أحدهم ألغى حجزك .. !!

mainThumb

21-03-2013 09:56 PM

 هذه الكلمات ليست عنوانا لفيلم هندي ،ولا لمسرحية تجارية مصرية،ولا هي دعاية لحضور سيرك ما،بل هي "مأساة "حدثت معي في العاصمة البلجيكية بروكسيل صيف العام 2001،وبطلاها طبعا ،العبد الفقير إلى رحمة الله أنا،وآخر يفترض ان يكون عونا وسندا لي في الملمات إن حصلت، حيث اكون غريبا وربما مقطوعا ،وليس امامي إلا هو ،كونه يمثل الأردن بمرسوم ملكي في بلجيكا ،وبالتالي هو الملجأ وقت الشدة.

 

قبل الإسترسال في سرد المأساة سأجيب على سؤال إفتراضي ،وهو لماذا مارست الصمت طيلة عشر سنوات؟فأقول أنني الآن في حل من الإعلام المقيد ،بعد إحالتي القسرية على التقاعد، بناء على شكوى قدمها ضدي مركز ضغط يهودي في واشنطن يديره الموساد وإسمه " معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط "ميمري" لأنني كتبت مقالا في جريدة "العرب اليوم" في 29 -11-2011 بعنوان :إسرائيل والسلام لا يتفقان ،فقامت الجهات السيادية المعنية في الأردن بالإيعاز لقطاريزها بالتخلص مني فور بلوغي  سن الستين، لتأتي عملية الفصل بصورة قانونية مع ان هناك زملاء لي تجاوزوا سن الستين ولكن " واحد عن التاني بيفرق".وبذلك أستطيع كتابة المخفي عندي وهو كثير دون أن أسبب حرجا لأحد مرعوب أصلا.
 
القصة بدأت عندما زرت بروكسيل بدعوة من الإتحاد الأوروبي لحضور مؤتمر شاركت فيه وفود عربية،وعند إنتهاء المؤتمر غادرنا إلى المطار وكان بصحبتي زميلتين أردنيتين عزيزتين،سمح لهم بالدخول، لكن موظفة الحجز في المطار منعتني بحجة أن :"أحدهم ألغى حجزي".
 
عندها حاولت تسوية الأمور ولكن الإجابة ظلت كما هي "أحدهم الغى حجزك" دون أن يفصح أحدهم عمن ألغى حجزي".
 
أقلعت الطائرة وأحسست بهول الصدمة ،كون المضيفين غادروا إلى بيوتهم ولم يعد معي نقود تعينني على قضاء تلك الليلة ،ولم أجد أذنا صاغية.
 
تحدثت مع أحدهم ولكن لا حياة لمن تنادي، فقد أصر على موقفه ،ثم ان الطائرة أقلعت ولا حل في الأفق؟!عندها تقمصت صورة أخرى وقلت له مهددا:إسمع إن لم تقم بحل المشكلة وإيجاد حجز لي على طائرة أخرى ،فستكون بروكسيل عنوانا لنشرات الأخبار الدولية.
 
أثمر ذلك التقمص عن إنفراج، إذ إنقلبت طريقة حديثه معي وأصبح يتودد لي ،طالبا مني الإنتظار قليلا ريثما يجري إتصالاته،وبالفعل رأيته وهو يتحدث بهاتفين في وقت واحد ،ولم تمض خمس دقائق حتى ناداني مبتسما،وأبلغني أنه عثر على حل للمشكلة ،لكني توجست خيفة وقلت له:آمل ان يكون حلا جذريا وليس ترحيلا للمشكلة،فوعد خيرا وكان صادقا.
 
 
قال لي ان من حسن حظي أن هناك طائرة إلى روما ،وأن هناك طائرة أردنية ستقلع من روما بعيد وصول الطائرة البلجيكية،وبالفعل غادرت بروكسيل إلى روما ،لكن سوء حظي أن طائرة الملكية الأردنية أقلعت ونحن في مرحلة الهبوط.
 
أوجست خيفة ،وقلت أنني سأقضي الليلة في روما ،وانه تم ترحيل المشكلة بدلا من حلها في بروكسيل،إلا أنني فوجئت بمندوب للشركة يطلب مني مرافقته .
 
انهينا عملية ختم الجواز وإستلام الأمتعة ،وأخذني إلى فندق مطار روما وأبلغني انه سوى الأمر، وأنني لن أتحمل أي مبلغ ،وانه سيعود إلي في الصباح ليأخذني إلى المطار حيث الحجز المسبق.
 
وصلت إلى عمان وسيل الأسئلة منهمر وهو لماذا حدث معي ذلك؟ ومن هو الذي ألغى حجزي؟وعلى الفور كتبت رسالة إلى الإتحاد الأوروبي أطلعهم على ما حدث معي ،فإتصلوا معي على الفور وأبلغوني انهم سيفتحون تحقيقا ويبلغونني بالنتيجة في أقرب وقت.
لم يمض يومان حتى تسلمت الرد، وهو أن أحد موظفي السفارة الأردنية في بروكسيل، قام بإلغاء حجزي وتسجيل آخر ربما من السفارة او من معارفه مكاني.
 
حاولت أن اكتب شكوى في جريدتي عما حدث لكن رئيس التحرير آنذاك رفض خوفا على إعلانات الملكية الأردنية وبذلك ماتت القضية دون ان يعلم بها أحد.
 
لذلك فإن ما دعاني إلى كتابتها اليوم هو كما أسلفت تحرري من الإعلام المقيد،ورغبتي بفضح الإعلام المقيد برمته وهو انه مسير ولا يخدم قضايا الشعب،وتفضيل الإعلان على معاناة المواطنين.
 
والسؤال هنا :لماذا توجد سفارات في الخارج ؟أليس لخدمة المواطنين الذين يسافرون  إلى الدول الأجنبية؟لماذا قام ذلك الموظف بفعلته ؟ولماذا لم يخف من المحاسبة؟أسئلة كثيرة ومتنوعة تدور في ذهني آملا ممن يعنيهم الأمر الإجابة عليها وليس إطلاعي عليها 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد