مجلس النواب وتشدد الحكومة عقبتان في طريق الاصلاح

mainThumb

07-03-2013 01:55 PM

 ماحدث تحت القبة من مواجهة بين النواب والحكومة على خلفية قيام الاخرى ممثلة بدولة رئيس الوزراء رفع اسعار المشتقات النفطية مرة ثانية خلال شهر واحد دفع بالغالبية العظمى من النواب توجيه مذكرة الى الحكومة يطالبونها التراجع عن هذا الرفع كون الاوضاع الاقتصادية لاغلب شرائح المجتمع الاردني ضد هذا التوجه علاوة على تخوف النواب من ان يؤدي هذا القرار الى تحريك المياه الراكدة في الشارع الاردني الذي راهن منذ بدء الانتخابات النيابية على عدم الجدوى من هذه الانتخابات لانها لن تفرز نوابا بحجم الهم الوطني كون هذه الانتخابات اعتمدت مبدا الصوت الواحد علاوة على ماشابها من تبعات كالتزوير والتجاوز الذي حدث والذي مازلنا نلمس نتائجة السلبية منظورة امام المحاكم التي قضت باحقية بعض النواب ممن فقدوا فرصة النجاح على حساب اخرين نجحوا علاوة على بطلان الانتخابات في الدائرة السادسة بالكرك ومن الطبيعي ان يترتب على ذلك استحقاقات كثيرة.

 

ومنذ ان كلف جلالة الملك عبدالله الثاني البرلمان والحكومة بالسير قدما لافراز اول رئيس حكومة برلمانية في الاردن نلاحظ ان النواب والحكومة لم يراوحوا مكانهم وانصبت الترشيحات على رؤساء حكومات غير مقنعين للرأي العام ومع ذلك يسير المجلس والحكومة في هذا النهج الذي تمخض اخيرا عن انقسام حاد بين اعضائه البعض يرشح دولة عبدالله نسور والبعض الاخر يرشح نائبه عوض خليفات مع ان الطموح الشعبي يتمنى ان يكون الرئيس من خارج الدائرة الضيقة التي حشر النواب والحكومة انفسهم بها وبات المجلس اشبه بسوق مزاد ظهرت فيه الحكومة متشددة في قراراتها التي اتخذتها واعتبرت التراجع عنها صفعة قوية توجه لها خاصة وانها مقبلة على استحقاق رئاسي وهو ماسيضعف موقف الرئيس في قرارات مصيرية قادمة كرفع اسعار الكهرباء والماء اما مايخص النواب فانهم ارادوا ان يثبتوا لقواعدهم الانتخابية انهم عكس المجلس السابق وان هكذا قرار لن يتم تمريره كي لايظهروا بموقف الهزيل الذي عليه ان يسمع وينفذ وفي زحمة هذا العصف تواترت الاحداث وتبدلت المواقف ماحد ببعض النواب المساس بشخص الرئيس وتوجيه التهم اليه جزافا وهو مانفاه الرئيس وقد ترتب على ذلك فقدان البعض لبوصلته النيابية التي تحتم عليه تغليب المصلحة الوطنية في هكذا امور وانحدر بنفسه  نحو التشدد والتعصب الاعمى الامر الذي حدا بنائب رئيس المجلس الذي عمل بالاصل على تدبير الامر بليل ان يرفع الجلسة بعدما اخذت منحى اخر بعد ان فلتت الامور من عقالها.
 
ماحدث تحت القبة قدمنا للعالم اننا نفتقر الى الديموقراطية ونفتقر الى بعد النظر ونفتقر الى خارطة طريق واضحة ونفتقر الى برامج محددة نبني عليها تصوراتنا للمرحلة المقبلة التي تعتبر من احرج المراحل في وطننا العزيز والتي حرص جلالة الملك المعظم على تخطيها بالحكمة والعمل بروح الفريق الواحد وتكافؤ الفرص واشراك المواطن في العملية الديموقراطية بيد ان نواب الامة بتطاولهم المباشر على الحكومة داخل بيت الشعب ومحاولة البعض منهم اللجوء الى لغة من اسوأ اللغات على مستوى العالم وهي لغة السلاح يجعلنا نوجس خيفة من المراحل القادمة ان بقيت عربة الحكومة في اتجاه وحصان مجلس النواب في اتجاه اخر.
 
mohammad64a@hotmail.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد