الحبر الملوث

mainThumb

28-01-2013 03:00 PM

 قبل تاريخ 23/1/2012 وهو موعد الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب السابع عشر كان لدي بصيص من امل ان خيوط المتنفذين والفاسدين شلت وانهم لن يعودوا الى مسرح الاحداث مطلقا واننا هذه المرة امام انتخابات نيابية نزيهة بكل المعايير لكن من يخوض التجربة عن كثب يعرف جيدا الشوائب التي شابت العملية الانتخابية هذه المرة والمجرب وحده يعرف ان ادارة وزارة الداخلية للانتخابات النيابية كانت الافضل من هذه التجربة التي كشفت بوضوح عن عجز الهيئة المستقلة للانتخابات عن ادارة نفسها ومن عجز عن ادارة نفسه اعتقد انه يعجز عن ادارة شؤون الاخرين وهذا واضح الان حتى بعد انتهاء العملية الانتخابية وخير مثال على ذلك قصة عبلة ابو علبة وقشوع والصندوق137 الخاص بوليد جريساتوقصص اخرى فمثل هذه القصص لم ترد على مدى تاريخ الانتخابات النيابية التي جرت في الاردن كما انه لم يجر على مدى تاريخ هذه الانتخابات ان وجدت اوراق انتخابية لصالح هذه الجهة او تلك مبعثرة في الشارع العام.

نادى وطالب ابناء الاسرة الاردنية بانتخابات عادلة ونزيهة كما طالب وشدد سيد البلاد على ذلك بيد ان الشكاوى ترد من جهات عده لها تجربة في هذا المضمار وكلها تؤشر الى الاحوال المدنية والى الهيئة المستقلة للانتخابات فهناك اشخاص معهم بطاقات انتخابية ولهم اسماء على اجهزة الكمبيوتر لكن الكشوفات الصادرة من الاحوال خلت من هذه الاسماء واذا كان الجواب ان هولاء الاشخاص لم يقوموا بتثبيت الاسماء في الدائرة التي اختاروها بعد الطعن فان هذا الامر من مسؤولية الاحوال المدنية وبشتى الاحوال مادام الناخب لديه بطاقة واسمه على الكمبيوتر من المفترض ان ينتخب.
 
فرحنا للون الحبر واعتبرناه دلالة على النزاهة لكن في حقيقة الامر لم يكن هذا الحبر ساميا بالمعنى الذي تخيلناه نحن المواطنين بقدر ماهو سام ولم يكن يغني عن التلاعب بارادتنا واعتقد انه لايوجد احد في الكون باسره يفرض علينا قناعة غير قناعتنا وارادة غير ارادتنا التي علمتنا اياها قيادتنا الحكيمة ولا احد بمقدوره ان ينزع منا ارادتنا اطلاقا ومادامت الشواهد واضحة على عملية الشوائب التي افضت للتزويرفاننا لن نغير مفهومنا عن هذه الجولة من جولات الانتخابات البرلمانية في المملكة وهاردلك للهيئة.
 
مجلس النواب السابع عشر ولد ميتا وقضية تكفينه ودفنه لن تاخذ وقتا طويلا فمثل هذه الامور مقدرة لاداء المجلس ولرؤية سيد البلاد اطال الله في عمره فهو الوحيد القادر على اخراجنا من كل الازمات التي تخلقها المجالس النيابية المتعاونة مع الحكومات الواهنة.
 
اليوم ادركنا ان هذا الحبر كان ساما لاساميا لانه زور ارادتنا كأمة لها تاريخ عريق ولها ارادة وليس مجرد ارشيف كما يظن البعض ولن نندم كثيرا اذا اعتبرنا ان هذا المجلس هو نسخة معدلة من مجلس النواب السادس عشر وعليه فاننا لن نعول كثيرا على انجازاته لانها ستكون هزيله وواهنة وهن المال السياسي الذي تعملق في هذه الدورة رغم الحرص الشديد على استبعاده عن مسرح الاحداث.
 
نحن سنبقى بخير طالما قيادتنا بخير ولن نعول بالمطلق على هذا المجلس فقط سنلتف حول سيدنا فهو صاحب الولاية وصاحب الامر والنهي اما المجالس النيابية لدينا فقد اصبحت في السنوات الاخيرة اشبه بالجمل المريض الذي يعطل المسيرة ويعدي القطيع.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد