خطية الأعمى برقبة المفتح

mainThumb

30-01-2013 03:19 PM

من الأمثال الشعبية التي تمتلئ بالعقل والحكمة المثل القائل "خطية الأعمى برقبة المفتح" وهذا المثل يستشهد به عندما يتمادى الجاهل في غيه, وفساده وتهوره فيقال لاستثارة أصحاب الهمم العالية للوقوف في وجه الخطأ والطغيان .
 
وعندما يتخلى العقلاء والحكماء عن واجبهم في إرشاد الناس يتغول الأشرار في المجتمع ويعيثون في الأرض الفساد , فيتحول المجتمع بأسره إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف , والغني الفقير, ويغرق المجتمع في براثن الجريمة والفقر والجوع .
 
وفي المقابل فان قيام الأخيار بواجبهم تجاه المجتمع وتقديمهم الحكمة والنصح والإرشاد له يحصن المجتمع من السقوط في الرذيلة والخراب ,وهو ويعتبر النصح عندها واجب شرعي  وأخلاقي ,ولذلك قال عليه الصلاة والسلام "من رأى منكم منكرا فليغره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان"  
 
وهذه دعوة لكل مواطن يركب في قارب الوطن أن يكون أمينا على وطنه  وذلك بعدم العبث به أو تعريضه للمخاطر والدمار وتقديم النصح لوطنه وشعبه وعدم السماح لأي كان بالاعتداء على مقدرات الوطن وأموال الشعب ومؤسساته. 
 
ولقد بين الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام خطورة التقاعس عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعده إيذانا بالهلاك والدمار فقال:        
           
مَثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها: كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على مَن فَوقهم، فقالوا: لو أَنَّا خرقْنَا في نصيبنا خرقا ولم نُؤذِ مَن فوقَنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوا ونجوا جميعا"
 
وفي ذلك دلالة على أن الناس إن منعوا الفاسق عن فسقه، نجا ونجوا معه، وإن تركوه يفعل المعصية ولم يردعوه، نزل بهم عذاب الله تعالى وهلكوا جميعاً،الصالح فيهم والطالح .
 
كما يقرر الحديث الشريف سنة من سنن الله سبحانه وتعالى في الكون، وأصلا من الأصول الراسخة ، وهو وجوب تكافل أفراد الأمة وتضامنها، وتعاونها في سبيل تثبيت دعائم الحق والخير والفضائل،  والوقوف في وجه الظالم المتهتك للمحارم ,والقيام على حراسة هذه الأصول والقضاء على أهل والشرور والرذائل، وإلا فلا قيام لحق، ولا انتصار له ولا استقرار لفضيلة، ولا دوام لعزة وسلطان.
 
 لذلك فان واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكتسب أهميته من كونه درع حامي للمجتمع وحصن للأخلاق والقيم التي توارثها الآباء عن الأجداد وهنا يتجلى دور الحكماء والأخيار حيث يبثون الخير ويكونون مفاتيح له ويقفون أمام الشر ويكونون مغاليق له.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد