لسنا لقمة سائغة

mainThumb

18-08-2025 11:01 PM

أحدث تصريح رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ما يسمى " إسرائيل الكبرى"، و تعلقه الروحي بتلك الفكرة الشاذة الساقطة، ردود فعل غاضبة على الصعيدين الرسمي والشعبي الأردني، وشكل نقلة نوعية في فحص تصريحات رئيس الوزراء المهووس نتنياهو وكابينه الوزاري اليميني المتشدد، و أخذها على محمل الجد والسعي الحثيث لقطع الطريق على العدوانية التي يضمرها الكيان الإسرائيلي المجرم ضد المنطقة العربية بصورة عامة و دول الطوق بشكل خاص، و التطلعات التوسعية المريبة التي طالما كان يخفيها و ينكرها زعماء وقادة إسرائيليون عقوداً طويلة.
ومع مجيء حكومة إسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لم تشهد السياسة الإسرائيلية أكثر تطرفا منها، سقطت الأقنعة وانكشفت النوايا المبيتة، فالوعي الجمعي العربي والإسلامي يدرك مسبقاً حقيقة نوايا أطماع الكيان الصهيوني من الوطن العربي، رغم عدم وضع تلك التصريحات في إطارها الصحيح من أولئك المغفلين عن العلامات الظاهرة للعيان و يلحظها كل ذي بصيرة و فكر مستنير، لا يخفيها الكيان الصهيوني فشعارهم الذي لا ينطلي على أحد في هيئاتهم و مؤسساتهم الرسمية وغيرها تقول " أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات" وعلمهم نفسه يشير لأهدافهم النجمة السداسية و خطين باللون الأزرق في الأعلى والأسفل يشيران إلى نهري النيل و الفرات، حتى الزي العسكري لجنود الاحتلال الإسرائيلي يظهر عليه خارطة "إسرائيل الكبرى" المزعومة، وما يدلي به ويصرح به الوزراء المتطرفون كسموتريتش وبن غفير والعديد من زعماء و رؤساء الأحزاب و التكتلات اليهودية اليمينية منها واليسارية، تشي بنية الحكومة الإسرائيلية الحالية بالتوسع و التمدد على حساب الأراضي العربية الفلسطينية.
و تصريح نتنياهو المجرم الدولي ضد الأردن تصب بذات السياق، فلو تصور أو تناهى لذهن أي متطرف ينتمي إلى الكيان الصهيوني المصطنع، يخوض تجربة التمدد على حساب الأراضي الأردنية، فسيندم كثيراً فالأردن بشعبه وجيشه وكل إنسان يعيش عليه، ليس لقمة سائغة تبتلعها دولة الكيان الصهيوني، فسيرون بقوة الله، من هو الجيش الأردني العظيم الباسل، و من هو الشعب الأردني الأبي، سيحمي أرضه بكل شجاعة منقطعة النظير وبكل ما آتاه الله من إرادة و قوة، فالجندي الأردني عالي الكعب لا يستطيع أي حاقد بحول الله أن ينال من عزيمته و صلابته و إصراره على حقه، فقتلة الأطفال والنساء ممن استباحوا دماء الأبرياء في فلسطين، وتلوثت أياديهم و لازالت بإبادة جماعية بربرية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيل في غزة هاشم لا أمان ولا عهد لهم.
حمى الله الأردن شعبا و أرضا و جيشاً، و رد الله كيد أعدائه إلى نحورهم، فلحم الأردني مر وإيمانه بالله لا تزحزحه تهديدات عقيمة موتورة لن تمر مرور الكرام، وسيضع الأردن في اعتباره الاستعداد التام لمواجهة سيكون فيها الخاسر هو المعتدي الصهيوني، و ستعلو راية الكرامة من جديد، وتسود همة النشامى الأشاوس فوق كل مكر و خداع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد