فخامة الرئيس محمود الكايد

mainThumb

23-04-2013 10:04 PM

 نعم ،هو يستحق لقب فخامة، بل ويفخر  هذا اللقب به،ويعتز أيما فخر وإعتزاز،وأظن أن الأستاذ رئيس محمود الكايد (أبو عزمي)،الذي شغل منصب رئيس تحرير،بمعنى رئيس تحرير،جريدة "الرأي"لسنوات طوال،يستحق أكبر من هذا  اللقب ،فالرجل لا ينتمي لعام  الذكورة، فقط،بل له عنوان واضح في عالم الرجولة،وبذلك فإنني أجزم أن الأستاذ أبو عزمي لم يمت ،حتى لو فارقت روحه جسده ،ووري جسده التراب،فذكراه ما تزال عطرة .

 
 
لم يكن الراحل محمود الكايد رئيس تحرير ينتظر هاتفا من أحد ،أو أعطية من جهة ما ،ولم يكن مسيرا تذروه النسمات أينما أرادت،بل كان هو من يفرض وجهة نظره على الآخر، بغض النظر عن وضع وواقع ذلك الآخر،     ويضع شروطه ويثبت بصمته على المشهد ،لذلك يفتخر به كل من عمل معه،وهنا تكمن الرجولة.
 
أنا شخصيا لم أتشرف بالعمل معه ،ولم أتشرف بمرافقته في سفر،
كنت أتعامل معه من بعيد كتحية في مناسبة ،ومع ذلك فإن مساحة الرجل تكبر في ذاكرتي يوما بعد يوم ،لعدة أسباب منها أننا بتنا نرى نماذج من رؤساء تحرير ما انزل الله بهم من سلطان،وما أسمعه عنه من زملاء عملوا معه ،مشرف،إلى درجة انني ألوم نفسي كثيرا لماذا لم أقتحمه ؟
 
ما أن نلتقي نحن الإعلاميون  الذين مورس علينا الظلم ،وبغض النظر عن منابتنا وأصولنا " لغة المرحلة"،ونبدأ بسرد همومنا ،ونستعرض نماذج رؤساء التحرير الجدد الذين عملنا "تحت إمرتهم" ،إلا وينال الرئيس محمود الكايد جل حصة الأسود مجتمعين من المديح .
الحديث هنا هو حديث فخر وإعتزاز، عكس الاخرين الذين يكونون محل تندر وإستهجان لمواقفهم وأوضاعهم، وأحوالهم عندما يردون على الهاتف  من فوق"وكيف أصبحوا رؤساء تحرير،وماذا أنجزوا وكيف تصرفوا مع الصحافيين.
 
هو الأول حتى وهو غائب،هذا هو مجمل تقييمي للحديث عن الراحل أبو عزمي الذي كان رجلا لا يشق لرجولته موقف.
 
كان أبا وأخا  وحام للجميع ،حتى أن عمال المطابع لم يبتعد عنهم ،بل كان يختلط بهم في المطبعة ويتفقد أحوالهم ويطمئن عليهم،وإن لمح أحدا منهم مكدر الخاطر،يستفسر منه عن ضائقته ،فإن كانت مالية نقده من جيبه فورا دون تمنن.
 
آخر جلسة حديث عن فخامة الرئيس محمود الكايد،كانت في الطريق إلى إسطنبول مع زميلين عزيزين ،وسمعت منهما قصتين أغرب من الخيال ،الأولى رفضه تعيين إبن أخيه العاطل عن العمل منذ سنوات ،مقسما بالله أنه لن يعمل فيها مادام حيا ويعمل فيها،وأنه ينتظر تخرج " الزميلة " رانيا الهندي لتعيينها صحافية في "الرأي" إكراما لأبيها ذلك العامل البسيط لكن المخلص ،الذي عمل فيها سنوات طوال،كمكافأة له وإكراما لإخلاصه.
 
أما القصة الثانية فهي أن مجلس الأمة آنذاك ،أراد إستبدال الزميل طارق المومني" نقيب الصحفيين الحالي"بصحافي مرن آخر للتغطية،وعندما علم الكايد ،طلب من المومني السفر إلى سوريا عند خطيبته لأسبوعين للراحة والإستجمام .
 
عند ذلك تسلم رسالة من مجلس الأمة تطلب تسمية صحافي آخر بدلا من المومني،لكن رئيس التحرير الأصلي أبو عزمي،تحدث معهم بلغة الرجال،وأفهمهم أن طارق المومني،هو الصحافي الوحيد المخول بتغطية اخبار مجلس الأمة،كما طلب منهم العدول عن موقفهم المستهجن والإعتذار للمومني برسالة خطية كي تعود أخبار المجلس إلى " الرأي".
 
أسوق هذه الكلمات وانا استعرض ثلة من رؤساء تحرير هذه الأيام ،وكيف ان بعضهم باع زملاءه بالرخيص كي ينال الرضا ..عجبي!
 
وهناك من يسأل عن أسباب تدهور الإعلام في الأردن؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد