين اكبر.
 
لكن ما يجري الان على ارض مصر وارض تونس لايبشر بالخير وخاصة في مصر فبعد ان اجريت الانتخابات وفاز بها من فاز وقلنا ان الاحوال قد استقرت وان على الشعب المصري ان يتفرغ لبناء مؤسساته التي افسدها النظام السابق نجد ان الشعب المصري يمشي على غير هدى وانه  اما بالجاحد لنعمة الله او بالحسود الذي لاتمتلئ عينه الامن تراب الار ض او انه شعب جاهل لايعي مصلحته او مغفل لايعرف الحاكم من اللاكم ولا يميز بين الغث والسمين فهو صنع ثورة للقضاء على الذل والعبودية لكنه بتصرفاته التي نلمحها الان يعيد نفسه الى الاذل مرة اخرى فامتلات الميادين والساحات والشوارع بالمتضاهرين الذين انقسموا شيعا واحزابا  واصبح اللص والحرامي والمثقف والمشرد والحزبي والسجين واصحاب السوابق والقتلة ينادون باسقاط النظام مرة اخرى وليتهم يعرفوا ان هذا السقوط  والابتذال هو سقوط لهم ولمصر ام العرب والدنيا باسرها لابل ليتهم يعرفون ان مصر تستحق منهم الكثير وانهم بهذا التصرف المخزي قد تنكروا لها.
 
ان مصر تعاني الان من ظاهرة غير صحية تتمثل بشخصيات من الحرس القديم الذين لديهم ارتباطات وعلاقات مع اميركا واسرائيل واحدى هذه الشخصيات اجتمعت مع ليفني قبيل اجتياح غزة هذه الشخصيات هي التي تعمل الان على تجييش الشارع المصري وتحشيده وهي التي تسعى لاعادة مصر الى المربع الاول ولو كان ذلك على جثث ابناء مصر انفسهم وهي التي تسعى الى تحشيد القنوات الفضائية المغرضة من اجل تحطيم الارادة المصرية والمواطن المصري الذي بالفعل اصبح مهزلة او مسرحية وتسلية لالاف البشر.
 
انا شخصيا لاارى اي بارقة امل الابتوحد الشعب المصري والقبول بالموجود حتى يتم ترتيب البيت المصري الذي لن ترتفع له اعمده او تقوم له قائمة حتى يتخلص من التبعية لاميركا واسرائيل ويتخلص من فلول النظام السابق ويصم اذانه عتن الاشاعات التي اصبحت الان تصم الاذان وتحير الالباب
 
ايضا الحالة التونسية تتشابه مع مصر في كثير من الامور لكن الحالة اليمنية والحالة الليبية والحالة السورية فكل واحدة لها حيثياتها لانني لااقدر ان اسميها ثورات بقدر ماهي حالات من الانفلات الامني اخذت اشكال الثورات.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد