العنف اللفظي والجسدي في البرامج الحوارية

mainThumb

17-12-2012 08:37 PM

 تعتبر البرامج الحوارية من اهم وانجح البرامج الاذاعية والتلفزيونية في عصرنا الحاضر اذا ما اجيد ادارتها واعدادها وتقديمها ... وقد ادركت معظم الاذاعات وقنوات التلفزة العربية ذلك وبدأت بتقديم مثل هذه البرامج وبكثرة على شاشاتها الفضية ...ويقوم معظم هذه البرامج الحوارية على الجمع بين وجهتي نظر مختلفتين او متناقضتين في الحلقة الواحدة  بهدف الاثارة وجذب المشاهد ولفت انتباهه. وشاهدنا في الفترة الاخيرة ان بعض هذه البرامج الحوارية سرعان ما تتحول الى منبر للصراخ وتبادل الشتائم وتدني مستوى الحوار فيها لدرجة استعمال كلمات نابية ،وقد يصل ذلك الى الضرب بالأيدي بين الضيوف  او اشهار السلاح الناري كما حصل قبل ايام على احدى قنوات التلفزة الاردنية وعلى الهواء مباشرة .

 

  طبعا هذا السلوك غير المتزن وغير الحضاري يفسد الهدف من البرنامج ويسيء الى  القناة والى الضيوف والى المشاهد .
 
        اعتقد ان نجاح هذا النوع من البرامج الحوارية يحتاج اولا الى اختيار جيد ومدروس لضيوف البرنامج ...وايضا الى مقدم محترف في ادارة مثل هذه البرامج المهمة ...وكذلك تحضير جيد لمحاور البرنامج ...فعلينا ان نختار الضيوف من ذوي الخبرة والحنكة السياسية والقادرين عن ايصال رسالتهم الى المستمع او المشاهد  والتعبير عن ارائهم السياسية بكل ثقة وهدوء ...ودون صراخ وتغول على الاخر...وهنا تلعب ثقافة وقوة شخصية مديرة او مدير الحوار ومهنيته ولطفه وسلوكه داخل الاستوديو دورا هاما في عملية ادارة الندوة الحوارية بكل هدوء ومهنية عالية دون الانتقاص من الاثارة وجذب المستمع او المشاهد ولفت انتباهه.ولحياد وموضوعية مقدم مثل هذه البرامج اكبر الاثر في أنجاحها. فعليه ان يكون على مسافة واحدة من ضيوفه وعدم تحيزه الى ضيف دون اخر. وعليه ايضا  ان لايحاول تشجيع ضيف على اخر ...وان يعطي لضيوفه وقتا كاملا للتعبير عن أرائهم وافكارهم بالتساوي وأن لايقاطع احدهما في الوقت الذي يمنح فيه الاخر وقتا طويلا ...مما يثير مشاعر الغضب والعصبية في نفسية الضيف المقاطع والذي لايمنح الوقت الكافي للتعبير عن رأيه ...وقد تصل مشاعر الغضب هذه الى مشاعر عدوانية نحو الضيف الاخر ورغبة في افشال البرنامج.
 
       وفي هذا السياق اود ان اشير هنا الى ان الصراخ والصوت العالي وشتم الاخر لاتدل على شخصية متزنة او شخصية تملك الثقة بالنفس او المقدرة على التعبير الحضاري ...بل يخسر المتحدث مصداقيته ولن يستطيع بالصراخ اقناع احد بوجهة نظره ...بل ينظر اليه بأنه شخصية  عصبية مهزوزة فاشلة...وهنا انصح المشاركين كضيوف في مثل هذه البرامج الالتزام بالهدوء التام والاصغاء وتسجيل ملاحظات على ما يقوله الخصم السياسي المقابل ...وبالتالي عليه وبكل لطف وهدوء واحترام للرأي الاخر تفنيد ما قاله زميله وبالتالي ابداء رأيه الشخصي وحججه ...اما الصياح والصراخ والعنف اللفظي والجسدي فهي ظواهر تدل فقط على الجهل والتخلف والعجز عن التعبير...فلنهتم كثيرا بسلوكنا الحضاري واخلاقنا الطيبة دائما وابدا وخاصة امام الكاميرا والميكرفون ....صباح الخير


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد