باب الشمس

mainThumb

16-01-2013 11:38 PM

 لغة المقاومة ستبقى متوارثة من نكبة إلى نكسة ، رغم إسقاطهم لكل القيم المجتمعية المتوارثة والتي أغلقوا عليها الكتب ومنعوها عن العقول القادمة ، ستبقى المقاومة متوارثة فيبتكر كل جيل طريقه نضالية جديدة لتقرير المصير وكشف عورات الأنظمة العربية وصمتها لأجل بقائها.

 
باب الشمس كانت باباً جديداً في التعبير عن حق الوجود أمام انبطاح السياسيين للاحتلال والاستيطان ، فهناك كانت الشمس باباً للحرية وهناك قالوا ما لم تستطع أوسلو أن تنطق به ، وهناك ينسجون ربيعاً آخر غير ربيع كل العرب ، بدأت تتشكل إرادته في مقاومة الاحتلال ومنعه من التمدد في بقايا الأرض ، فصنعوا تحدياً لآلة الكيان الصهيوني الإعلامية أمام العالم الذي يقف مكتوف الأيدي واللسان.
 
باب الشمس ، أعلنها الكيان الصهيوني منطقة عسكرية ، ليس لخوفٍ من خيام ، ولكن هو الخوف من الصراع الحقيقي، فانقضّوا في ليل كليل العروبة وهم يعلمون أنه فجر جديد في المقاومة ، وكما هو سلوك كل احتلال عبر التاريخ ، فإن الكيان الصهيوني يحاول اغتيال الفعل المقاوم وهو في مهده حتى لا يتحول إلى أمر واقع لمرحلة جديدة بعيدة عن عقلية السلام ومفاوضاتها ومقرراتها الأوسلوية ، ولإبقاء السيطرة على شكل الصراع القائم بين دولة وبضع أشخاص صُنِفوا ساسة ، وإبعاد كل فعل مقاوم يحمل الصبغة الشعبية الحقيقية ، التي يعلمون بعدم قدرتهم في السيطرة على مخرجاتها أو أفعالها وانتشارها ، وإبقاء التضليل الإعلامي الذي يُظهر الاستيطان فعلاً اعتيادياً كجزء من وجودهم.
 
باب الشمس ، خيام لمواجهة المحتل لا لتحتمي منه هرباً ، خيام لأجل الالتصاق بالأرض في ظل غياب غير مبرر لقطبي القضية من أوسلو إلى القسام ومن عباس إلى هنيه ، فأين المليونيات التي احتشدت تأييداً لهم في الساحات قبل أسابيع وكأن القضية أصبحت أشخاص وليس أرض وشعب ، باب الشمس يعيد لوجه العروبة المُلطخ بكفوف الذّل والانحطاط والاستسلام بعض ماء الوجه ، هذا الباب جعل من الخيمة رمزاً للصمود ، ففي وحشة ليل الهزيمة والتشرد والغُربة أضاءت نضالاً يُمسك بالأرض ، باب الشمس ، أثرها كبير وفعل مقاوم جديد تكمن عظمته بأن الاحتلال قاومها في مهدها ، وتكرارها أصبح واجباً على من يؤمن بالمقاومة والنضال ، بإقامة بوابات شمس جديدة وفي أماكن مختلفة ، لترسيخها في أذهان فكر المقاومة وفكر تقرير المصير ، باب الشمس فكر وأسلوب نضالي سلمي فعّال يساعد على حشد الوعي الجمعي في بث روح المقاومة من جديد.
 
الشعوب العربية ، كلها ، تحتاج في أوطانها إلى باب الشمس الذي أغلقته الأنظمة في وجه شعوبها عقوداً من الاستبداد والظلم والقهر والحرمان ، باباً تدخل منه الحرية والكرامة التي استبيحت ولا تزال.
 
فلسطين امتحان وحتى اللحظة لم نتقدم لهذا الامتحان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد