الإحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق .. جردة حساب

mainThumb

15-03-2013 03:49 PM

 هاهي الإدارة الأمريكية ،تعلن أنها ستسحب عشرات الآلاف من جنودها في أفغانستان، التي إحتلتها عام 2001 إثر تفجيرات البرجين، والتي إتضح لا حقا أن يهود واليمين الأمريكي هم من نفذوها رغم أن " شيخ" الجهاديين العرب، أسامة بن لادن بارك تلك الغزوتين، وأوحى أن تنظيم القاعدة ،هو الذي أنجز المهمة،علما أنه لا علاقة  لا من قريب أو بعيد، له ولتنظيمه بتلك الجريمة النكراء.

 

الإعلان الأمريكي يقول أن عملية الإنسحاب هذه، ستنتهي مع نهاية العام 2014 المقبل،لكنه لم يخف أن تواجدا أمريكيا سيبقى في الأراضي المحتلة ،ولكن ليس لأهداف إحتلالية إستراتيجية ،بل لتدريب قوات الجيش الأفغاني ،التابعين للحكومة الأفغانية التي يرأسها كارزاي،وهذه ليست مهمتنا للغوص فيها.
 
ما يهمني هو أن الإحتلال الأمريكي لأفغانستان، كان مخططا يهوديا بإمتياز، لتوريط أمريكا وجيشها بين ثنايا جبال وصخور وكهوف  تورا بورا،التي شهدت هزيمة السوفييت،وحتى لا تكون واشنطن قادرة على التحرك نحو منطقة الشرق الأوسط ،لفرض حل  للقضية الفلسطينية لا تريده إسرائيل، كون العرب مستعدين  للقبول بحل يبقي لهم إسم فلسطين فقط على الورق.
 
فإسرائيل هنا وفي حقيقة الأمر ،يروق لها الموقف العربي وقبولهم بأي حل ،حتى لو كان موافقة إسرائيل على كتابة إسم فلسطين على الورق فقط،لكن الذي لا تريده إسرائيل هو أن يعي العالم، أن الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي إنتهى ،وجرى إقفال الملف.
ألم يقم الفلسطينيون بذلك في أوسلو، ووافقوا على حل هزيل يمنحهم بالكاد أشلاء  مقطعة من بلادهم؟وها هم رغم مرور السنون على لا شيء ،ألغوا الكفاح المسلح ويواصلون التنسيق الأمني مع إسرائيل؟
 
تعلم إسرائيل جيدا أنها وفي حال توصلها مع حل، مع الفلسطينيين ،ستدخل مرحلة متشعبة المسارات ومتعددة الوجوه،إذ أنها ستدخل مرحلة الحرب الأهلية، لأنها في تلك الحالة ستعيش بدون عدو خارجي وعندها وحسب الموروث اليهودي سيبحثون عن عدو داخلي،كما أنهم سيجدون أنفسهم بعيدا عن الدعم والتعاطف الدوليين ،وحتى بالنسبة لتعاطف يهود أمريكا انفسهم.
 
السؤال الذي يطرح نفسه :ما الذي أحرزته القوات الأمريكية ومعها قوات حلف الناتو في افغانستان، منذ الإحتلال وحتى يومنا هذا؟
 
لا شيء يذكر على الإطلاق ،إذ أن كافة أوضاع الشعب الأفغاني قاطبة لم تشهد أي تحسن ،بل على العكس من ذلك ،إزداد التخلف تخلفا والفقر فقرا ،والإنقسام إنقساما ،فها هي حركة طالبان ما تزال على عداء مع حكومة كابول برئاسة كارزاي،حتى أن كارزاي نفسه بات على خلاف مع الإدارة الأمريكية.
 
أما العراق الذي أعلنت الإدارة الأمريكية أنها سحبت قواتها منه،وأبقت على عدد قليل،لتدريب وتأهيل جيش المالكي ،فقد تعمق فيه الإنقسام منذ الإحتلال، وها هو اليوم يشهد بوادر عملية التقسيم .
 
كما أن الدمار الشامل ما يزال يلفه، رغم وجود ما يحلو للبعض ان يطلق عليها ،عملية إعادة الإعمار،ناهيك عن إفتقار الشعب العراقي لمشتقات البترول وهو البلد النفطي بإمتياز،كما ان الشعب العراقي يفتقد المياه الصالحة للشرب، ورغيف الخبز والأمن والأمان،وعدم وصول الديمقراطية إليه، مع أنها كانت الهدف المعلن قبل الإحتلال الذي تم ربيع العام 2003.
 
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة :من المستفيد من إحتلال العراق،خاصة وأن الشعب الأمريكي كان يستقبل قتلاه وجثامين أبنائه، في توابيت بالآلاف ؟ومن نجا من الموت أقدم على الإنتحار أو عاش حياة ملؤها الإضطراب والأمراض النفسية من هول ما إرتكبوا بحق شعب العراق.
 
المستفيد الوحيد من إحتلال العراق هو إسرائيل، التي قضت على العراق قضاء مبرما ،وتخلصت من محرر محتمل،كما أنها نهبت آثاره من خزائن متاحفه، ومن تحت ثراه ،وعمقت توريط أمريكا  في العراق بعد أفغانستان ،لتعجز واشنطن عن الضغط على تل أبيب ،من أجل الموافقة على حل لملف الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد