أطفالنا قنبلة موقوته إن لم نربيها

mainThumb

28-02-2013 08:20 PM

 في إحدى المحاضرات التي تعطى لطلبة الماجستير قام أحد الدكاترة في الجامعة بطرح سؤال للنقاش و بما أن أغلب طلبته متزوجين ولديهم أبناءً ، فهم يستطيعون أن يقدمو اجابة مبنية عن تجربة بما لديهم خبرة في تربية أبنائهم ، كان سؤاله مثيراً للجدل و كان كالآتي :متى تبدأ بتربية ابنك؟

فأجاب الأول مباشرة دون تفكير و قال أبدأ تربية ابني عندما يبلغ الرابعة من عمره  في هذا السن يفهم معنى كلمة صح و خطأ و يفهم ماهو الثواب و العقاب ،فرَدَّ الآخر كلا تبدأ تربية الأولاد في السنة الأولى للطفل ،فيجب أن تبدأ بردع الأولاد من بداية نموهم .
 
و كانت هنالك اجابة ثالثة و هذه الإجابة كانت مبهمة لولا أن صاحبها أكمل و فسر لنا ماذا يقصد بتلك  الإجابة ،أربي ابني قبل ولادته بعشرين سنة ،أربي نفسي و بعدها أبدا بتربية أولادي ،لأصبح زوجاً صالحاً و أباً سوياً ،لأبقى القدوة الحسنة  لأبنائي ،و لا أنزل من نظرهم ولو لثانية ،فكم منا فكر أن يربي نفسه قبل أن ينشئ أسرة مكونة من زوجة شريكته في كلِّ شيء  ليست جارية تسعى لخدمته فقط ،ويرمي على كاهلها المسؤولية كاملة و يكتفي هو بالانفاق على المنزل ،و كذلك أبناءً يعلمهم ويربيهم و يزرع فيهم القيم الصحيحة لا عبيداً يضربهم و يسبهم بأقبح الألفاظ ،و يبحث بعدها عن حبهم ، فلا تكن لينا فتعصر ولا تكن قاسيا فتكسر ، خيرالأمور أوسطها .
 
و من منا فكر أنه مع أول كذبة يكذبها على ابنه جعل حبل الثقة يتزعزع  بينه وبين ابنه،و نبدأ بتلوين تلك الكذبة حتى نقنع أنفسنا أننا لا نكذب ،أم هو مجرد ترتيب للأحداث ،ليبدأهذا الطفل برحلة البحث عن القدوة خارج حدود المنزل .
 
احذر أيها الأب و اقرأ في عيني ابنك كيف يراك ، ولا تغمض عينيك عن رؤية الحقيقة ، وتقنع نفسك بأن هذا الطفل لا يفهم شيئاً بل على العكس هذا الطفل قادراً على فهم شخصية الكبار ،الله أعطاك كتلة من اللحم صغيرة  تشكلها كيف تشاء ،فكن فناناً وأبدع في انشائها بالطريقة الصحيحة ،فكلنا راعٍ و كلنا مسؤول عن رعيته .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد