لواء فقوع الشامخ

mainThumb

26-03-2013 12:02 PM

الانتخابات النيابية الماضية، تركت ندبا مؤلمة على صفحات الحياة في المجتمعات الأردنية، شوهت في بعضها طبيعة العلاقة الأسرية التي سادت لعقود خلت.

وكان الإصرار على قانون انتخابي مختل، سببا في زيادة بعثرة اللحمة الأردنية التي ظل الوطن يتغنى بها لعقود، قسم العشيرة، وأطاح بالأسرة الواحدة، فيما إجراءات الانتخاب كانت غير مقنعة في كثير من مفاصلها، حتى مع شهادة دول عظمى، بعد أن رأينا عجابا في كثير من مناحي الأردن.

وفي منطقة عشائر الحمايده في الكرك، كان قرار محكمة استئناف عمان وفي أول سابقة قضائية في الأردن إعلان بطلان الانتخابات في الدائرة السادسة في لواء فقوع بمحافظة الكرك،  قائلة انها ناجمة عن حدوث خلل في إدارة العملية الانتخابية بوجود تجاوزات ومخالفات قانونية مضيفة ان هناك قرائن تشير الى وجود أوراق زائدة داخل الصناديق الخمسة التي قامت بتدقيقها، فيما الهيئة المستقلة للانتخابات قررت الإبقاء على عضوية الكوتا من هذا اللواء  .

فبعد ان باشر النائب المهندس نايف الليمون عمله لأكثر من (40) يوما في المجلس، صدر القرار الموجع بإيقاف عضويته، وهو قرار قضائي يؤشر على النزاهة والعدل والإنصاف، لكنه كان موجعا للنائب المذكور وللناخبين ممن وقفوا خلف الفوز، تماما كما هي درجة الارتياح التي تمتع بها الطرف الآخر.

ليس من عتب على الحكومة وأجهزتها في القرار او فيما يتعلق بإعادة الانتخاب، وليس من تحفظ لدى الناس على بقاء سيدة متمتعة بعضويتها من الدائرة السادسة في المجلس، لكن الأنفس في اللواء تزداد توترا يوما بعد يوم، اذ ان نجاح المشتكي  يمثل ضربة أخرى للطرف المشتكى عليه، ونجاح المهندس الليمون يمثل خيبة أمل بلا شك لدى جهة المشتكي، الذي سيخفق مرتين في اقل من ثلاثة أشهر؟

في استعراض الموقف، فاءن الفائز والخاسر في المعركة أمام موقف صعب، لم تجربه الأردن من قبل، ما دفع الى تحليلات متوترة، أدت بالدبلوماسي الشهير، الدكتور موسى بريزات الى إطلاق مبادرته الخلاقة في سماء اللواء، التي حظيت بالترحيب والامتنان من الجميع.

المبادرة التي ضم إليها الى جانب الوزير السابق المهندس موسى الجمعاني، نخبة من شخصيات عشيرة بني حميدة من الطفيلة ومادبا وعمان، فكان ان حاورت الجانبين، وأخذت مواثيق للتهدئة، وأخرى لتجنب أية صراعات خلال عملية الانتخاب التي تنتهي مساء الثالث عشر من نيسان القادم.

هذه واحدة، والثانية أن الدكتور البريزات، يعمل بذات الدبلوماسية على استخراج حل توافقي، ان حدث، فهو معجزة اللواء المنتظرة، بتزكية واحد من أبناء العمومة، تفاديا لتلك التوترات التي لن تحمد عواقبها، قد تساهم الحكومة فيها بذات القدر من الهيبة والحرص على صلات القربى بين الناس في الزهراء وفقوع وصرفا وأمرع، في حل سيكون تاريخي، ان قيض له النجاح.

لكن الأهم في القضية، ان عشيرة بني حميدة المليونية، تحتاج الآن أكثر من اي وقت مضى الى إعادة الهيكلة، ونفض غبار الخلاف الذي يدور في مواقع تجمعاتها في مادبا واربد وعمان والطفيلة والكرك حين الانتخابات البلدية والنيابية، بفعل ارتفاع الصوت المنحاز فيها، وتغييب أصوات الحكمة والتعقل.

في لواء فقوع، لعل الأمل يحدو الجميع بنجاح هذه النخب القوية من الحكماء وأهل الحل والعقد في تدارك الأمر بالحل الذي يتباه دبلوماسي بارع، وقف ومن معه على مسافة الود والغيرة والرجولة من الجميع، بانتظار صدى الهمم العالية، والقامات الشامخة في اللواء، للدخول الى الانتخاب، بأنفس طيبة راضية، فيها مسحة من التسامح والتصالح، ومعها ومضات من صلات الرحم والتاريخ العائلي الذي يستند الى ارث كبير مكرم لعشيرة تتأهب لأخذ دورها الصحيح، بعد أن أسس الناس لهم فيها ديوانا جامعا، يرأسه صاحب الكلمة الجريئة الشيخ نصر ضامن الحمايده.

في العشيرة في مواقعها العديدة هامات وقامات تؤكد كل يوم حرصها على الأردن من ان يعيث به الجهلة فسادا وتخريبا، وفيها حكماء الوطن، ومنها رايات خفقت للتآخي وتعزيز لحمة الأردنيين للتحمل والصبر والإطاحة برموز الفساد، ومنعة الأردن، ليظل عصيا على الطامعين، هي بالتأكيد قادرة على مراقبة الأيام القليلة القادمة من عمر المرحلة الانتخابية، بذات الحرص على بعث حل ترضى به الأطراف التي أكدت في مبادرة الدكتور البريزات، وعيا وإيثارا للمصلحة العليا للوطن، تفاديا لأية خروقات قد تترك أثرا على العلاقة الابدية بين أبناء العشيرة الواحدة.

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك ان تبتل بالماء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد