الجامعة الأردنية تزهو بنيشانها الخمسين

mainThumb

15-12-2012 08:45 PM

 بدأت نجمة صغيرة بين أشجار السرو، وكبرت على سواعد أبنائك وبناتك حتى وصلت إلى ما أنت عليه اليوم درة متلألئة في سماء الأردن، وقد سندته بمواكب الخريجين الذين رفدوا مؤسساته بخيرة الكفاءات، وقامت على أكتافهم شقيقات لك على امتداد ساحات الوطن.

 

ففي كلية آدابك نشتم عبق الأمة، وتاريخها، وكل علومها الإنسانية الأخرى...
 
وفي كلياتك العلمية والهندسية والطبية علماء أجلاء بنوا وعمروا الأرض في كل مكان، وحملوا على عاتقهم علاج من يطلبه، ويعينون كل محتاج، ويضمدون الجروح تلو الجروح...
 
وفي كلياتك الأخرى، ومراكزك، وكل دوائرك وشُعبك .... جهد أردني نفتخر به، ونزهو بعطائه جيلا بعد جيل...
 
كنت واحدة من هدايا الحسين الباني للأردنيين، فها هي خيله ما زالت تصهل على مشارفك ترقب ديمومة نجاحك حينا، وتتبختر حينا آخر مفاخرة بالفارس الباني الذي نشتم عطره الفواح في كل جوانبك، ومع كل خطواتك الواثقة.
 
إننا نستحضر اليوم عطرك المبلل بالندى أيتها البهية في كل ركن من أركان صباحاتك، فيكاد عبقه يتفلّت ليلامس تلافيف الذاكرة حيث تنبعث الذكريات قوارير عطر للحب، والكتاب والقلم، ولكل محبي الأردن، فمن أحب الأردن أحببناه، ومن بنى فيه لبنة لن ننساه...
 
 أيتها العنقاء، إن عنقك الأبيض الجميل ما زال يطوقنا جميعا...وها هم المخلصون من أبنائك ما زالوا شموعا تحترق طيلة العام ليولد جيل جديد من أبنائك، فيبقى موسم حصادك دائما فينا عاما بعد عام.
 
إنك أيتها الجميلة أغنية أردنية يتجدد لحنك فينا مذ كنا شبابا صغارا نلهث للوصول إلى مدرجاتك من إربد والكرك وعجلون... لا يثنينا حرّ الشمس، ولا برد الشتاء، ولا وعثاء السفر...
 
  كنت تنسينا كل صعب لما نتطلع إلى جبهتك العالية، فنصمد بصمودك، ونقوى بقوتك، ونلوذ بسحرك الذي كان يهبنا القوة، فنولد من  جديد يوما بعد يوم..
 
يا ربة الزرع، يا مَن زرعت فأخلصت، وسقيت، فأرويت، فحصدت علياء وشموخا، وإنجازا تلو إنجاز...
 
يا قنديلنا المتوهج أبدا، يا مَن أضاء بيوت الأردنيين في قراهم ومدنهم وباديتهم، فلونت الوطن بلون أزهارك الجميلة، فكان التعدد فيك قوس قزح يطالعنا في كل موسم من مواسم فيض عطائك على امتداد الوطن العربي وخارجه، ونثرت حبك في كل أرجاء الأردن، فأنبت رجالا ونساء يفخر بهم الوطن ويفخرون به، من جنوبه إلى شماله، ومن شرقه إلى غربه...
 
يا عباءة الفرح الأخضر في كل موسم من مواسم حصادك، وفي كل عيد من أعيادك، لقد كنت تطوين السنة بعد الأخرى من سني العز الأردنية، التي نلتئم  جميعا في ظلالها الدافئة.
 
لقد اخضرّ روض البوح  فيك، ونداك الفياض فاح عبيره، فامتد الفرح بعيدك الخمسين، فأنت فيه أجمل، وأنت فيه أغلى، وأنت اليوم أحلى...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد